يهدف مشروع إيرتمان الذي أسمته "عن الموت"، إلى كسر المحظورات حول الموت بتصويره ومشاهدته عن قرب. خلال فترة وجودها في المشرحة، علمت إرتمان أن التوابيت بما فيها من رسومات ورسائل وصور توضع في المحرقة، على 850 درجة فاهرنهايت. تقول إرتمان أن حرق الجثة يستغرق 60 إلى 90 دقيقة لتتحول إلى رماد. تُكسى جثة الميت لجنازته. في بعض الأحيان يكون الميت قد اختار ملابسه مسبقا، ولكن أكثر الأحيان، تختار أسرة المتوفى لباسه للجنازة. وإذا لم يؤخذ أي قرار، توفر الكنيسة قميصا للموتى، يتم قصه من الجزء الخلفي ومن وراء اليدين، لتسهيل وضعه على المتوفى. وافقت إرتمان على عدم الكشف عن هوية الموتى في صورها، حريصة على عدم إظهار وحمات، ومجوهرات، أو أي شيء آخر يمكن أن يتعرف عليه من خلالها أقارب الميت. خلال فترة وجودها في المشرحة، شهدت إرتمان أشياء كثيرة. منها: جثث في مراحل مختلفة من التحلل، وأشخاص بأطراف مفقودة، ووجوه شابة أخذها الموت مبكرا. تشنّج العضلات يبدأ بين 4-12 ساعة بعد الموت. يبدأ في الرقبة، ويجعل الحركة في الأطراف مستحيلة. وعندما يصل التشنّج إلى فروة الرأس، يمكنه أن يجعل شعر الجسم يرتفع. إرتمان قارنت هذا بالقشعريرة التي يشعر بها الإنسان وهو على قيد الحياة. يقول مايكل بيترسين، الذي يدير العمل في الكنيسة: "أصعب شيء عندما يكون الموتى صغاراً بالعمر، أولئك الذين كان عليهم أن يعيشوا حياتهم، وآخرون يتركون وراءهم أطفالهم الصغار. وإلا فإن الموت في الحقيقة شيء طبيعي، كما هي الولادة، هذا شيء لا نخفيه. توضع بطاقة حول أصابع القدم تحتوي على معلومات أساسية عن المتوفى. إذا كانت البطاقة خضراء، مثل التي في ، فإن المتوفى أتى من أحد أقسام المستشفى. تتضمن البطاقة وقت الموت، وفيما لو تحتاج الجثة إلى التشريح، إضافة إلى اسم المتوفى ورقم ضمانه الاجتماعي. عندما يتم تشريح الجثة، تنظف الطاولة والأرض بالماء والصابون. تقول إرتمان: "بعد عملي في المشرحة، كنت أتجول في الشارع وأشعر بغضب وأنا أرى كل الناس تمشي، وتدردش وتضحك، أردت أن أصرخ: أنتم على قيد الحياة، اغتنموا الفرصة!"