أكد الخبراء خطورة تزايد حالات زواج مصريين من إسرائيليات، وهى الظاهرة التى حذر ملتقى تنمية المرأة العربية في أحدث تقرير له منها، مشيراً إلى حالات التهويد التي تتم في إسرائيل تجاه العشرات من الأطفال المصريين المنتسبين لآباء مصريين وأمهات إسرائيليات (من صميم العقيدة اليهودية أن اليهودي هو من كانت أمه يهودية) .. ونظرا لعودة بعض المصريين إلي القاهرة للزيارة أو هروبا من تأثيرات الانتفاضة علي الشارع الإسرائيلي ، ورفض الجهات الأمنية المصرية السماح لهم بالعودة ، أصبح من غير المعلوم حتى الآن مصائر الأطفال المصريين الحاصلين علي الجنسية المصرية ، مع تزايد احتمالات أن تكون الحكومة الإسرائيلية سمحت بتهويد الأطفال. عدد الأطفال المصرين المولودين في إسرائيل يزيدون عن90 طفلا في ضوء الإحصائيات الرسمية التي تشير إليها سجلات الشهر العقاري ، والتي سجلت من خلالها الزواج الرسمي بين مصريين وإسرائيليات حوالي 65 حالة زواج ، إضافة إلى أن الأعداد الغير رسمية تزيد عن ذلك بكثير خاصة أن عمليات الزواج بإسرائيليات معقدة جدا تحتاج لشهور لموافقة الجهات الأمنية وغالبا ما يتم الرفض ولهذا يتم الزواج عرفيا . وكانت محكمة القضاء الإداري قد أصدرت الأسبوع الماضي حكما بإلغاء قرار وزير الداخلية بسحب الجنسية المصرية من الطفلة ( ميرا أحمد الصاوي) وقضت برد الجنسية المصرية إليها .. والطفلة هي بنت المصري أحمد الصاوي والإسرائيلية " فيولا شما " اسمها ميرا دولدت ولدت في إسرائيل حيث كان والدها يعمل ويقيم مع زوجته واستخرج لها جواز سفر مصريا بحكم القانون الذي يعطي الجنسية للمولود من أب مصري ، لكن والدها في إحدى أجازاته في مصر لم يستطيع العودة لتعقد إجراءات سفره من وإلى إسرائيل وأسقطت الداخلية الجنسية عن ابنته . وقالت محكمة القضاء الإداري أن الطفلة اكتسبت الجنسية المصرية لميلادها لأب مصري والقانون منح مجلس الوزارة وليس الداخلية إسقاط الجنسية . من جانبه حذر اللواء فؤاد علام الخبير الأمني من بقاء هؤلاء الأطفال في إسرائيل مشيرا إلى أن وجودهم هناك يضعهم فريسة للاستخبارات الإسرائيلية للتجنيد مبكرا وقد نفاجأ بعد 20 سنة بتحولهم إلى جواسيس . وقال علام إن زواج الشباب المصري عموما من أجنبيات هو ظاهرة قديمة لكن الجديد في الأمر لو حدث العكس وتزوجت مصريات من شباب إسرائيلي ، خصوصا وأن قانون الجنسية الجديد يمنح الجنسية المصرية لأبنائها وهو ما قد يؤدي إلى وجود ولاء مزدوج لهؤلاء الأبناء . وطالب فؤاد بوضع ضوابط وقواعد لهذه الظاهرة وتوعية الشباب بمخاطر الزواج من إسرائيليات من خلال كافة أشكال التوعية ، لأنه كما يقول وطبقا للواقع لا يمكن صدور قرار بمنع الشباب من السفر إلى إسرائيل . وحذر الدكتور محمد أنور أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة من خطورة هذه الظاهرة على الأمن القومي المصري وعلى الخريطة الاجتماعية ، التي تتمثل في خلق جيل مزدوج الهوية يحمل الجنسيتين المصرية والإسرائيلية ، وخصوصا أن هذا الجيل سيكون قد أقام لمدة طويلة في إسرائيل ويمكن أن يستغل كطابور خامس للإضرار بالأمن القومي المصري . ونبه أنور إلى أن الأمر غير خاضع للصدفة لكن جاء نتيجة مساع مدروسة مخطط لها من جانب إسرائيل لخلق أجيال موالية لها في الدول العربية تكون سندا لها وأداة لخدمة مصالحها من اختراق للدول العربية ولتسريع التطبيع . فيما أشار الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسة بجامعة قناة السويس إلى أن حالة الصمت المريب التي التزمته الدول العربية تجاه هذه الظاهرة سيجعلها تدفع ثمن ذلك مضاعفا من أمنها القومي ونسيجها الاجتماعي وسنفاجئ بجواسيس إسرائيليين من بين مواطنيها لا نستطيع مواجهتهم كونهم يحملون الجنسية المزدوجة. وشدد سلامة على أن إسرائيل قد لجأت إلى هذا السلاح بعد أن رأت أن محاولتها لتطبيع العلاقات مع الشعوب العربية باءت بالفشل فسعت إلى إيجاد روابط أخرى لا يستطيع أحد مواجهتها ، مركزا على دور المراكز السياسية والاجتماعية والدينية لتنبيه شبابنا بعدم الوقوع في براثن هذا المخطط الخبيث .