أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل اليوم السبت أن المجلس مستعد للصفح عن المقاتلين الذين قاتلوا إلى جانب العقيد الراحل معمر القذافي خلال الثورة في ليبيا. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر في طرابلس حول العدالة والمصالحة: "نحن قادرون على الصفح والمغفرة، نحن قادرون على استيعاب إخواننا الذين قاتلوا الثوار، وقادرون كذلك على استيعاب كل أولئك الذين ارتكبوا فعلاً أو قولاً ضد هذه الثورة"، مشيرًا إلى أن "الصفح والمغفرة من التعاليم التي يوصي بها الإسلام". إلا أنّ رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب أكد أن المصالحة الوطنية لا تعني العفو عن الماضي، مشددًا على ضرورة تفعيل "العدالة الانتقالية"، ومحاسبة كل من ساهم في عمليات القتل والتعذيب، موضحًا أنّ هناك ستة نقاط أساسية سوف ترتكز عليها المصالحة. ولفت الكيب إلى أنّ المصالحة لا تعنِي العفو عن الماضي وتجاهل أثاره المؤلمة على الحاضر والمستقبل، مؤكدًا أن الليبيين بحاجة إلى " تفعيل العدالة الانتقالية كأداة ضرورية لتحقيق هذه المصالحة الوطنية" مشددًا على أن العدالة الانتقالية "تعني المحاسبة وإقامة العدل لأولئك الذين عانوا من الظلم والقمع والتعذيب والتهميش خلال فترة الحكم الشمولي المنهار". وأوضح الكيب أنّ العدالة الانتقالية "تعدّ جزءًا من علاج الماضي وتضميد الجراح ووضع أسس تعامل في المستقبل" مبينًا أنه يجب أن تتم "من خلال روح الصلح والعفو والتسامح". وحدّد الكيب ستة نقاط أساسية ترتكز عليها أسس المصالحة بين الليبيين بحيث لا تستثني أحدًا منهم أو يتم تسييسها لعزل أو تهميش أو إقصاء قبيلة أو منطقة أو عائلة بعينها، من بينها ضرورة التفريق مما أسماهم بالمجرمين والقادة الكبار من جهة وبين التابعين من جهة أخرى الذين اعتبرهم فاعلين وضحايا في نفس الوقت. ودعا إلى أن تركز المصالحة على إعداد التصورات والبرامج والآليات للاستماع إلى شهادات الضحايا وعائلتهم وعلى تسوية الملفات التعويض عن الضرر وجبر الضرر الاجتماعي وإعادة الاندماج وتأهيل المناطق والجهات التي عانت من التهميش والإقصاء.