كشف تقرير الحكومة البريطانية بشأن مراجعة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، والذي أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ملخص له، أمس الخميس، مدى التباين في مواقف طرفي الأزمة داخل الجماعة. وردًا على التقرير، بدت تصريحات محمد منتصر، المتحدث الإعلامي للجماعة والمعترف به من اللجنة الإدارية العليا بالداخل، رافضة وحاسمة للتقرير البريطاني؛ فيما طغت المواءمة السياسية على تصريحات طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي المعين من قبل مكتب لندن. وقال "محمد منتصر"، مساء أمس الخميس، ردًا على "اتهام بريطانيا للجماعة بالتطرف بأنه "أمر غير مقبول ويمثل رغبة سياسية مبيتة ضد الجماعة". وأضاف المتحدث باسم الإخوان، في بيان له، أن "موقف بريطانيا من الإخوان يفهم في إطار حملات التحريض التي تقودها دول وأنظمة تدعم النظام في مصر وعلاقة تلك الأنظمة بلندن وهو الأمر الذي يسيء إلى لندن وليس الإخوان". وذكر منتصر في البيان "إذا كانت بريطانيا ترى أن التظاهرات السلمية والفعاليات الرافضة للنظام ولعمليات القتل ضد المدنيين والاعتقال والإخفاء القسري تطرف فبالتأكيد أن بريطانيا لديها خلل وعليها أن تعالجه". وفي الناحية الأخرى، قال المتحدث طلعت فهمي إن "ما ورد في وسائل الإعلام بشأن تقرير لندن عن جماعة الإخوان المسلمين هو عبارة عن مقتطفات من تصريح لرئيس الوزراء البريطاني مصاحبة للإعلان عن نتيجة التقرير". وأضاف فهمي: "ننوه بأن هذا التحقيق تم الإعلان عنه عام 2014م لإجراء تقييم لفكر جماعة الإخوان وتأثير نشاط الإخوان على المصالح البريطانية، ولم يتطرق هذا التقييم لإدانة فكر جماعة الإخوان ولم يصنفها كجماعة إرهابية". وأمس الخميس نشرت الحكومة البريطانية خلاصة مراجعة حول جماعة "الإخوان المسلمين" في بريطانيا ومدى اتساق أفكارها ونشاطها بالقانون البريطاني أو تهديده للأمن في البلاد ووقوعه تحت طائلة استراتيجية مكافحة الإرهاب البريطانية والتي انتهت في العام 2014، حيث تبيّن أن بعض "قطاعات الإخوان على علاقة مشبوهة بالتطرّف والعنف"، سواء من حيث الاتفاق الأيديولوجي أو كون الجماعة "معبراً" للعناصر التي تلتحق بالإرهاب. وكان ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة البريطانية قد أمر بإجراء تحقيق عاجل حول جماعة الإخوان المسلمين ونشاطها في بريطانيا، بسبب المخاوف من قيامها بأنشطة إرهابية، فضلاً عن التحقيق في فلسفة وأنشطة الجماعة، وكيف ينبغي أن تكون سياسة الحكومة البريطانية تجاهها. وفيما ترأس لجنة التحقيق، السفير البريطاني لدى السعودية، شارك في عضويتها السير، جون سوريز، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (إم آي-6) والذي عمل سفيراً في القاهرة من عام 2001 حتى 2003. والتقى جنكينز، خلال التحقيقات التي أجراها مع عدد من رموز جماعة الإخوان في عدد من البلدان العربية، مثل زعيم حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، المراقب العام للجماعة في الأردن، همام بن سعيد، وقيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي، إضافة إلى محمود حسين، الأمين العام الجماعة في مصر، وأمين سر مكتب الإرشاد الدولي للإخوان، إبراهيم منير. ودارت نقاشات بشأن موقف الجماعة من عدد من القضايا، منها نظرتها للمرأة والأقباط والأجانب، إضافة إلى المناهج التربوية التي يتداولها أعضاء الإخوان في البلدان المختلفة.