كشفت مصادر أمنية ل«الوفد» التفاصيل الكاملة لمعركة الواحات بين أجهزة الأمن والإرهابيين، أكدت المصادر أن الواقعة بدأت بقيام عدد من الإرهابيين بخطف قصاص أثر من أبناء الواحات يدعى صالح قاسم سيد، بزعم أنه جاسوس للجيش المصرى لإرهاب أهالى الواحات ومنعهم من مساعدة الشرطة والجيش، واتهموه بإبلاغ الجيش اعتزامهم تنفيذ عملية إرهابية فى الواحات، وكشف المصدر عن تفاصيل عملية الاختطاف التى تمثل تحديا خطيرًا للأمن، حيث استقل الإرهابيون 3 سيارات دفع رباعى، وتوجهوا إلى منزل قصاص الأثر صباح السبت الماضى واقتادوه عنوة إلى السيارات، وعندما تدخل أقاربه لمنعهم أطلقوا الرصاص عليهم وقتلوا أحدهم وأصابوا آخر، وأبلغت أسرته رجال الشرطة بالواقعة، وأكدت لهم أن الخاطفين يتمركزون فى منطقة التبة الجبلية، وأكد شهود من الأعراب للشرطة أن الإرهابيين حوالى 8 أشخاص ويتجولون بسيارات دفع رباعى ويصورون أنفسهم بكاميرات تليفزيونية ويرفعون أعلام داعش السوداء، وعلى الفور أعدت أجهزة الأمن بالجيزة قوة لتحرير قصاص الأثر من أيدى الإرهابيين، وأسرعت قوات الأمن لمداهمة مكان العناصر الإرهابية، وفوجئت بالجناة يطلقون النيران بكثافة من أسلحة متطورة، ومدافع «آر. بى. جى» مما أدى لتحطيم مدرعتين وإصابة ضابطين من القوة، واضطرت قوات الشرطة للتراجع خوفاً من تزايد الخسائر واستعانت بقوات إضافية لدعمها بالطائرات والأسلحة الثقيلة، وخرجت القوات فى اتجاه المنطقة التى يتحصن بها الإرهابيون تدعمها الطائرات، وفور مشاهدة الطائرات لسيارات السائحين تسير فى المنطقة المحظورة أطلقت عليها الصورايخ ظنا منها بأنها سيارات الإرهابيين، وظلت الطائرات تمشط المنطقة حتى تأكدت من عدم وجود مقاومة، وتقدمت المدرعات على الأرض لتمشيط المنطقة واكتشفت اختفاء الإرهابيين تماما بسياراتهم، وعثرت قوات الجيش والشرطة أثناء البحث عن الإرهابيين على مخازن أسلحة ضخمة تحتوى على مدافع وأسلحة ثقيلة ومتفجرات وتم التحفظ عليها. وكشفت المصادر الأمنية أن الإرهابيين ينتمون لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذى أعلن ولاءه ل«داعش» وأطلق على نفسه «ولاية سيناء»، وأضافت أن مجموعة منهم تسللت إلى الصحراء الغربية والتقطوا لأنفسهم صورا وهم يرفعون الأعلام ويتجولون بسياراتهم الخاصة وهى سيارات دفع رباعى تسمى «مارادونا» وذلك لإثبات الوجود والتأكيد كذباً على أنهم يسيطرون على مناطق فى مصر تخضع لسيطرتهم للتغطية على الهزائم المتتالية فى سيناء، ونجاح الجيش المصرى فى قتل العشرات وتطهير مناطق عديدة منهم. وكشفت المصادر أن الإرهابيين ذبحوا قصاص الأثر صالح قاسم سيد ونشروا صورته على صفحاتهم، للتأكيد على أن لهم اليد العليا فى الواحات، وإرهاب الأعراب ومنعهم من التعاون مع الشرطة ودعمها فى مطاردتهم. وواصلت نيابة ثان 6 أكتوبر بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة تحقيقاتها فى حادث الواحات الذى راح ضحيته 12 قتيلا و10 مصابين من فوج سياحى مكسيكى ومصريين، تم تشكيل فريق كبير من النيابة للانتهاء من التحقيقات فى أسرع وقت ضم كلاً من المستشار مدحت مكى رئيس نيابة الأحداث الطارئة ومحمد الطماوى مدير نيابة الأحداث الطارئة وعمرو أباظة مدير النيابة الكلية ومحمد يسرى مدير نيابة ثان أكتوبر وإسلام المنشاوى وكيل أول النيابة. عثرت النيابة على عدد كبير من فوارغ الطلقات بمكان الحادث نتيجة تبادل إطلاق النار بين الإرهابيين وقوات الجيش والشرطة التى توجهت للتعامل معهم، وعاينت النيابة السيارات التى كانت تقل الضحايا وتبين أنها احترقت تماما وتم تدميرها، كما عاينت مدرعتى الشرطة اللتين تعرضتا لقذائف فى بداية المواجهات وأمرت النيابة بندب خبراء الطب الشرعي، لتشريح جثث الضحايا الاثنى عشر، لبيان أسباب وفاتهم وأخذ عينات الحمض النووى «DNA» من الجثث المتفحمة للتعرف على هوياتهم وتسليم جثامينهم لذويهم فى حضور مندوبى السفارة فور الانتهاء من التشريح، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ونقلهم لبلادهم، كما استمعت النيابة لأقوال المصابين فى مستشفى دار الفؤاد. اقرأ أيضًا.. تحقيقات موسعة بالداخلية لكشف ملابسات حادث الواحات