بعد إعلان الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، عن تشكيل لجنة المائة من نشطاء الأقباط تكون مهمتها بحث واقع ومستقبل الأقباط فى ضوء المتغيرات الجديدة بعد أحداث ثورة يناير وصعود الإسلاميين إلى البرلمان بأغلبية ساحقة، وتطلعهم للوصول إلى الحكم، دار جدل بين المثقفين المسلمين والمسيحيين ما بين الترحيب ورفض اللجنة شكلا وموضوعًا. استنكر المفكر القبطى, جمال أسعد دعوة جبرائيل، مشيرًا إلى أنه لا وصاية على أقباط مصر ولا على شعب مصر، فبأى صفة يدير جبرائيل الحوار بين المسيحيين والمسلمين؟ ومن أعطى له صلاحيات اختيار اللجنة؟ وما هى معايير الاختيار؟ ، موضحًا أن هناك بعض التصريحات من شخصيات سلفية أزعجت المسحيين والمسلمين، رغم أنها ليست من صحيح الإسلام ولا من الإسلام ؛ ولكنها أوجدت ذعرًا لأيام قليلة. وطالب بعدم تضخيم الأمور، وأنه لابد أن تتغير أجندة الأقباط تماماً شكلاً وموضوعاً، وتتعامل بعيدًا عن الكنيسة من خلال المواطنة، وتكون المشاركة السياسية بعيدة عن الطائفية، فالمسيحى مصرى ومن حقه الانضمام لأى حزب سياسى أو فصيل سياسى يعبر عنه، فمازال جبرائيل مصرًّا بعد التغيرات الخطيرة وبعد الثورة أن يتناول قضايا تقليدية كان يتعايش منها فى السابق. وتساءل المحامى ممدوح نخلة، عضو الاتحاد الدولى للمحامين بباريس, ورئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، عن كيفية تشكيل لجنة المائة بالانتخاب أم بالتعيين ، وعن رئيسها، والجهة التى تصدرها كنيسة أم حزب، مشيرًا إلى أن هناك أمورًا كثيرة غير واضحة فى تفاصيل هذه اللجنة. وأكد أن الأقباط لم ينزعجوا من صعود التيار الإسلامى وحصده لأغلبية المقاعد فى الانتخابات، مبينًا أن هجرة بعض الأقباط والتى تقدر ب 10 آلاف لا تعتبر عددًا كبيرًا مقارنة بعدد الأقباط الموجودين فى مصر، مشيرًا إلى سعى عدد كبير من المسلمين للهجرة أيضًا. وأرجع مسألة الهجرة لسببين يتعلق أولاهما بالسياسية، فيما يتعلق الجزء الآخر بالحالة الاقتصادية وبالبحث عن فرص عمل أفضل خارج مصر. من جهته رحب الدكتور كمال حبيب، رئيس حزب السلامة والتنمية, والمفكر فى الشئون الإسلامية، بأى حوار قبطى- إسلامى، وإزالة حالة الاستقطاب الموجودة بين عنصرى الأمة، والبحث عن مشتركات تؤدى إلى تهدئة الأوضاع فى هذا الملف المهم ( التوتر الإسلامى- القبطى). ووصف جبرائيل بالشخصية المثيرة للجدل، والمعبرة عن الاستقطاب فترة ما قبل الثورة وما بعدها، ولكن ممكن تجاوز شخصيته المعروفة بإثارة المشاكل تجاه التيارات الإسلامية، مضيفا بقوله "كان عليه أن يتحدث أولاً مع المسلمين المعتدلين الذى سيتحدث معهم فى تشكيل لجنته، فمثل هذه المبادارات تصدرها أطراف كانت تثير مشاكل طائفية واستقطاب وبالتالى يكون محكوم على هذه اللجان بألا تصل إلى أهدافها بعد ذلك". وطالب حبيب أن تضم اللجنة فى تشكيلها مسلمين وأقباط ، وتعبر عن الجماعة الوطنية وتدير حوارًا وطنيًا (إسلامى – مسيحى) دون تكريس الطابع الطائفى لها، بحيث ألا تكون هناك هيئة قبطية وفى مواجهتها هيئة مسلمة على طاولة التفاوض، ففى السابق حدث هذا الحوار ولكن من فئات متقاربة فى التفكير ولديها شعور بأهمية التأثير المشترك على الجماعة السياسية. وأضاف أنه ليس هناك مسلمون معتدلون ومسلمون متطرفون، فكل التيارات الإسلامية تمارس العملية السياسية، فالحديث عن التفاوض مع إسلامى معتدل واستثناء إسلامى آخر أمر مرفوض، مشددًا على ضرورة أن يكون الحوار مع كل أطياف المجتمع. كما طالب الأقباط بممارسة العمل السياسى والاجتماعى بعيدًا عن التأثيرات الدينية للكنيسة، وأن تكون هناك أجندة حوار حقيقى مجتمعى بدون طائفية. يذكر أن لجنة المائة - كما صرح نجيب جبرئيل - عبارة عن هيئة علمانية استشارية لبحث قضايا الأقباط، والمشاركة فى حلها مع المؤسسات المدنية والرسمية، وسوف تضم شخصيات عامة، وليس لها أى مواقع حزبية أو دينية، وأنه سيتم الإعلان عن أسماء الشخصيات فى احتفالية تقيمها منظمته (الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان) بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لصدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان يوم 20 من الشهر الجارى، وسوف تضم اللجنة عشرة فقط من أقباط مصر فى الخارج.