أثار حضور صفاء حجازى إلى مبنى ماسبيرو أمس وقيامها بممارسة مهام عملها كرئيس لقطاع الأخبار دهشة الكثيرين والذين تصوروا أن قراراً قد صدر بالفعل بإقالتها من منصبها خاصة بعدما نشر موقع أخبار مصر والصفحة الرسمية للمركز الإعلامى بالإتحاد نص المذكرة التى قدمها عصام الأمير رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يطلب فيها إعفاء صفاء من منصبها كرئيس لقطاع الأخبار وتكليفها بوظيفة مستشار (أ ) برئاسة الإتحاد . ولذلك نشير إلى أن القرار الرسمى بإقالة صفاء لم يصدر حتى الآن وما تزال تقوم بمحاولات مستميتة مع رئيس الوزراء وغيره لمحاولة إنهاء الخلاف بينها وبين عصام الأمير واستمرارها فى ممارسة عملها الحالى . وقد أكد الكثيرون داخل القطاع أن هذا الموقف وتلك المذكرة المقدمة من الأمير لمحلب أصابتها بصدمة عنيفة أفقدتها جزءا كبيراً من توازنها كما أنها قامت بتغيير طريقتها العنيفة والمتسلطة مع عدد كبير من العاملين وأصبحت( ودودة ) بشكل اثار دهشة الكثيرين . ولم تكتف بذلك بل قدمت وعوداً لبعض من انتقدوا سياساتها وتعرضوا للظلم على يديها بأنها سوف تستمع اليهم وتقوم بحل مشاكلهم فور إنتهاء أزمتها الحالية مع الأمير . ولعل السؤال الأبرز الذى يتبادر الى اذهان الكثيرين ويبحثون عن إجابة شافية له هو : هل سترحل صفاء أم ستبقى فى رئاسة قطاع الأخبار ؟ . ورداً على هذا السؤال نقول إنه لا توجد حتى الآن إجابات محددة عنه خاصة أن الكثير من الجهات العليا فى الدولة مشغولة بقضايا آخرى أكثر أهمية من هذه المشكلة بين صفاء والأمير ؟ كما أن هناك اقتراحات تتم دراستها- حتى كتابة هذه السطور – للخروج من هذا المأزق عن طريق عقد جلسة للتصالح بين الأمير وصفاء داخل مبنى ماسبيرو غداً الثلاثاء حيث يحل المهندس محلب ضيفاً على راديو مصر التابع للقطاع للحديث ولمدة ثلاث ساعات من الثانية ظهراً وحتى الخامسة مساء على الهواء للحديث عن كشف إنجازات الحكومة والرد على مكالمات وتساؤلات وشكاوى المواطنين. وكشفت مصادرنا المطلعة أن هناك سيناريو يتم دراسته حالياً يتضمن حضور محلب للقاء مع الإذاعة وبعدها يقوم رئيس الوزراء بدعوة الأمير وصفاء للإفطار معاً لتصفية الخلافات بينهما على أن تتعهد صفاء بالتعاون مع الأمير ورؤساء القطاعات والتوقف عن افتعال المشاكل حتى لا تتم إعاقة دولاب العمل وإنتظامه فى هذه الظروف الحساسه التى يمر بها الوطن - كما جاء فى مذكرة الأمير لمحلب .. ويتضمن هذا السيناريو أيضاً الإتفاق معهما على نسيان الخلافات بينهما على الاقل خلال الفترة الحالية وحتى الإنتهاء من حفل إفتتاح قناة السويس . أما إذا لم يحضر محلب للإذاعة - الثلاثاء - وهذا إحتمال وارد خاصة أن هناك أنباء ترددت حول الغاء هذا اللقاء على راديو مصر بعدما تم رفع ثم إعادة إذاعة البرومو الخاص به أكثر من مرة طوال الأيام الماضية , فإن هذا معناه أن محلب قرر رفع يده عن دعم صفاء بمناسبة وبدون مناسبة وهو ما سبب له الكثير من المشاكل والحرج طوال الفترة الماضية وبالتالى سوف يستجيب لمطالب الأمير بإقالة صفاء وتعيينها مستشاراً برئاسة الإتحاد . والسؤال الآن : هل سيوافق الأمير على استمرار صفاء فى منصبها رغم أن المذكرة التى تقدم بها ضدها تتضمن اتهامات وليس مجرد إنتقادات ؟ وهل سيعلن الامير الموافقة على هذا الاتفاق بنفسه أم أنه لابد أن يأخذ رأى بعض الجهات المهمة جداً حول قبول أو رفض هذا السيناريو الذى كشفنا عنه ؟ .وكيف سيكون شكل التعامل بينه وبين صفاء بعد هذه الأزمة العنيفة والتى يعلم جيداً أنها لن تنسى له تصريحه العلنى ومطالبته الرسمية بالإطاحة بها وأنها ستسعى للإنتقام منه بأى وسيلة . ورداً على هذه التساؤلات أقول أن هناك إحتمالات قوية لقبول الأمير لهذا السيناريو سواء برغبته الخاصة أو بتعليمات عليا واستمرار الوضع على ما هو عليه لعدة أسابيع لحين النظر فى كل الأمور المتعلقة بملف الهيكلة وتطوير ماسبيرو . فى هذا السياق نشير إلى أن الأمير يرى – من وجهة نظره – أن قيامه بتقديم هذه المذكرة لمحلب ونشرها رسميا على مواقع وصفحات الإتحاد على الفيس بوك قد مكنه من أن يضرب عدة عصافير بحجر واحد – كما يقولون – منها التأكيد على أنه ما يزال الحاكم الفعلى لماسبيرو ونفى كل ما يقال عن سيطرة صفاء على مقاليد الأمور داخل المبنى . إلى جانب أنه نجح فى نفى أنباء تصعيد صفاء لخلافته فى رئاسة الإتحاد لأن محلب إذا قام بذلك فسوف يظهر الأمير أمام بعض الجهات العليا وأيضاً العاملين فى المبنى فى صورة الضحية لرئيس الوزراء الذى ضحى به من أجل عيون صفاء . أما الحقيقة التى لا يعرفها الكثيرون أن الأمير أراد بهذه المذكرة توصيل رسالة لمؤسسة الرئاسة بأنه قادر على الإستمرار فى قيادة المبنى وأنه يقف ضد تسلط رئيس الوزراء وتدخله فى كل شئون ماسبيرو ودعمه الغير محدود لصفاء , ومما يؤكد ذلك أن الأمير علم أنه ستتم الإطاحة بمحلب عقب افتتاح قناة السويس الجديدة وتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون المشروعات القومية الكبرى وأن هذا القرار تم اتخاذه بالفعل وتم تاجيل الإعلان عنه لعدة أسابيع ولذلك قرر الظهور فى صورة البطل أمام جبروت صفاء رافعاً شعار (ياطابت يا اتنين عور ) . وفى المقابل فإن صفاء قررت أن ترفع شعار ( إتمسكن لحد ما تتمكن ) حتى تستطيع تخطى هذه الأزمة خاصة بعد علمها بتحالف عدد من رؤساء القطاعات مع الأمير للإطاحة بها , حيث ستعلن موافقتها على تصفية الخلافات بأى تعهدات حتى تتمكن من استعادة قوتها وسطوتها الكبيرة مرة آخرى وتستعد للمواجهة الحاسمة والمصيرية مع الأمير وبعض رؤساء القطاعات
- فى الأيام القادمة سوف نكشف – إن شاء الله – التفاصيل الكاملة لأسرار غضب رئاسة الجمهورية على رئيسة قطاع الأخبار والدور الذى قام به اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية لإشعال الازمة بين الأمير وصفاء !!!