ركزت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية بافتتاحيتها على لغز ترحيب ألمانيا باللاجئين, ومعظمهم من السوريين, على عكس دول أوروبية أخرى. وقالت الصحيفة إن ازدهار ألمانيا الحالي يجعلها تستقبل المزيد من اللاجئين، وإنها ترحب الآن باللاجئين العرب والأفارقة, في ظل انخفاض معدل الولادة. وأضافت أن اللاجئين يشكلون أملا جديدا لألمانيا, التي يتقدم شعبها بالعمر، وخاصة فيما يتعلق بتوفير القوى العاملة. وتابعت الصحيفة أن بعض الأوروبيين يتهمون ألمانيا بأنها تنتقي اللاجئين الذين قد تكون لهم فائدة اقتصادية لبلادها، وأن نصيب بقية الدول الأوروبية سيكون من اللاجئين الأقل ثقافة وتعليما ومن المصابين والجرحى وممن يعانون صدمات نفسية جراء الحروب. وأشارت إلى أن ألمانيا سبقت أن استقبلت أعدادا كبيرة من الأتراك وغيرهم في فترة ازدهارها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لكنهم لم يغادروا البلاد بعد انتهاء عقودهم وأن عدد الناطقين بالتركية في ألمانيا وصل إلى عشرة ملايين بحلول 2010. وأضافت أن كثيرا من هؤلاء الأتراك لم يحصلوا على حق المواطنة لأن ألمانيا تعتمد على أحقية الدم أو النسب في منح الجنسية، وليس على أحقية مكان الولادة كما تفعل الولاياتالمتحدة. وحذرت الصحيفة من أن اختيار ألمانيا لأعداد كبيرة من اللاجئين الشباب, الذين يعتبرون الأقل تقبلا في تعلم القيم والعادات الألمانية, يعتبر مقامرة بحد ذاتها. ويتواصل تدفق الآلاف من الفارين من الحرب في سوريا والعراق وأفغانستان إلى اليونان، ومنها إلى مقدونيا وصربيا والمجر, ثم غرب أوروبا كوجهة نهائية. وحذر منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو، في 12 سبتمبر, من أن مليون شخص آخرين سينزحون عن ديارهم داخل سوريا بنهاية العام إذا استمرت الحرب، مما سيزيد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا. ونقلت "الجزيرة" عن الحلو قوله إن الصراع شرد بالفعل مليون شخص داخل سوريا حتى الآن هذا العام مع تصاعد القتال في أنحاء البلاد، وحث الحلو على زيادة الدعم الدولي لجهود المساعدة التي تحتاج بشدة إلى تمويل وتهدف إلى توفير احتياجات السوريين في بلدهم, . وتطالب دول أوروبية بمساعدة دول الجوار على استيعاب اللاجئين بدل قدومهم إلى أوروبا، وأعرب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في 12 سبتمبر عن تأييده لخطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو للدول المجاورة لسوريا، بهدف حل أزمة اللاجئين. وتتوقع ألمانيا وصول أربعين ألف لاجئ خلال أيام، أي ربع ال160 ألف لاجئ الذين أعربت المفوضية الأوروبية عن رغبتها في توزيعهم بين مجمل دول الاتحاد الأوروبي. وتدعو ألمانيا إلى سياسة "إلزامية" بتقاسم اللاجئين الذين لم يحدد سقف لعددهم بعد، لكنها واجهت في 11 سبتمبر رفضا حازما من جيرانها في شرق أوروبا للموافقة على استقبال الحصص المخصصة لهم من اللاجئين. وتسعى المجر, التي تعد معبرا رئيسا لآلاف اللاجئين، وهي في الصف الأول من الدول المعارضة لموقف ألمانيا, إلى وقف توافدهم اعتبارا من 15 سبتمبر، بوضع أسلاك شائكة على الحدود ونشر آلاف الجنود.