تواصل أطراف النزاع في جنوب السودان مفاوضات السلام اليوم الاثنين، من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد منذ 20 شهرا قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة، تفاديا للخضوع لعقوبات. والتقى الرئيس سلفا كير مساء الأحد، زعيم المتمردين رياك مشار مع قادة دول شرق أفريقيا في أثيوبيا، وسط ضغوط دبلوماسية مكثفة لتوقيع اتفاق قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك الاثنين، كما قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا. لكن كير الذي وصل إلى أثيوبيا في ساعة متأخرة من مساء الأحد قال إنه "أرغم" على الانضمام إلى المفاوضات، محذرا من أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل طالما لم تنضم إليه كافة الفصائل المعارضة. وقال كير الأحد "لا يمكن توقيع اتفاق سلام لا يلزم الجميع. إذا وقعنا (الاتفاق) اليوم واستؤنفت الحرب غدا، ماذا نكون قد أنجزنا؟". تجدر الإشارة إلى أن آلاف الأشخاص لقوا حتفهم في هذه الحرب الأهلية الدائرة منذ 20 شهرا. وكان كير رفض في البداية المشاركة في المباحثات، معتبرا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق ما دامت صفوف المتمردين تشهد انقاسامات. و عقد الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني الذي أرسل قوات إلى جنوب السودان دعما لكير، مع رئيس الوزراء الأثيوبي هيلمريم دوسالين والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وحذر دبلوماسيون من أي فشل في توقيع الاتفاق، متوعدين طرفي النزاع ب"تداعيات خطيرة". وبدأت الحرب في جنوب السودان في ديسبمر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما أثار موجة من أعمال العنف امتدت من جوبا إلى كل أنحاء البلاد واتخذت أحيانا طابعا إثنيا وشهدت ممارسات وحشية. وبعد توقيع سبعة اتفاقات لوقف إطلاق النار لم تصمد طويلا، تبدو المفاوضات الأخيرة بإشراف وسطاء إقليميين الفرصة الأكثر جدية لإنهاء النزاع في جنوب السودان الذي نال استقلاله في يوليو 2011. واستؤنفت المفاوضات في السادس من أغسطس بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) والأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي والصين و"الترويكا" المتمثلة ببريطانيا والنروج والولايات المتحدة. وتلقت إيغاد دعم الرئيس باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لأثيوبيا وحددت 17 أغسطس مهلة للتوصل إلى اتفاق سلام. وحذر غرانت شابس، الوزير البريطاني المعني بشؤون أفريقيا، الجمعة من "عقوبات محددة الأهداف" وفرض حظر على السلاح في حال عدم التوصل إلى اتفاق. ويحتاج أكثر من 70 في المئة من سكان جنوب السودان (12 مليون نسمة) إلى مساعدات عاجلة. ونزح نحو 2,2 مليون من منازلهم، وفق الأممالمتحدة التي حذرت من أن بعض المناطق مهددة بالمجاعة.