عامان مرا على الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، ومازالت جماعة الإخوان المسلمين متمسكة بعودته لسدة الحكم مرة أخرى، برغم تصريحات لعدد كبير من "الإخوان المسلمين" بأنهم تجاوزوا عودته وأن القضية أصبحت اصطفافًا ثوريًا مع جميع الفصائل لكسر ما يعتبرونه "انقلابًا عسكريًا"، إلا أن ذلك لا يتعدى التصريحات الصحفية وتفتقد لصفة لرسمية حتى الآن.. وهو الأمر الذي مازال يمثل عقبة التوحد بينهم وبين أكبر الحركات الثورية الداخلية شعبية أمثال 6إبريل والاشتراكيين الثوريين وبالتالي يهدد نجاح الذكرى الثانية ل 30 يونيو. يقول وحيد فرج، المتحدث باسم حركة 18 الرافضة لنظام 3 يوليو، إن الجمعة القادمة سيبدأ التنسيق مع محورين (خارجي- داخلي)، خارجي عبر التوصل مع القيادات بالخارج للنشاط في محاولات فضح نظام 30 يونيو، عبر تسويق جرائمه الإنسانية التي ارتكبها منذ عامين، وداخلي عبر التواصل مع الساقطين من غربال "السيسي"، حسب وصفه، لتوحيد الصف قبل 30 يونيو، لاسيما عقب عدة أحداث أكثر إيجابية عن ذي قبل ومنها "التسريبات التي طالت السيد البدوي، أحد أبرز قيادات جبهة الإنقاذ وداعم أحداث 3 يوليو، والمماطلة في تأجيل الانتخابات، ورفع الدعم، واستمرار الغلاء، وخلق صراع مع رجال الأعمال مثل نجيب ساويرس وأحمد عز، وأخيرا حرب تكسير العظام مع أحمد شفيق"، كل ما سبق يجعل التواصل الحالي أكثر إيجابية مع جميع الفصائل"، بحسب قوله. وأضاف فراج أن أبرز ما يعيق التوحد والاصطفاف الثوري، هو نقطة "عودة مرسي"، التي لم تحسم بعد، رغم أن الفصائل السياسية متوافقة بنسبة 90 % ، على حد قوله. وأوضح، أن من نقاط الاختلاف أيضا والتي لم تحل، ضبابية الرؤية بعد كسر "الانقلاب"، بمعنى عدم وجود خارطة طريق موحدة لما بعد الإطاحة بالنظام، موضحًا أن مظاهرات 30 يونيو القادم وسيلة وليست غاية، وهناك وسائل وآليات أخرى يجب استغلالها ولكن بعد تدارك ما سبق ذكره. وكان الدكتور جمال حشمت، القيادي البارز بجماعة "الإخوان المسلمين"، ورئيس "البرلمان" - المشكل من برلمانيين سابقين، قال إن الجماعة أعلنت منذ أكثر من عام أنها عازمة على التراجع خطوتين إلى الوراء لصالح الثورة والثوار وليس لصالح "الانقلاب"، مضيفًا: "لا نمانع في التنازل عن الرئيس مرسي إذا كان يمثل العقبة لدى البعض ويساهم في توحيد الصف الثوري، ثم دعوته لانتخابات رئاسية مبكرة أو عمل مجلس رئاسي أو تفويض". وتطالب القوى الثورية بالتنازل عن عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، كمطلب أساسي للتوحد مع جماعة الإخوان المسلمين، ضد نظام 3 يوليو، ومازالت ترفع شعار "ارحل يا مرسي"، وتعتبر أن قبولهم بعودته بمثابة تخلٍ عن مبادئهم وأهداف ثورة 25 يناير. وأجاب حشمت ردًا على سؤال: "البعض يقول إن الخلاف في مسألة عودة الرئيس مرسي: إذا كان الرئيس محمد مرسي هو العقبة فنحن من وجهة نظرنا لا مانع لدينا أن يعود الرجل إلى منصبه إتمامًا لشرعيته يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة أو عمل مجلس رئاسي أو تفويض فهذا كله وارد ولا خلاف عليه فمصر لن تقوم لها قائمة إلا بتكاتف جميع أبنائها ولن تكبر بفصيل واحد بل بكل رجالها ومن يحملون همها فعلاقتنا بشعب مصر هي علاقة المواطنة وليست المحاصصة فالأخيرة هي جزء استبدادي". من جانبه، قال الدكتور أكرم كساب، الناشط الإخواني: "كل شيء في عالم السياسة جائز، وما دام في مصلحة الأمة فلا بأس، إن ارتأى مرسي ذلك ومعه عقلاء الأمة، فعودة مرسي ليست وحيًا منزلاً". وأضاف كساب في تصريح ل "المصريون": "نحن بحاجة إلى أن يتم التنازل من كل الأطراف، لكن تبقى ثوابت لا يمكن التنازل عنها، وفي مقدمتها أعراض النساء ودماء الشهداء". ورغم ما سبق إلا أن ذلك "لم يخرج عن كونها مجرد تصريحات، وليست بشكل رسمي، وجلوس للاتفاق على مائدة حوار مما يجعلها كالعدم"، بحسب فراج. بينما أكد محمود الدموكي، أحد شاب 25 يناير، أن التواصل جار للتجهيز لأكبر فعالية يوم 30 يونيو، مضيفًا: "مستمرون للتظاهر ضد النظام العسكري الفاشي في الشوارع والميادين والجامعات". وأضاف أن أعضاء الحركة يتعرضون يوميًا للاختطاف من منازلهم عبر الحملة الشرسة التي يشنها قبيل أحداث 30 يونيو وحتى الآن.