لم يعد الاختفاء القسرى وتلفيق التهم يوجه إلى العامة فقط، بل أصبح الستار الملائم عند الرغبة فى الحجر على أصحاب الفكر والرأي، حتى وصل عدد الصحفيين المعتقلين والمقيدين بعضوية النقابة إلى 18صحفيًا، و110 بحسب تقديرات حقوقية، وهو العدد الأكبر للصحفيين السجناء فى مصر منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين عام 1990 تسجيل بيانات حول الصحفيين المحتجزين. ياسر أبو العلا.. معد "ماسبيرو"
عضو نقابة الصحفيين، عمل فى جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة، كما عمل معدًا بقناة النيل الثقافية بالتليفزيون المصري، وله حضور صحفي في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية الحزبية والخاصة. يمارس العمل الصحفي منذ أكثر من 17 عاما، متزوج وله 4 أبناء، وله دور نقابي في الدفاع عن قضايا الحريات والصحف المغلقة بقرارات حكومية.
اقتحام منزله واعتقاله فى 29 يونيو اقتحمت القوات الخاصة منزله فى البدرشين بالجيزة، مساء الاثنين 29 يونيو 2015، واستولت على متعلقات "أبو العلا" الشخصية والتى من بينها عدد "2 لاب توب، وتليفونات الموبايل الخاصة به وزوجته وأولاده، ومبلغ 3500 جنيه، وفيزا كارد خاصة ببدل نقابة الصحفيين"، دون أن تظهر القوات إذنًا من النيابة أو أمرًا قضائيًا .
بحثت عنه أسرته، فى كافة مقار الاحتجاز المحيطة بدائرة سكنه، إلا أنها لم تتوصل لرد أو تأكيد حول تواجده فى أى منها، فبادرت الأسرة بإرسال تلغرافات عديدة إلى النائب العام ووزير الداخلية والمحامى العام، كما راسلت نقابة الصحفيين، مطالبة بتوضيح مصير"أبو العلا" وتمكينه من التواصل مع أسرته ومحاميه.
قدمت زوجة أبو العلا، مذكرة لنقيب الصحفيين، لمساعدتها فى التعرف على مكان احتجاز زوجها، وسرعة اتخاذ الإجراءات قبل أن يتم تلفيق تهمة لزوجها، وحمّلت وزارة الداخلية والنيابة العامة وكافة الجهات المسئولة بالدولة مسئولية سلامة "أبوالعلا" .
بعد عدة أيام من القبض على أبو العلا، أمرت نيابة البدرشين بحبس أبو العلا، 15 يوما على ذمة التحقيق، موجهة إليه تهمة المشاركة فى مسيرة وإصابة طفل بالخرطوش فى بطنه، بالرغم من أنه تم القبض عليه من منزله بشهادة جيرانه وليس فى مظاهرة .
التجديد غيابيا ل"أبو العلا"
جددت نيابة البدرشين "غيابيًا" حبس أبو العلا 15 يومًا على ذمة التحقيق، وكانت نقابة الصحفيين قد أوفدت محاميًا للدفاع عنه لكن قرار التجديد تم غيابيًا دون حضوره من محبسه بقسم أبو النمرس.
نجلاء فتحى زوجة "أبوالعلا" أكدت ل"المصريون" أن زوجها تم القبض عليه من منزله بشهادة جيرانه، مضيفة أنه تم تجديد مدة الحبس الاحتياطى لزوجها 15 يومًا بدون عرضه على النيابة كما حدث مع المقبوض عليهم معه فى نفس القضية، وذلك بحجة أن القاضى منتدب، ولم يتم التحقيق معه حتى الآن، مشيرة إلى أنه تم القبض عليه بتهمة التظاهر فى إحدى المسيرات التابعة لجماعة الإخوان على الرغم من عدم مشاركته، نافية صلته بجماعة الإخوان.
وأضافت زوجة الصحفى المعتقل، أنه تم احتجاز المتهمين معه فى نفس القضية فى حجز مختلف عن المكان الذى تم احتجاز زوجها فيه، وعندما تم عرضهم على النيابة لم يتم عرض زوجها لدواع أمنية، حسب قول رجال الأمن لمحاميه, وأشارت إلى أنه يتم منع دخول الأطعمة له فى مواعيد الزيارة.
الحبس مع الجنائيين
للمرة الثالثة، يتم التجديد للصحفى ياسر أبوالعلا 15 يومًا، دون أن يحظى بزيارة أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، أو المجلس القومي لحقوق الإنسان، لتفقد أوضاعه، ودون التحقيق في واقعة الاعتداء عليه، وسرقة متعلقاته الشخصية، وحبسه مع الجنائيين، ودون سماع شهود العيان للواقعة محل الاتهام، حيث تنفي أسرة الطفل المصاب بالخرطوش معرفتها ب"ياسر"، وتبدي استعداداها للمثول أمام النيابة للإدلاء بأقوالها.
"ورقة وقلم" عنوان مدونة ياسر التي استهلها بالتعريف بشخصه قائلا:"صحفى .. أحب أسرتى والناس ..أهوى تراب بلادى .. أهيم فى فكرتى ، أحاول أن أقول شيئا مفيدًا ، وأن أمثل إضافة فى هذه الحياة ، أومن بحكمة مهمة " من لم يزد شيئًا إلى الدنيا .. فهو عليها زيادة " وأتمنى ألا أكون عليها زيادة".