قال رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، خلال مراسم توقيع اتفاق السلام مع "المتمردين" في العاصمة جوبا، إن "حكومته توقّع اتفاق السلام، رغم تحفظاتها عليه". وأضاف رئيس جنوب السودان، خلال حفل التوقيع، اليوم الأربعاء، بحضور قادة كينيا وأوغندا والسودان وأثيوبيا، "يجب وضع تحفظاتنا في الاعتبار، إذا طرأت أي مشكلة في تنفيذ الاتفاق، وإذا تم التعامل مع تحفظاتنا بعدم جدية فستكون الأضرار على الجميع في جنوب السودان، وليس علينا وحدنا". وأردف "أن لديه خياران إما السلام أو الحرب، وأنه جاء من أجل السلام"، لافتًا أن "قوات ريك مشار هاجمت قواتنا بولاية الوحدة وقامت قواتنا بدحرهم ولا يزال القتال مستمرا". ودعا الرئيس كير قادة الإقليم إلى تقديم المزيد من الدعم لتنفيذ الاتفاق، محذراً من "أنه سيتعرض لصعوبات في حال تركه لنا". وكان سلفاكير رفض توقيع اتفاق السلام، الذي وقعته المعارضة من طرف واحد، في 17 أغسطس/ آب الجاري، ووقعه بالحروف الأولى، طالبًا مهلة 15 يومًا، لتوقيعه بشكل نهائي.
من جانبه قال الرئيس الكيني "اوهورو كينياتا" في كلمته خلال المراسم "نحن في الإقليم التزمنا منذ بداية الأزمة بالعمل معكم من أجل إيجاد حلول نهائية تقود إلي تحقيق السلام في جنوب السودان، وأعلم أنه مر وقت طويل لكن علينا أن نتجاوز الجراحات بروح التفاهم، ولا يمكننا العيش في الماضي بل يجب النظر إلى المستقبل"، فيما دعا كيناتا فرقاء جنوب السودان إلى "تجاوز تحفظاتهم على الاتفاق، والتركيز علي مسائل السلام". بدوره، ناشد الرئيس الأوغندي "يوري موسفيني"، أطراف الصراع في جنوب السودان ب"تجاوز مرحلة الحرب والتفرغ لبناء البلاد"، وأوضح قائلاً "هذه حرب خاطئة في توقيت خاطئ، علينا كثوريين أن نميز بين الحروب المبررة وغير المبررة"، مبيناً "حربكم من أجل الاستقلال كانت مبررة لذلك وقفنا معكم، أما الحرب الأخيرة كانت في المكان الخطأ والزمان الخطأ". ومنذ منتصف ديسمبر/كانون أول 2013، تشهد دولة جنوب السودان، (التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011)، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لرياك مشار نائب رئيس البلاد سابقًا، بعد اتهام سلفاكير للأخير بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار.