استجاب الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال جماعة الإخوان المسلمين، لقرارات مجلس شورى الجماعة بإحالة طرفي الصراع بالإخوان للتحقيق على خلفية الأزمة الأخيرة التي أثارها حوار الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة والتي أسفرت عن عدة إقالات من الجناح الشبابي للجماعة. يشار إلى أن محمد عبد الرحمن المرسي، مسؤول اللجنة الإدارية العليا داخل مصر بجماعة الإخوان المسلمين التابع لجبهة محمود عزت، أعلن منذ أيام عن تشكيل لجنة من "أعضاء الشورى"؛ للتحقيق مع مَن تسبب في تلك الأزمة من الإدارة السابقة، كما قرر تشكيل لجنة إدارة مؤقتة لإدارة العمل لمدة ستة أشهر لإنجاز المهام المطلوبة، وتعمل تحت إشراف القائم بأعمال المرشد "محمود عزت". وقال عزت: "كان لزامًا علينا تطبيق قرارات لجنة التحقيق من مجلس الشورى العام، ولن يكون منا بإذن الله إلَا خفض الجناح والصفح الجميل وسلامة الصدر والبدء بالسلام وقبول النصيحة على أي وجه يقدمونها، وأن نسدي النصيحة لهم كما أمرنا الله بها على أحسن وأكمل وجه". وأضاف القائم بأعمال المرشد في مقال له بعنوان "نعوذ بالله أن ننساه أو أن ننسى أخوتنا" منشور على "إخوان سايت" الذي دشنه جناح عزت عقب الأزمة الأخيرة قائلا: "إلي إخواني وأخواتي القابضين على الجمر في داخل مصر وخارجها.. إلى القلوب التي اجتمعت على محبة ربها، والتقت على طاعته، وتوحدت على دعوته، وتعاهدت على نصرة شريعته، أذكر نفسي وأذكر كل واحد وواحدة منكم بفضل الله علينا جميعاً “ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا“، فأعظم نعمة أنعم الله علينا بها بعد الإيمان هي نعمة الأخوة ” وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم أنه عزيز حكيم“، ”إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم". وتابع: "أذكر نفسي وأذكر كل واحد وواحدة منكم بأن أدني مراتب أخوتنا سلامة الصدر، وأعلاها الإيثار ولو كان بنا خصاصة، ولهذه الأخوة حقوق وواجبات، ومن الواجب علينا نحو إخواننا الذين أرادوا أن يحدثوا خرقاً في نصيبهم من سفينة الدعوة – وهم بذلك يرجون ألا يؤذوا من فوقهم في السفينة – وجب علينا حتى ننجو جميعًا أن نأخذ على أيديهم بحق الأخوة والثقة والطاعة، فكان لزامًا علينا تطبيق قرارات لجنة التحقيق من مجلس الشورى العام، ولن يكون منا بإذن الله إلَا خفض الجناح والصفح الجميل وسلامة الصدر والبدء بالسلام وقبول النصيحة على أي وجه يقدمونها، وأن نسدي النصيحة لهم كما أمرنا الله بها على أحسن وأكمل وجه". وأردف عزت: "أذكركم وأذكر نفسي بأن أقربنا منزلة من قدوتنا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أحسننا أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون". ومضي بقوله: "أحذركم وأحذر نفسي من فساد ذات البين فإنها الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، وأحذركم وأحذر نفسي من الفرقة فإنها أخت الكفر “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً”، وأوصي نفسي وإياكم بقول التي هي أحسن “قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم". وختم راسلته: "رسالتنا أيها الإخوان والأخوات القابضون على الجمر هي إحقاق الحق وإقامة العدل في العالمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ولن تصرفنا آلامنا وأوجاعنا فيما بيننا عن هذه الرسالة، فقد أعددنا صبرًا جميلاً وصفحًا جميلاً يذهب بهذه الأوجاع، ويبقي عزمنا على نهجنا الثوري، فوطنوا أنفسكم لموعد قريب تلتحمون فيه مع المخلصين من أبناء هذا الوطن نسترد فيه ما سلب من حريتنا وكرامتنا وحقوق أمتنا، غير مفرطين في دم الشهداء، فنحن جميعًا على موعد بلقاء في الميادين حتى نستعيد حقوقنا غير منقوصة “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم". ودخلت أزمة الإخوان للأسبوع الثاني وهي تعد الأزمة الثالثة من نوعها خلال عام بعد أزمتي مايو وأغسطس، حيث شهدت الأزمة الثالثة بيانات متصاعدة، عقب إعلان مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن إقالة "محمد منتصر" من منصبه كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وهو ما نفاه الأخير. وانقسمت الجماعة على إثر هذه التفاهمات لفريقين الأول يضم محمود عزت نائب المرشد والقائم فعليًا بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حاليًا على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسئول عن الجماعة في الخارج. والثاني فيتزعمه عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي يعتبره الشباب بمثابة المرشد حاليًا في مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسؤولية التنسيق الإعلامي لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة. وفي الآونة الأخيرة طرح عدد من قيادات الإخوان عدة مبادرات منها مبادرة الدكتور جمال حشمت القيادي البارز بالجماعة، وعضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان، ودعوته للشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للبحث عن حلول للأزمة، كما طرح ما يقرب من 44 برلمانيًا إخوانيًا مبادرة لرأب الصدع داخل الجماعة.