طالب الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، الأطراف المتنازعة في جنوب السودان، بالانتهاء من مفاوضات السلام الجارية بينهم، قبل 5 مارس/آذار القادم (الموعد المقر كحد أقصى للوصول إلى اتفاق سلام نهائي). وحذر الاتحاد في بيان صادر عن ممثلته العليا للأمن والسياسة الخارجية، فريديريكا موغريني، من "استمرار الجانبين في انتهاك آلية وقف إطلاق النار أو إفشال مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سياسي". ولفتت موغريني إلى أن "التكتل الأوروبي الموحد، يدعم العملية التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، ويشجع على مشاركة أوثق من جانب المجتمع الدولي" وأوضح البيان أنه "على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها إيغاد والنتائج التي تبدو إيجابية للمحادثات بين الأطراف المتنازعة، فإن الاتفاق الموقع في أديس أبابا في 2 فبراير/ شباط الجاري بين الرئيس سلفا كير ورياك مشار، لم يحرز تقدما في طريق التوصل إلى اتفاق سلام شامل في جنوب السودان". وكان سلفاكير، ونائبه السابق ريك مشار الذي يقود المتمردين، وقعا اتفاقًا مبدئيًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء الأحد الماضي، ل"تقاسم السلطة ووقف كافة العدائيات" لإنهاء الأزمة الدائرة في بلدهما منذ أكثر من عام، بحسب مراسل الأناضول. وجاء هذا التوقيع بعد مفاوضات ماراثونية، أشرف عليها كل من رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا مع كل من سلفاكير ومشار استمرت 72 ساعة متقطعة. وتم التوقيع بحضور الشركاء الدوليين لإيغاد، ومفوض مجلس السلم والأمن الأفريقي السفير إسماعيل الشرقاوي، والسكرتير التنفيذي ل إيغاد محبوب معلم. وبحسب مراسل الأناضول، تستأنف المفاوضات بين الطرفين لاستكمال القضايا التفصيلية للاتفاق النهائي في 20 فبراير/شباط الجاري، على أن يصل الطرفان قبل الموعد بيوم وألا يعودا لبلادهما إلا بالتوقيع على اتفاقية سلام نهائي في إطار أقصاه 5 مارس/آذار، وفي حالة حدوث خروقات ستقوم الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (الإيغاد) برفع تقرير إلى كل من مجلس السلم والأمن الأفريقي، ومجلس الأمن الدولي. وسبق الاتفاق تهديدات وإنذارات وجّهت من القمة الأفريقية ال 24 التي اختتمت السبت الماضي، حيث حذّر القادة الأفارقة الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية والختامية للقمة من تطبيق العقوبات على أطراف الصراع في جنوب السودان. ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، بعد اتهام مشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأول. ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، ترعى الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيغاد"، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق، وسفيرها الحالي في الصين، سيوم مسفن، مفاوضات في إثيوبيا بين حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة.