انقطعت شبكات الاتصالات والانترنت عن مدينة الواحات البحرية بالكامل منذ صباح اليوم، في ظل عمليات تمشيط تقوم بها قوات الأمن في المنطقة، للبحث عن عناصر تنظيم "داعش"، الذين اختطفوا أحد البدو وذبحوه في وقت سابق من الأسبوع الجاري. وفيما تستمر العمليات الأمنية في صحراء الواحات منذ ما يقرب من أسبوع، لم تعثر قوات الأمن حتى الآن على جثة صالح قاسم الذي اختطفه مسلحون من "داعش" من منزله، فيما تطالب أسرته الجيش بسرعة الوصول إلى مكان الجثة وتسليمها لها حتى تقوم بدفنها. وترجع التفاصيل إلى اختطاف عناصر أحد أفراد البدو، الذي كان يعمل دليلاً مع الجيش المصري يوم السبت الماضي، وقتلوه وأصابوا آخرين، لتقوم قوات من الجيش بتتبع المسلحين في الصحراء. وفي تلك الأثناء، قصفت الطائرات سيارات دفع رباعي اعتقدت أنها للمسلحين لتكتشف أنها لسياح ومرافقين مصريين لهم بعد ذلك وتقتل 12منهم ويصاب ثلاثة خلال الحادث الذي وقع الأحد، فيما نجا السائق. وقال كريم مرضي، أحد أقارب صالح قاسم، الذي أعلن تنظيم "داعش" قتله، إن المجني عليه هو مزارع من منطقة الحيز جنوب غربي الواحات البحرية، يبلغ من العمر 60 عامًا ولديه 5أولاد وثلاث بنات، وإنه عمل فترة مع الجيش كسائق ودليل. وأضاف مرضي في تصريحات خاصة إلى "المصريون"، أن "مجموعة من المسلحين اقتحموا منزل صالح حوالي الساعة الثامنة مساء السبت الماضي وقاموا بخطفه وضربوا زوجته وأبناءه وأصابوهم". وأشار إلى أن المسلحين أطلقوا النار على الأهالي حينما هموا بالهروب ومعهم صالح فقتلوا شخصًا يدعى وليد كيلاني وأصابوا أربعة آخرين. وتابع مرضي أنهم ذهبوا إلى قسم شرطة الواحات ولم يجدوا أحدًا، وتوجهوا إلى حرس الحدود والمخابرات الحربية، لكنهم أكدوا لهم أن الأمر في يد الشرطة، فبحث بعض الأهالي وأقارب صالح عن المسلحين. وأوضح، أن بعض الأهالي رأوا المسلحين على حدود الواحات مختبئين ومعهم صالح مقيد اليدين والقدمين، فأبلغوا قوات الشرطة والجيش التي حضرت قريبًا من المكان الذي يختبئ فيه المسلحون الذين كان لديهم أسلحة ثقيلة، لكنها رفضت الاشتباك معهم حتى لا يكون "كمينًا"، إضافة إلى أن الطقس كان سيئًا، فعادت القوات إلى مكانها. وأضاف مرضي "تم تجهيز قوة أكبر وعادت صباح اليوم التالي، لكنها لم تستطيع استهدافهم، فحددت إحداثيات الموقع وأرسلتها إلى الجيش"، مشيرًا إلى أنه "بعد فترة من الوقت أرسل الجيش طائرات قصفت المكان"، لافتًا إلى أنه "من الممكن أن الإحداثيات كانت خاطئة وتصادف وجود مجموعة السائحين في نفس المكان، وتم قصفهم".
وأكد أنهم فوجئوا بصورة صالح على شبكة الإنترنت على صفحات تنظيم "داعش" وهو مذبوح ومكتوب عليها أنه تم ذبحه لأنه جاسوس للجيش المصري، مطالبًا الجيش بضرورة البحث عن جثته وتسليمه لأهله ودفنه، وبمحاسبة المسؤولين عن قتله. وذكر أنه "كان هناك تراخ وإهمال من الأمن في تعقب المسلحين"، مشيرًا إلى أن أهالي الواحات يقفون معهم في وجه التنظيمات الإرهابية، ويجب أن يتم تقديرهم وحمايتهم. من جانبه، أكد شعبان صالح، نجل قتيل "داعش"، أن طلبات أسرته تتمثل فقط الآن في ضرورة البحث عن جثته وتسليمها لهم لدفنه في بلدته وسط أسرته، وأنهم بعد ذلك يحددون مطالبهم، مشيرًا إلى أنهم لم يبلغوا والدتهم حتى الآن بمقتله.