وقع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائب الرئيس المقال ريك مشار الذي يقود معارضة مسلحة مساء اليوم اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان. وبحسب مراسل الأناضول، فإن الاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة ونشر قوات للتحقق من وقف العدائيات وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين والتعاون بدون شروط مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية. وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور. كما ينص على وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا. ويقضي الاتفاق بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا عبر 4 دول هي: السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا. وقال مراسل الأناضول إنه خلال مراسم توقيع الاتفاق ظهر الإرتياح كان واضحا في رئيس الوزراء الإثيوبي الذي لم تفارقه البسمة وكذلك وساطة الإيغاد، كما ارتسمت البسمة طوال مراسم توقيع الاتفاق على مشار في المقابل لفت انتباه الصحفيين سلفاكير الذي لم يفتح حتى شفتيه خلال المراسم، وظهرت عليه علامات عدم الرضا. وفي كلمته عقب توقيع الاتفاق قال سلفاكير "الجيش والحكومة جاهزون لتنفيذ الاتفاق الذي ينهي تاريخا أسود في جنوب السودان"، مضيفا "الحوار هو الحل الوحيد لهذه الأزمة والدماء التي سالت يجب أن تتوقف". وبدوره، أعرب مشار عقب توقيع عن سعادته بتوقيع اتفاق إنهاء الحرب وتساءل: لماذا هذه الحرب الشعواء في جنوب السودان؟ وأضاف "حدث في جنوب السودان ما كان يجب أن يحدث وأؤكد إلتزامنا بالاتفاق ومضاعفة الجهود من أجل السلام في البلاد". وتابع "الحل السياسي ينهي الأزمة والحوار الجاد يحل الخلافات داخل الحزب الحاكم". وقال سيوم مسفن رئيس الوساطة الإفريقية التابعة للهيئة الحكومة للتنمية بدول شرق إفريقيا (ايغاد) إنه "لا حل لمشكلة جنوب السودان سوى الحوار العمل على المصالحة الوطنية". وبدوره قال رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين إن توقيع اتفاق إنهاء الحرب ليس النهاية لكنه البداية لإحلال السلام في جنوب السودان. وهنئ ماريام ديسالين، كل من سلفاكير ومشار على توقيع الاتفاق وشكرهما أيضا على أنهما "سلكا الطريق الصحيح". وأشاد ممثل الاتحاد الأوروبي بالاتحاد الأفريقي بتوقيع الاتفاق، فيما أكدت واشنطن التزامها بدعم الطرفين من أجل تنفيذه. وجاء توقيع الاتفاق بعد مفاوضات مباشرة بين سلفاكير؛ ونائبه المقال رياك مشار، مساء اليوم في القصر الوطني بأديس ابابا برعاية رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين. وقبل الدخول في تلك المفاوضات ظهر سلفاكير ومشار يتوسطهما رئيس الوزراء الإثيوبي وتبادل الجانبان التحايا على الطريقة السودانية في أول لقاء وجها لوجه منذ إندلاع الأزمة في جنوب السودان منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي، حسب مراسل الأناضول المتواجد داخل القصر الوطني. وتشهد دولة جنوب السودان، منذ منتصف ديسمبر/ كانون أول الماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه مشار.