محمود حسين يفجر الأزمة.. وتوقعات بانقسامات.. محمود عزت: التزموا بالقرارات.. ولجنة لإدارة الأزمات مر ما يقرب من 7 أيام على الصراع الذي تجدد داخل أروقة الإخوان المسلمين، والذى على إثره انقسم قيادات الإخوان لفريقين أحدهما يضم القيادات القدامى للجماعة، والثانى يمثل القيادات الشبابية، حيث شهدت الجماعة ما يشبه "البركان أو الزلزال" بإقالة عدد كبير من القيادات المحسوبة على الفريق الثاني. حوار حسين البداية كانت مع محمود حسين، أحد أبرز قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين، عندما ظهر على قناة الجزيرة الاثنين 14-12-2015، فى أول حوار مباشر له بعد أحداث 3 يوليو وأعلن أنه مازال فى منصبه كأمين عام للجماعة، مؤكدًا أن صفة المنصب لا تنتفى فى الجماعة رغم الغياب لسبب أو لآخر، مشيرًا إلى أنه خرجه من مصر جاء بطلب من المرشد العام للجماعة، وهو ما فجر موجة غضب داخل أوساط الإخوان ليتطور الأمر بعده لما يشبه الصراع الداخلي بين جبهتي الجماعة وتوقعات لوقوع انقسام أو انشقاق كبير لا تقوى الجماعة لملمته. حوار "حسين" وضع مكتب إخوان الخارج فى حرج بعدما ضرب بقراراته عرض الحائط وأعلن تمسكه بمنصبه، معتبرًا أن مهمة المكتب مقصورة على تجميع قيادات الجماعة المطاردين، وأن وظيفة المتحدث الإعلامي محمد منتصر نقل بيانات الإخوان لاتخاذ القرارات. وأضاف حسين في حوار أن مجلس شورى الإخوان يرى أن الجماعة ليست في حاجة لتغيير قياداتها ولا مانع أن تترك القيادة العامة مكانها الآن إذا أراد مجلس شورى الجماعة هذا الأمر. وهو ما اعتبرته الجبهة الشبابية محاولة من "محمود حسين" للدفاع عن منصبه، وسعى نحو تأجيج الصراع بين أفراد وقيادات الجماعة، ومحاولة لزرع الخلافات قبيل 25 يناير، وبالتالي تقديم أكبر خدمة لنظام 3 يوليو- على حد قولهم.
مسلسل الإقالات
عقب الحوار بيوم واحد أصدر الدكتور محمد عبد الرحمن، رئيس لجنة الإدارة العليا التابع لفريق القيادة التاريخية بالجماعة قرارًا بعزل المتحدث الإعلامي للجماعة محمد منتصر وتجميد عضويته 4 آخرين بدعوى ارتكابه مخالفات إدارية وتسريب أخبار الجماعة، وإجرائه حوارًا مع وكالة الأناضول التركية للأنباء بدون الرجوع لمسئوليه. بينما أرجع متابعون للمشهد هذه القرارات إلى البيان الذي نشره محمد منتصر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي وقال فيها عقب الحوار نصًا: "إلى شباب الثورة إلى الوطنيين الأحرار حان وقت إنفاذ خطتكم لإنقاذ ثورتكم والقصاص من القتلة فلتتقدموا بخطوات ثابتة ولتستعيدوا حريتكم ووطنكم "يناير إسقاط العسكر". وهو ما أشار إليه أحد قيادات الجماعة الشبابية قائلاً: "إن منتصر تجاهل القرارات بدعوة شباب الإخوان لإنقاذ ثورتهم" وهو ما تم تفسيره بأنه موجه لإنقاذ الجبهة الحديثة من القيادات القدامى. لم تقتصر القرارات على هذا الأمر بل صدر فى اليوم ذاته قرار آخر بفصل مسئولى وأعضاء ما يعرف داخل الإخوان ب"لجان الطلاب والإعلامية والحراك الثورى "بدعوى خروجهم عن قيادة الجماعة وعدم التزامهم بتعليمات القيادة العليا للجماعة، مشيرًا أن هذا القرار جاء بعد تحقيقات من جانب لجنة شكلها عزت. كما شملت القرارات التي تم إبلاغ أعضاء الجماعة داخل مصر وخارجها بها تعيين ثلاثة متحدثين جدد باسم الجماعة محسوبين على جبهة عزت، أحدهم من خارج مصر، وأعلنت جبهة عزت تعيين متحدث جديد يدعى طلعت فهمي.
واستمرارًا لمسلسل الفصل قررت الجماعة تجميد عضوية "د.محمد كمال" عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين بعد تحقيقات بشأن القرارات التي صدرت عنه خلال العام الماضي -بحسب بيان صادر على الجماعة.
