فى أواخر سبتمبر الماضى 26/9/2015، فجرت صحيفة "ميل أون صنداى" فضيحة مدوية للإمارات فى بريطانيا. الصحيفة كشفت تفصيلاً وبالوقائع والمستندات عن "لوبى بريطاني"، مكون من إعلاميين وسياسيين، ودبلوماسيين، وظفتهم الإمارات للعمل لصالحها، من حيث تحسين صورتها فى الإعلام، وملاحقة المعارضين السياسيين لمشايخها، وانتقاد دولة قطر.. وفجرت الصحيفة مفاجأة كبيرة، حين أشارت إلى أن هذا "اللوبي" كان وراء اقتناع "كاميرون" وقراره التحقيق بشأن ضلوع الإخوان فى عمليات إرهابية فى الأول من إبريل 2014. وهذه الأيام لعبت الإمارات ذات اللعبة فى ليبيا.. فبعد عجز وكيلها الفاشل فى شرق ليبيا الجنرال خليفة حفتر، فى إجهاض الثورة، رغم الدعم المالى والعسكرى غير المحدود الذى قدمته له الدول المعادية للربيع العربي.. فإن الأخيرة لجأت لذات الحيلة التى نجحت فيها نسبيا فى عدد من دول الربيع، بالتغرير المالى لسياسيين وإعلاميين وصحفيين.. حيث قررت بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية تعيين المبعوث الأممى فى ليبيا "برناردينو ليون" فى منصب رئيس "أكاديمية الدبلوماسية" فى الإمارات براتب 35 ألف جنيه إسترلينى شهريًا، أى ما يعادل 53 ألف دولار أمريكي.. وهو الخبر الذى لم تنفه الإمارات بل أكدته، وقالت إن الوكالة معنية بتسويق السياسة الخارجية الإماراتية وعلاقاتها الإستراتيجية، وهى مؤسسة مدعومة من طرف الدولة. "نورى أبو سهمين"، رئيس المؤتمر الوطنى العام، لم يخف صدمته من "التلاعب" الإماراتى فى ليبيا وشراء الذمم بما فيها ذمة أخطر مسئول أممى مكلف بحل الأزمة الليبية.. وأرسل أبو سمهمين رسالة إلى بان كى مون قال فيها "إن تعيين الوسيط الأساسى الذى عهد إليه بأمانة ومهمة الوسيط المحايد والنزيه لتسيير التوافق بين الشعب الليبى بكافة أطيافه فى منصب مرتبط ارتباطا عضويًا بدولة أقحمت نفسها طرفا أساسيا فى النزاع القائم بليبيا، يعد شبهة غير مسبوقة لدور يجب أن يكون حياديا".. وأكد أن "تعيين المبعوث الأممى فى ليبيا جاء متزامنا مع دخول الحوار السياسى الذى قاده الأخير على مدى سنة كاملة، مرحلة جد حرجة، تزايدت معها المطالب الدولية بضرورة تسريع التوقيع على الاتفاق النهائي، مشيرًا إلى أن ذلك يعد استهتارا بالشعب الليبى وتضحياته منذ ثورة 2011". وأضاف أبو سهمين: "أن هذا التعيين سيضع مجمل المقترحات التى جاءت بها البعثة الأممية محل تشكيك، الأمر الذى قد يقود إلى نسف الأشواط التى قطعها الحوار السياسي" ودعا رئيس المؤتمر الوطنى العام "الأمين العام للأمم المتحدة لضرورة توضيح موقفه من تعيين ليون مديرا لإحدى المؤسسات الإماراتية" انتهى الاقتباس من رسالة أبو سمهمين. ويبقى أن نشير هنا إلى أن الإمارات بنظامها السياسى الحالى باتت تمثل تهديدًا خطيرًا على مستقبل الربيع العربي، وتقود قوى الشر المعادية لأحلام وأشواق الشعوب العربية إلى الديمقراطية والحرية والعيش بكرامة.. وهو موقف ربما لن تحاسب عليه الآن، ولكن سيأتى اليوم الذى ستوضع فيه الموازين القسط.. فما تفعله فينا لن يسقط بالتقادم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.