نخبة ، مثقفة ، عندما أسمع أيًا من اللفظين السابقين ، أتحسس جبهتى داعيًا المولى عز وجل أن يقينا شرهم ، فلا أمر على مصر منهم خلال النصف قرن الماضى ، ابحث عنهم ستجدهم وراء كل مصيبة تقع فى البلاد ، متخذون من بضع مصطلحات سياسية ، مع عدد منتقى من الألفاظ ( المجعلصة ( المستعصية على فهم المواطن البسيط ، أداة وسلاح للاستعلاء ، يحققون به مبتغاهم فى تدمير الوطن ! هؤلاء هم الكارثة الحقيقية على مصر ، تراهم فى كل المؤتمرات والصحف وبرامج ال هاو هاو شو يتحدثون باسمنا وهم لا يملكون توكيلا بذلك ، يفتون بجهل فى السياسة والدين والاقتصاد والعلاقات السياسية بل و وسائل تنظيم الأسرة .. !! لكن كيف تصنع مثقفًا أو تصبح عضوًا فى النخبة .. ؟ .. الحكاية يا سيدى بسيطة للغاية وغير مكلفة إطلاقًا ، عليك أولا أن تتنكر للدين الإسلامى ، وأن تسخر من الحجاب ، وتطعن فى النقاب ، وتستهزئ باللحية !! ثم تبدأ عملية الإفك العظيم على طريقة دس السم فى العسل ، بالإشادة بالتجارب الغربية المنحلة ، والإباحية الشاذة .. ثم تعوج لسانك و أنت تتلوك بألفاظ مبهرة كالليبرالية و الاشتراكية و اليسارية و حرية التعبير ، مع طق حنك إنجليزى من نوعية (Human Rights ) ولابد من أن يقف خلفك جهاز إعلامى فاسد يعضدك فى مسعاك الأكثر إفسادا ويروج لك على طريقة باعة الحبوب المخدرة الجائلين ، بعدها تصبح عضوا مهما فى نادى النخبة المثقفة و مبروك عليك . أغلب هؤلاء يملك قلبًا أسود من أسفلت الطريق ، لا يطيقون لمصر وشعبها خيرا ويدعون العكس ، عددهم لا يزيد على المائتى شخص ، معروفون بالاسم ، لكنهم للأسف مسيطرون تمامًا على كافة وسائل الإعلام والصحافة و التليفزيون .. ولو تتبعت تاريخ أحدهم مع السلطة لو جدت الكثير منهم كان حريصًا على إمساك ذيل الفستان للهانم سوزان مبارك ليلا ، أما نهارا فلا تسمع إلا نباحهم فى الصحف الملونة يبثون سمومهم ، و ينفخون فى الكير ، لزيادة الاحتقان بين طوائف الشعب ، بغية تحقيق أهداف من يقف خلفهم .. ولو أراد أحد رأيى من باب الاستدلال ، فلابد من القضاء على أمثال هؤلاء فورا ، مع تحجيم دورهم الثقافى ، وتحديد إقامتهم الفكرية العنصرية ، الكارهة لكل ما هو عربى مسلم أو حتى مسيحى ، وأى قيم ومبادئ سماوية قويمة ، هذا لو أردنا حقًا خيرًا لمصر بمسلميها ومسيحييها على السواء. المزعج أنه لم يحدث يومًا أن ضبط أحدهم مدافعًا عن الإسلام ولو بطريق الخطأ ..!.. لا تعرف لماذا ؟؟ .. رغم أن بعضهم يحمل اسم محمد !! دعونا لا نجهد أنفسنا فى البحث وراء أية كوارث تقع فى مصر حاليا سواء فى ميدان التحرير أو غيرها من ميادين مصر المختلفة ، لأن الجانى فى رأيى معلوم يجلس يوميًا منتفخ الأوداج فى برامج ال هاو هاو شو ، التى تفتح له ذراعيها هى الأخرى بالأحضان ، فى جريمة فاضحة متكاملة الأركان . وهذا الجانى هو الذى يروج الآن لفكرة الفزاعة الإسلامية بعد أن انكشفت ( خيبتهم التقيلة ) فى الجولة الأولى من الانتخابات ، ولو لم يجدها سيجد أى فكرة أخرى تدفع فاتورة حسابه ، كالفتنة الطائفية ، أو قطع أذن مواطن ، أو تبول رجل مسن تحت كوبرى 6 أكتوبر ، تمامًا كما كان يفعل أسلافهم من أركان نظام مبارك.. لكن أين بسطاء مصر الأبطال الحقيقيين للثورة من الهزل الدائر الآن ..؟؟ .. بسطاء مصر للأسف يعيشون حاليا أسوأ عصور غسيل الأدمغة إعلاميًا ، وهو أشد وطأة مما كان يحدث أيام إعلام صفوت الشريف ، فالأخير كان مبتغاه تثبيت دعائم كرسى الحكم ، أما هؤلاء فمبتغاهم تدمير مصر كافة ، وهو فارق لو تعلمون عظيم .. [email protected]