صراع المتحدثين
في أول رد فعل للمتحدثين (محمد منتصر وطلعت فهمي) تراشق الطرفان فيما بينهما على قناة الجزيرة، حيث قال طلعت فهمي، المتحدث الجديد للإخوان، إن الجماعة لا تدار عبر الإعلام أو موقع التواصل الاجتماعى فى إشارة لاستنكار بيان "منتصر" على صفحته دون الرجوع إليهم.
وأضاف فهمى خلال مداخلته على الجزيرة، أن قرار تعينه موقعة من رئيس اللجنة العليا فى مصر والقائم بأعمال لمرشد العام للإخوان محمود عزت. بينما رد محمد منتصر، المتحدث المقال عليه قائلاً: إن "هذه القيادات العليا المنتخبة هى من نصبتنى متحدثًا إعلاميًا، ولن أترك منصبى لأنى منتخب"، مضيفًا أن إخوان مصر هم من يديرون الثورة على الأرض.
تطور الأزمة الأمر لم يتوقف على هذه المشاحنات بل تطور لاحقًا ليصبح التراشق علنيًا بين الجبهتين، حيث تزايدت حدة الخلافات داخل الإخوان، بينما تعالت الأصوات الداعية إلى وحدة الجماعة استعدادًا لإحياء ذكرى ثورة يناير. وفى هذا الإطار أصدر المكاتب الإدارية للجماعة فى عدد من المحافظات المصرية بيانات أكدت فيها أن قواعد الشورى والمؤسسية هى الأطر الحاكمة للتنظيم، وهى أساس بنية الجماعة، ولا يقبل من أى شخص أو قيادة مهما كان موقعه تغييرها، مشددة على أن مكتب لندن مكتب إعلامي بالأساس ولا يحق له اتخاذ قرارات إدارية تخص الجماعة فى مصر. ولم يكتف المكتب الإدارى للإخوان المسلمين فى الإسكندرية بدعم منتصر، بل أصدر قرارًا بوقف عضوية فهمى المنتمى تنظيميًا إلى فرع الإسكندرية، وإحالته إلى التحقيق "لمخالفته اللوائح المنظمة للعمل داخل الجماعة".
ولم تتوقف البيانات والبيانات المضادة، ففى ساعة متأخرة من يوم أمس الثلاثاء أصدر مسئول اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان محمد عبد الرحمن المرسى بيانًا أكد فيه صحة القرارات التى أعلنها مكتب لندن، بينما رفضها مكتب الإخوان فى الخارج. «محمود عزت» يخرج عن صمته.. التزموا بالقرارات وفى أول رد فعل خرج الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" بعد الأزمة التي عصفت بالجماعة، مطالبًا أفراد الجماعة بالالتزام بالقرارات والتجرد الكامل للدعوة ومصلحتها، مشيرًا إلى أن الارتباط بالمبادئ لا الأشخاص من أهم عوامل تماسك الجماعة والحفاظ عليها، محذرًا من يخالف أو يحاول أن يلتف على قرارات الجماعة.
وأضاف فى بيان حصلت "المصريون" على نسخه منه ملخصه: "الحق أعز علينا من الأشخاص وسوف نلتزم جميعًا بقرارات التحقيق بعد اعتمادها"، مناشدًا أن ينشغل كل فرد فى الصف بمهمته والاجتهاد فى إنجازها على أحسن وجه، وألا يشغلنا الحديث عن التصريحات الإعلامية والسياسية، مضيًفا: "يشغلنا الواقع العملى وموازنة النتائج وكيفية تعويض مافات وما قد نكون قصرنا فيه ويكون شعارنا". وتابع: "الاستدراج للعنف أو استهداف الأرواح خروج عن النضال الثورى وتقويض له وكان إعلان فضيلة المرشد العام فى عبارته الموجزة "سلميتنا أقوى من الرصاص" تعبيرًا عن السياسة العامة للجماعة الذى أكد عليه مجلس شورى الجماعة فى كل قراراته والتزمت به كل وحدات الجماعة والتى كان من ثوابتها عدم استهداف الأرواح وابتكار وسائل مناسبة لتأمين استمرارية الحراك الشعبى فى المحافظات بالتعاون مع الإخوان والثوار، أما ما تردد من شائعات عن بعض الفعاليات التى تجاوزت الثوابت فكان أغلبها افتراءات يراد بها تشويه الثورة والثوار".
