مساكين والله أصحاب وقادة السيارات فى مصر.. إذ يقودون فى طرق غير آدمية وشوارع مليئة بالكمائن والألغام, ليس فقط لأن أغلبها غير مرصوف أو ردىء الرصف, ولكن لأن كل الشوارع - بلا استثناء- الرئيسى منها والفرعى, تعانى مشكلة غريبة وغير منطقية، اسمها «البالوعات» والمطبات، ولن نناقش هنا المنطق الغريب فى زرع خطوط الصرف الصحى أسفل الطرق والشوارع السريعة بطريقة عشوائية وبلا نظام, على الرغم من وجود أرصفة وجزر وسطى، كان يمكن أن تخصص لذلك.. فقد فات أوان الاعتراض على ذلك, ولكننا نناقش مشكلة البالوعات مثلا، بوضعها الراهن وكيف عجزت التقنية المصرية والإدارات الحكومية عن ضبط ارتفاعها لتكون فى مستوى الشارع?!. الواقع أنه ليس هناك شارع واحد، سواء فى المدن القديمة أو الجديدة (وأتحدى أن يدلنى أحد على شارع واحد خال من تلك المشكلة) يخلو من حفر البالوعات.. . وليت الأمر اقتصر على مشكلة البالوعات العجيبة وغير المبررة.. فقد أضافت الإدارات الحكومية الفاشلة إلى كل الطرق تقريبًا كمائن جديدة، تتمثل فى الإفراط فى زرع (المطبات) هربًا من تحمل مسئولية التخطيط الجيد للطرق وضبط المرور.. بل إن الأمر بدأ يترك للمواطنين ليقوم (كل من يريد) بوضع كتل من المتاريس بطريقة همجية دون مراعاة لمواصفات أو أى اعتبارات. وهذه المشكلة موجودة بالطبع فى كل المدن والقرى المصرية، ولكننى اخص بالذكر المحافظة التى تفوقت فى زرع هذه الألغام وهى محافظة الشرقية. فالمفروض- إن كانت هناك حاجة ماسة لإنشاء مطب- أن تراعى اعتبارات الأمان للسائقين بأن تكون هناك مواصفات تضعها جهة مختصة مثل هيئة التوحيد القياسى، ويراعى فيها عدم الإضرار بالسيارات الصغيرة غير المرتفعة، مع وضع التحذيرات اللازمة. والمفروض أساسًا أن يتم تنظيم المرور بحيث توجد أماكن لعبور المشاة، مع وضع التحذيرات الازمة لتخفيض السرعة بكل الوسائل المنتشرة بالعالم كله مع ردع المخالفين، وإن وجدت حاجة ماسة لإنشاء مطب (أمام مدرسة مثلًا) فيجب أن يكون هذا استثناء وليس قاعدة، ولابد أن يخضع للمواصفات، وإن كان هناك تقاطع طرق، فينبغى أن يوضع المطب بالطريق الفرعى وليس الرئيسى، ففى الدول التى تحترم آدمية الإنسان، وصل التخطيط الجيد إلى حد إنشاء إشارات مرور يديرها المشاة بأنفسهم عند الحاجة، أما فى مصرنا العجيبة فقد وصلت الفوضى فى محافظة الشرقية إلى أن يقوم تاجر فاكهة مثلًا بإنشاء مطب فى طريق رئيس، ليس به مشاة، لإجبار المارة على الوقوف لعلهم يشترون منه . كنا نظن أن محافظ الشرقية الذى يحب أن يصف نفسه بالثورى، سوف يوقف هذه الفوضى، فإذا به يتركها لتتفاقم وتصبح مشكلة خطرة تضر بالمواطنين وتعرضهم للخطر بطريقة تستدعى إبلاغ النائب العام لحماية المواطن المسكين، ألا تكفينا أيها المحافظ (الثورى) القذارة والقمامة والأتربة، التى تغطى كل أرجاء المحافظة، خصوصًا العاصمة؟، ماذا فعلت منذ أن توليت المسئولية حتى الآن؟، ألا تدرك أن مشكلات النظافة والمرور والحفر والمطبات قد تفاقمت فى عهدك السعيد؟!. ألم تقرأ قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: لو عثرت دابة فى العراق لخشيت أن يحاسبنى الله؛ لمَ لمْ تمهد لها الطريق؟. [email protected]