ألقى قرار التحفظ على أموال رجل الأعمال المهندس صفوان ثابت وعدد من شركات الصرافة والسمسرة بغمامة سوداء على وجه المستثمرين الأجانب الذين فوجئوا بهذا القرار، حيث سارعت شركة "ارلا فودز" العالمية المتخصصة في صناعة الألبان بالاستفسار عن مصير الشراكة التي وقعتها مع شركة "جهينة" للصناعات الغذائية منذ عدة أسابيع والذي يديرها صفوان ثابت والمتهم بتمويل جماعة الإخوان التي تعتبرها الدولة جماعة إرهابية. وامتد تأثير القرار إلى سوق الأوراق المالية، حيث كبد رأس المال السوقي للأسهم المقيدة في البورصة نحو 16 مليار جنيه في جلستين, بعد اتجاه قوي من قبل المستثمرين الأجانب للبيع وصل إلى نحو 59 مليون جنيه من قبل المؤسسات خلال جلسة اليوم, وتفقد هذه الملاحقات الأمنية والقضائية لرجال الأعمال الثقة لدى المستثمرين الأجانب وتمنع توجيه استثماراتهم نحو مصر لتخوفهم من المصادرة في أي وقت . قال سيف ثابت، نائب العضو المنتدب لشركة جهينة القابضة للصناعات الغذائية, إن قرار التحفظ على أموال المهندس صفوان ثابت أثار حفيظة الشركاء الأجانب من شركة "أرلا فودز" والذي تم توقيع عقد المشاركة معهم مؤخرا لتأسيس شركة "أرجو "باستثمارات تتخطي 500 مليون جنيه, مضيفا أنهم اتصلوا فور صدور القرار للاستفسار عن الوضع لاسيما وأنهم جادين في الاستثمار و يتعاملون مع الشركة منذ 30 عامًا. وأشار ثابت إلى أنهم فوجئوا بهذا القرار الذي يظهر أن الدولة تقول إن المهندس صفوان يدعم الإرهاب وهذا يعد أمرًا خطيرًا بالنسبة للمستثمرين الأجانب. وأضاف أن الشركة هي كيان اقتصادي كبير ويتم إدارتها بشكل مؤسسي ولها خطط اقتصادية واضحة سوف تسير في تحقيقها رغم تأثرها البسيط بقرار التحفظ على أموال رئيس مجلس الإدارة. وأكد أنه تم التواصل مع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب, وأبدى انزعاجه من هذا القرار, الذي لم يكن على دراية به، هذا بجانب وزير الاستثمار أشرف سالمان, وفخري عبد النور وزير التجارة والصناعة اللذين أبديا استنكارهما لهذا القرار الذي صدر دون علمهما. وقال إنه لا يوجد أدلة على أن المهندس صفوان ثابت ينتمي إلى أي تيار سياسي أو إرهابي وتحدى أن يواجه أي جهة تثبت ذلك. ولفت إلى أن عائلة ثابت فيها جميع التيارات السياسية كباقي عائلات مصر فمنهم إخوان ومنهم من ينتمي إلى الحزب الوطني وهذا شأن خاص ليس له علاقة. وقال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إن قرار لجنة التحفظ على أموال جماعة الإخوان بمصادرة أموال المهندس صفوان ثابت وعدد من شركات الصرافة والسمسرة سيؤثر بالسلب على الاستثمار في مصر, مضيفا أن القرار كبد البورصة خسائر بما يقرب من 16 مليار جنيه في اليومين التاليين للقرار. وأضاف أنه رغم الحاجة إلى ضخ استثمارات خارجية إلا أن العامل الأمني في الفترة العصيبة التي تمر بها مصر لابد أن يكون في أولويات الحكومة, وذلك لأن توفير الأمن هو من سيجذب الاستثمارات. وأشار إبراهيم إلى أن شركات الصرافة والسمسرة التي تم التحفظ عليها سيتم إدارتها بواسطة لجنة مشكلة من قبل الدولة وذلك للمحافظة على أموال العملاء. ومن جانبه، قال محمد عسران، خبير أسواق المال, إن هناك حالة من الهلع والخوف انتابت المستثمرين الأجانب في سوق المال المصري نتيجة لقرار التحفظ على أموال رئيس شركة جهينة وعدد كبير من شركات الصرافة وأخرى للسمسرة, إلى جانب تراجع الأسواق العالمية، مما دفعهم للدخول في موجة بيعية طويلة قد تمتد إلى عدة جلسات. وأضاف أن أسهم شركة جهينة تأثرت بالقرار وتراجعت في اليوم الأول بنحو 7.5 % وسط حالة غير مستقرة من المستثمرين، إلا أنه أكد أن هذا التراجع طبيعي بسبب القرار رغم أنه لم يشمل الشركة.