لماذا المطلوب منا دائما و أبدا .. ان نعتذر للغرب ؟! لماذا ينسى الغرب أنه ذبح أكثر من 50 مليون بني آدم في الحرب العالمية الثانية ؟! لماذا نسى الغرب أن كنيسته الكاثوليكية هي أول من اخترع "محاكم التفتيش" في القرن ال 13 والتي ظلت 300 عاما ، و بلغ بها دمويتها ولا إنسانيتها مبلغ حرق المعارضين أحياء باسم الدين ؟! حتى أن راعي الكنيسة الإنجيلية بالمعادي القس أشرف شوقي وصفها بأنها "وصمة عار في تاريخ الكنيسة لا يجب أن تتكرر" ! و لماذا نُتهم باننا دائما في قطيعة مع الآخر .. وإنه لازم أن نتعلم "أصول الاتيكيت" و الحوار مع الآخرين .. و هي أكذوبة كبيرة .. قالها الغرب .. و رددتها أبواقه المهزومة نفسيا و حضاريا امامه من نخب عبدت الغرب و قدمت له الذبائح و القرابين تباعا ، من دين و هوية و حضارة و ثقافة و كرامة و كل غال و نفيس ، حتى صدقها السفهاء ، وباتوا يعتقدون أن الغرب أكثر انفتاحا و سماحة و احتراما للإنسان .. و اننا فقط "اللي وحشين" و لا نستحق حنيته و رقته و عذوبته ! في هذا المناخ النفسي المقموع الذي قمعه الغرب بدعاياته الحقيرة ضد الاسلام و المسلمين ، سافر مفتي مصر على رأس وفد "إسلامي مسيحي" في جولة أوروبية ، مهمتها تحسين صورتنا أمامهم! خاصة بعد حملات النيل من الاسلام و نبيه صلى الله عليه و سلم التي اجتاحت اوروبا حتى باتت جزءا من حربهم على "الارهاب"! و الحال إن التعاطي مع هذا الملف ، و كما يبدو لي ب "براءة" ، و كأن الغرب حقا "زعلان" من العرب و المسلمين لأنهم فعلا "متوحشين" .. و إن ثمة سوء فهم يحتاج إلى "قعدة رجالة" للتصالح و تصفية النفوس ! في تقديري أن التعاطي مع هذه الظاهرة على هذا النحو .. يشبه الافلام المصرية الساذجة التي لا تحترم عقول المشاهدين . أولا ليس ثمة ما نعتذر لهم عليه .. فالمسلمون لم يرتكبوا مجازر الحرب العالمية الثانية ، و لا المسيحييون المصريون هم الذين أرتكبوا هذا العار التاريخي المسمى "محاكم التفتيش" .. فعلام الاعتذار ؟! ثانيا الغرب و كما بينت في مقال سابق لا يعنيه الدين .. أي دين .. لا يعنيه محمد و لا المسيح عليهما الصلاة و السلام .. لا يعنيه إلا مصالحه التي تحسب بالورقة و القلم و تنتهي في الارصدة الضخمة في البنوك و الجيوب . التجربة بينت تبلد مشاعرهم حتى إذا استبيحت "حرمة المسيح" الذي ينتسبون إليه كجماعة دينية .. لا يعنيهم المسيح حتى يهتموا بالدفاع عن "محمد" صلى الله عليه و سلم . المسألة أيضا لا علاقة لها بحرية الرأي و لا بالابداع .. فرنسا صادرت من قبل "الحلال و الحرام" ليوسف القرضاوي .. و حاكمت جارودي على أرائه .. مراعاة لمشاعر اللوبي الذي بيده ، حمل أي فرنسي إلى قصر الشانزليزيه .. ثم ما علاقة كتابة آيات قرانية على جسد امرأة عارية في الفيلم الذي اخرجه الهولندي ثيو فان كوخ .. و الذي دفع حياته ثمنا له .. ما علاقة ذلك بالابداع ؟ .. إنها قلة أدب و سفالة و ليست ابداعا ! و على فكرة .. ليس ثمة ما يردع مخرج أو فنان غربي في أن يكتب جملا من الانجيل على جسد امرأة عارية أيضا .. كما قلت الدين ليس مهما في حياتهم مسيحية كان أو اسلاما .. المهم .. الحسابات و الشيكات و البنوك ! لذا فإنه لا يجدى نفعا مع مثل هؤلاء إلا ايذائهم فيما يؤلم جيوبهم و كروشهم "المال ثم المال" لا غيره المس به يؤذيهم و يذلهم إذلالا ... و اعتقد أن من قرروا أو دعوا إلى مقاطعة السلع الدينماركية .. في العالم كله .. عقابا على قلة أدبهم و استهزائهم و اساءتهم للنبي صلى الله عليه و سلم كان قرارا و رأيا هو الاقرب إلى فهم طبيعة هؤلاء "أشباه البشر" في العالم الغربي . [email protected]