واصل أمس رئيس جنوب السودان سلفاكير وزعيم المتمردين رياك مشار مفاوضاتهما، بمشاركة قادة دول شرق أفريقيا فى إثيوبيا، للتوصل إلى اتفاق سلام ينهى الحرب الأهلية الدائرة منذ 20 شهرا، وقتل فيها الآلاف، قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة ، تفاديا للخضوع لعقوبات دولية. وتواصل أطراف النزاع فى جنوب السودان مفاوضات السلام من أجل التوصل إلى اتفاق ينهى الحرب الأهلية الدائرة فى هذا البلد منذ 20 شهرا قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة، تفاديا للخضوع لعقوبات. والتقى الرئيس سلفا كير، زعيم المتمردين رياك مشار مع قادة دول شرق أفريقيا فى إثيوبيا، وسط ضغوط دبلوماسية مكثفة لتوقيع اتفاق قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك الاثنين، كما قال الرئيس الكينى أوهورو كينياتا. وقال كير إنه «أرغم» على الانضمام إلى المفاوضات، محذرا من أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل طالما لم تنضم إاليه كافة الفصائل المعارضة.وقال كير لا يمكن توقيع اتفاق سلام لا يلزم الجميع. إذا وقعنا الاتفاق اليوم واستؤنفت الحرب غدا، ماذا نكون قد أنجزنا؟». وكان كير رفض فى البداية المشاركة فى المباحثات، معتبرا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق ما دامت صفوف المتمردين تشهد انقسامات. واجرى الرئيس الأوغندى يويرى موسيفينى الذى أرسل قوات إلى جنوب السودان دعما لكير، مشاورات مع رئيس الوزراء الإثيوبى هليل ماريام دسالين والرئيس السودانى عمر البشير والرئيس الكينى أوهورو كينياتا. وحذر دبلوماسيون من أى فشل فى توقيع الاتفاق، متوعدين طرفى النزاع ب«تداعيات خطيرة». وبدأت الحرب فى جنوب السودان فى ديسمبر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما أثار موجة من أعمال العنف امتدت من جوبا إلى كل أنحاء البلاد واتخذت أحيانا طابعا أتنيا وشهدت ممارسات وحشية. وبعد توقيع 7 اتفاقات لوقف إطلاق النار لم تصمد طويلا، تبدو المفاوضات الأخيرة بإشراف وسطاء إقليميين الفرصة الأكثر جدية لإنهاء النزاع فى جنوب السودان الذى نال استقلاله فى يوليو 2011. واستؤنفت المفاوضات فى السادس من أغسطس بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية فى شرق أفريقيا «إيجاد» والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والصين و«الترويكا» المتمثلة ببريطانيا والنرويج والولايات المتحدة. وتلقت إيجاد دعم الرئيس باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لإثيوبيا وحددت 17 أغسطس مهلة للتوصل إلى اتفاق سلام.