وأوضح: "لقد أرسلت خطاباً لإخوانكم أعضاء مجلس الشورى ورؤساء المكاتب الإدارية أوضحت فيه الإجراءات الواجب أتباعها مع من يخالف السياسة العامة وأنتم أيها الإخوان حراس هذه الدعوة تسدون منافذ الشيطان بالنصح ثم تحذير من يخالف أو يحاول أن يلتف على قرارات الجماعة فالحق أعز علينا من الأشخاص وسوف نلتزم جميعاً بقرارات التحقيق بعد اعتمادها .. نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل وأن يمضى لنا أعمالنا وتبقى أخوة الإسلام التى توجب علينا إحسان المعاملة والصفح الجميل والتعاون على البر والتقوي". مبادرات لحل الأزمة أبرزها (الزعفرانى وحشمت)
وفى محاولات لرأب الصدع بين الجبهات المتصارعة المتصارعة طرحت قيادات إخوانية بنودًا لحلّ أزمة الإخوان التى تتصاعد. فأطلق القيادى الإسلامى البارز بمصر "إبراهيم الزعفراني"، مبادرة نصها جلوس قيادات التنظيم العالمى (هيئة تنفيذية) للإخوان المسلمين، وكل قيادات الإخوان المسلمين وقيادات الجماعات الإسلامية فى الأقطار العربية والإسلامية، ورئيس وأعضاء الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والشيخ يوسف القرضاوى، ويوسف ندا (مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة) وكمال الدين إحسان أغلو (أمين عام منظمة التعاون للدول الإسلامية الأسبق)، وراشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية بالتوسط العاجل بين القيادات الإخوانية المصرية لرأب الصدع الذى حدث بينهم" على مائدة حوار لوضع رؤية لتدارك المشكلة.
واستبعد "الزعفراني" أمين عام لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب السابق، أن يكون "العلاج بالقرارات والقرارات المضادة وتنازع المكاتب الإدارية وأفراد الإخوان". من جانبه طرح جمال حشمت، القيادى بجماعة "الإخوان المسلمين"، اليوم، رؤية للخروج من الأزمة الداخلية التى تعصف بالجماعة منذ أيام. وقال حشمت فى بيان له، إن "الرؤية التى يطرحها للحل وربما لا تصلح بعد أسبوع، من واقع المسئولية التاريخية التى اضطر إليها بلا سعى ولا مطالبة تكليفا لا تشريفا".
وأضاف حشمت: "ما نحن فيه فتنة طارئة إن شاء الله أوقد شراراتها الأولى قيادات تلقى كل التقدير والاحترام لا يشكك أحد في إخلاصهم وبذلهم وقد أداروا مرحلة لها رؤيتها وأهدافها، ولكل مرحلة رؤيتها وأهدافها ورجالها وأخطر ما رأيته وتأكد لي هو رغبة البعض في الخارج في السيطرة على إدارة الداخل! وهذا أمر لا يجوز ولا يمكن أن يقبله عاقل". وأكد أن حرب البيانات إن لم تكن للتهدئة والرغبة للوصل إلى حل حقيقي - بعيدًا عن الاتهامات والإيقاف والفصل- فهي تضر ولا تصلح! مشيرًا إلى أن بيان مكتب الخارج صدر بأغلبية بسيطة وليس بالإجماع. وتقدم حشمت بمقترحه (للشأن الخارجى فقط) قائلاً: "لكل الأحبة الذين بايعوا على الأخوة والجهاد والموت فى سبيل الله ليتدبروه لعل فيه مخرجًا: أولا: تلغى كل القرارات التى أوقفت التعامل مع مكتب الخارج لإدارة الأزمة أو أحالت أناسًا للتحقيق فى الخارج أو عينت متحدثًا إعلاميًا فى الخارج أو أنشأت موقعًا للجماعة بالخارج لتبقى مناسبة ذكرى الثورة على قمة جداول الأعمال لكل من بالخارج ليتعاونوا جميعًا على إنجاح إحدى محطات المواجهة مع الانقلاب العسكرى خاصة وأن قدرة الداخل مازالت تسمح بالإدارة والتعبير عن نفسها".
تطورات الأزمة فى ثانى ظهور لمحمد منتصر، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين الجناح الأحدث، أعلن تمسكه بمنصبه فى الجماعة، مطالبًا جميع قيادات الجماعة، التنازل عن الأهواء الشخصية وإعلاء مصلحة الوطن، قائلا: إن بيان اللجنة الإدارية العليا للجماعة يؤكد استمراره فى منصبه متحدثًا رسميًا للجماعة.
وقال منتصر، خلال لقائه مساء الجمعة الماضية على قناة "الجزيرة مباشر"، إن المهندس الراحل عبد الفتاح السيسى كان الأمين العام للجماعة منذ فبراير 2014، إلا أنه تمت تصفيته فى "شقة أكتوبر"، والتي عُرفت إعلاميًا ب"خلية أكتوبر" على حد زعمه. وأوضح منتصر أن الإخوان تقوم الآن بوضح لائحة جديدة لجماعة لاختيار خلال الفترة الحالية، لرأب الصدع وإنهاء الصراع الحالى بين قيادات التنظيم.