شهود عيان: «داعش» اختطفت بدويًّا وقتله.. والقصف ناجم عن خطأ في تحديد مكان المسلحين أقارب الضحايا: «الجثث اترمت في الصحراء لحد ما يطمسوا الأدلة» مديرة شركة السياحة: الفوج كان لديه التصاريح ولم يدخل منطقة محظورة
حصلت "المصريون" على التفاصيل الكاملة حول حادث استهداف الجيش بطريق الخطأ، لفوج سياحي مكسيكي يوم الأحد، خلال رحلة سفاري بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية، ما أسفر عن مقتل 12مصريًا ومكسيكيًا. ووفق شهود عيان وأقارب ضحايا في الحادث، فإن الهجوم ناجم عن قصف لطائرة عسكرية لدى تعقبها مجموعات إرهابية بمنطقة الواحات في الصحراء الغربية.
وترجع التفاصيل إلى اختطاف عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أحد أفراد البدو، الذي كان يعمل دليلاً مع الجيش المصري، وقتلوه وأصابوا آخرين، لتقوم قوات من الجيش بتتبع المسلحين في الصحراء. وفي تلك الأثناء، قصفت الطائرات سيارات دفع رباعي اعتقدت أنها للمسلحين لتكتشف أنها لسياح ومرافقين مصريين لهم بعد ذلك وتقتل 12منهم ويصاب ثلاثة فيما نجا السائق. وقال كريم مرضي، أحد أقارب صالح قاسم، الذي أعلن تنظيم "داعش" قتله، إن المجني عليه هو مزارع من منطقة الحيز جنوب غربي الواحات البحرية، يبلغ من العمر 60 عامًا ولديه 5أولاد وثلاث بنات، وإنه عمل فترة مع الجيش كسائق ودليل. وأضاف مرضي في تصريحات خاصة إلى "المصريون"، أن "مجموعة من المسلحين اقتحموا منزل صالح حوالي الساعة الثامنة مساء السبت الماضي وقاموا بخطفه وضربوا زوجته وأبناءه وأصابوهم". وأشار إلى أن المسلحين أطلقوا النار على الأهالي حينما هموا بالهروب ومعهم صالح فقتلوا شخصًا يدعى وليد كيلاني وأصابوا أربعة آخرين. وتابع مرضي أنهم ذهبوا إلى قسم شرطة الواحات ولم يجدوا أحدًا، وتوجهوا إلى حرس الحدود والمخابرات الحربية، لكنهم أكدوا لهم أن الأمر في يد الشرطة، فبحث بعض الأهالي وأقارب صالح عن المسلحين. وأوضح، أن بعض الأهالي رأوا المسلحين على حدود الواحات مختبئين ومعهم صالح مقيد اليدين والقدمين، فأبلغوا قوات الشرطة والجيش التي حضرت قريبًا من المكان الذي يختبئ فيه المسلحون الذين كان لديهم أسلحة ثقيلة، لكنها رفضت الاشتباك معهم حتى لا يكون "كمينًا"، إضافة إلى أن الطقس كان سيئًا، فعادت القوات إلى مكانها. وأضاف مرضي "تم تجهيز قوة أكبر وعادت صباح اليوم التالي، لكنها لم تستطيع استهدافهم، فحددت إحداثيات الموقع وأرسلتها إلى الجيش"، مشيرًا إلى أنه "بعد فترة من الوقت أرسل الجيش طائرات قصفت المكان"، لافتًا إلى أنه "من الممكن أن الإحداثيات كانت خاطئة وتصادف وجود مجموعة السائحين في نفس المكان، وتم قصفهم". وأكد أنهم فوجئوا بصورة صالح على شبكة الإنترنت على صفحات تنظيم "داعش" وهو مذبوح ومكتوب عليها أنه تم ذبحه لأنه جاسوس للجيش المصري، مطالبًا الجيش بضرورة البحث عن جثته وتسليمه لأهله ودفنه، وبمحاسبة المسؤولين عن قتله. وذكر أنه "كان هناك تراخ وإهمال من الأمن في تعقب المسلحين"، مشيرًا إلى أن أهالي الواحات يقفون معهم في وجه التنظيمات الإرهابية، ويجب أن يتم تقديرهم وحمايتهم. من جانبه، أكد شعبان صالح، نجل قتيل "داعش"، أن طلبات أسرته تتمثل فقط الآن في ضرورة البحث عن جثته وتسليمها لهم لدفنه في بلدته وسط أسرته، وأنهم بعد ذلك يحددون مطالبهم، مشيرًا إلى أنهم لم يبلغوا والدتهم حتى الآن بمقتله. من جانبه، قال محمد حسين، طبيب، وهو نجل أخت وائل عبدالعزيز، مرشد الفوج السياحي، الذي قتل في القصف: "الجثث اترمت تلاتين ساعة في الصحرا لحد ما يجمعوا الفوارغ ويطمسوا كل الأدلة والنيابة لم تحضر إلا بعد مرور يوم وليلة على الحادث". وتابع: "لن أصف لكم كيف فعلت الصحراء وحرها في الجثث، حقيقي خراب يا مصر.. خالي قتل غدرًا في حادث الواحات". من جانبه، روى شريف فاروق، السائق الناجي من حادث قتل السياح المكسيكيين في الواحات، شهادته بخصوص الواقعة. وقال فاروق في مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" على قناة "العاصمة"، مع الإعلامي سيد علي، مساء الاثنين: "إحنا كنا 4 سيارات دفع رباعي، وعندما وصلنا الكيلو 260 طريق الواحات، لقينا (زبونة) بتقول جعانة جدا كان الساعة 2 ظهرًا ودخلنا بيها مسافة كيلو و200 متر من الأسفلت، وفرشنا فرشة عملنا قعدة وفوجئنا الضرب نازل علينا من الجو بطريقة كبيرة جدًا". وأضاف: "كان الساعة 2 ظهرًا، وسامعين أصوات بس مش شايفين مين بيضرب، وأول دانة حطمت زجاج العربيات، وجريت للناحية الثانية على الطريق، وبعدها ركبت سيارة أول ما وصلت الأسفلت وأبلغت الشرطة عند أول نقطة إسعاف رقم 240". وتابع: "اتصبت بشظايا في رجلي، وكذلك أن المنطقة اللي كنا فيها مكنش فيه إرسال وموبايلي باظ، وركبت عربية وبلغت الشرطة والنجدة وفرد التأمين بلغ مكتب شرطة السياحة". وواصل: "المنطقة اللي قعدنا نتغدى فيها، ليست مناطق محظورة وده كيلو من الأسفلت، ومش مكتوب أي يافطات تقول إن دي منطقة محظورة، ولما رجعنا تاني مع الشرطة لقينا العربيات متفحمة والناس ميتة". أما رشا نصر مدير شركة صحارى المنظمة للرحلة المنكوبة، فأكدت أن الرحلة كانت تحمل كل التصاريح اللازمة من شرطة السياحة. وروت نصر تفاصيل الحادث، فقالت: "الرحلة كانت طالعة الواحات البحرية ومعاهم أربع عربيات ومعاهم مرشدين وأمن وتصاريح من شرطة السياحة وفي الكيلو 100 قبل طريق الواحات طيارات جيش طلعت عليهم وضربتهم وكمان رموا صواريخ على العربيات". وأضافت: "والناس ماراحوش أي منطقة محظورة، والعربيات كان باين جدا أنها سياحة، والجيش صرح بالحادثة بعدها بأكثر من خمس ساعات وذكر مكان تاني علشان تكون القصة اشتباه أن المصابين إرهابيون وده طبعا علشان مفيش تنسيق بين الجيش وشرطة السياحة". في شأن متصل، أكد عصام عبدالمنعم، أحد شهود العيان على الحادث، أن منطقة "غرد أبو محرق" -شرق الواحات- كانت مسرح عمليات للجيش في التاسعة صباحًا، حيث قامت مدرعتان بمداهمة مكان لاختباء بعض الدواعش الذين خطفوا "صالح قاسم" قبلها بيومين، وبعد اشتباك وتدمير بعض الذخائر لهم، قامت المدرعتان بالانسحاب بعد مهاجمتهم، ثم انسحبت وتم الاستعانة بسلاح الجو لتمشيط المكان، وتم ذبح عم صالح بعدها بساعات. وأضاف أن الجيش ضرب كامب سياحة في "بطن أول غرد في أبو محرق" بثلاثة صواريخ حافرة في الأرض قضى على أربع عربيات 2 تعلبه واتنين لاندكروزر واللي كان بيحاول ينجي بحياته يطلع فوق الغرد اضرب بطلقات متعدد". وأضاف: "شرطة السياحة كانت الحاضر الأول وتم نقل المصابين من الغرد للإسعاف وهم 9 أجانب (توفى أحدهم في الطريق) من أصل 16 و2 مصريين سائق وفرد أمن شرطة، كل ده قبل وصولي بشهادات الشهود والفيديوهات المروعة اللي شفتها لحوالي 10 -12 جثة أشلاء ومتفحمة". وتابع عبدالمنعم: "عند وصولي مكان الحادث الساعه 8 كان موجود أكثر من 4عربات إسعاف 5 جانتشة حربي للجيش وعربات متنوعة 4×4 وأخذوا قرارًا بالدخول لحمل الجثث، وأقنعت ضابط جيش أني أدخل بعربيتي للمساعدة في تحميل الجثث، ودخلنا مدق غرد أبو محرق برفقة ثلاث عربات جناتشة حربي وسيارة لاندكروزر وأفراد الإسعاف مع أكياس الموتى". وأضاف: "قبل الوصول لخط السكة الحديد جاءت مكالمة بالعودة للأسفلت وعدم نقل الجثث لحين حضور النيابة التي ماطلت طويلاً بعدم الاختصاص، وأن الموضوع يخص النيابة العسكرية وخرجنا على الأسفلت وبعد 15 دقيقة كل سيارات الجيش تركت المكان وبعدها ب 30 دقيقة الإسعاف توجه لأقرب نقطة إسعاف على بعد 15كم لحين حضور النيابة، وبقينا مع شرطة السياحة، وليس الأمن العام متمثل في قسم شرطة الواحات البحرية، ومأمورها الذي لم يظهر ويعد بالحضور". واستطرد: "على التليفون الساعة 12مساء ضابط شرطة السياحة أمر كل أفراد وسيارات شرطة السياحة بالمغادرة لعدم استهدافها، وبقي بسيارته الملاكي فقط مع سيارتي وسيارة أخرى مرافقة لي، في كل هذه الأثناء كان يوجد أنوار سيارات تتحرك داخل الغرد، وعندما سألت قالوا لي عربيات أمن غارزة من العصر". واختتم عبدالمنعم روايته قائلاً: "غادرنا المكان الساعة 12:30، والجثث ومكان الحادث لم يعاين ولم يتم تعيين حراسة عليها، بعد ما شوفت بأم عيني حجم الدمار وسماع المعلومات من مصادرها، الخطأ الوحيد في حادثة البحرية هي استخدام القوة المفرطة والتمادي في استخدامها".