محافظ قنا يتابع غلق لجان الانتخابات وانطلاق أعمال الفرز عبر مركز سيطرة الشبكة الوطنية    «المشاط»: النقل واللوجستيات من أكثر القطاعات مساهمة في النمو بدعم التطور الكبير في القطاع منذ 2014    فيديو يزيد الضغط على مسئولين أمريكيين بسبب قارب الكاريبي.. ما القصة؟    وزير الرياضة عن السبّاح يوسف: لا جهة تستطيع الجزم بسبب الوفاة إلا النيابة العامة.. وتعاملنا بكل جدية ومسئولية    أهلي طرابلس بقيادة حسام البدري يحصد لقب كأس ليبيا    أحمد محمود يحصد ذهبية بطولة أبطال الجمهورية في الووشو كونغ فو    تحريات الفيوم تكشف حقيقة بلاغ مزيف عن شراء أصوات.. وضبط الطالب مُروّج الشائعة    الإدارية العليا تغلق باب الطعون على نتيجة النواب بالمرحلة الثانية ب300 طعن في 48 ساعة    ننشر مشاريع الأفلام المشاركة بمنصة القاهرة للأفلام في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    مراسلة إكسترا نيوز: اشتعال المنافسة في الإسكندرية بين 16 مرشحا على 3 مقاعد    ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟.. خالد الجندي يوضح    الأقصر تشهد أضخم احتفالية لتكريم 1500 حافظ لكتاب الله بجنوب الصعيد    صحة مطروح: إحالة عاملين بإدارتي الضبعة والعلمين إلى التحقيق لتغيبهم عن العمل    الوطنية للانتخابات: تسليم الحصر العددي لمن يطلب من المرشحين أو الوكلاء وليس للمندوب    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    بعد غد.. فصل التيار الكهربائي عن مناطق وقرى بالرياض في كفر الشيخ لمدة 5 ساعات    تحولات الدور التركى فى الساحل الإفريقى    البورصة تسجل قفزة في سوق الصفقات بقيادة شارم والخليج الإنجليزية    ننشر الجدول الزمنى للإجراءات الانتخابية بالدوائر الملغاة بانتخابات النواب    سوريا ضد قطر.. التعادل السلبي ينهى الشوط الأول بكأس العرب 2025    محافظ قنا ل إكسترا نيوز: غرفة عمليات لمتابعة الانتخابات على مدار الساعة    دار الإفتاء: البشعة ممارسة محرمة شرعا ومنافية لمقاصد الشريعة    فوز قطاع الطب الوقائى والصحة العامة بالمركز الأول بجائزة التميز الحكومي العربى    بانوراما مصغرة ل«المتحف المصري الكبير» بإحدى مدارس كفر الزيات    محافظ الدقهلية يقدم العزاء في وفاة الحاجة «سبيلة» بميت العامل بمركز أجا| صور    تغيير ملاعب مباريات الأهلي والزمالك في كأس عاصمة مصر    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الخارجية ومحافظة كفرالشيخ لإتاحة خدمات التصديقات داخل المحافظة| صور    حفل جوائز التميز الصحفى الإثنين |تكريم «الأخبار» عن تغطية افتتاح المتحف الكبير    هنو يكرم خالد جلال «صانع النجوم»    دير شبيجل: ماكرون حذر زيلينسكي وميرتس من خيانة أمريكية    الكرملين: الهند شريك رئيسي لروسيا.. والعلاقات بين البلدين متعددة الأوجه    إجراءات التقديم لامتحان الشهادة الإعدادية 2026    بيان من نادي كهرباء الإسماعيلية بسبب الشائعات بين المرشحين على مواقع التواصل    ياسمين الخيام تكشف التفاصيل الكاملة لوصية والدها بشأن أعمال الخير    نيكول سابا تكشف كواليس أحدث أعمالها «تلج تلج »    وفاة معلم أثناء طابور الصباح في القاهرة    تحويلات مرورية في القاهرة.. تعرف عليها    نائب رئيس الوزراء: القيادة السياسية تضع الملف الصحي على رأس الأولويات الوطنية    «التجاري الدولي» يحصد جائزة بنك العام في مصر من مؤسسة The Banker    السفيرة الأمريكية بالقاهرة: نسعى لدعم وتوسيع الشراكة الاستراتيجية مع مصر    العمل" تُوفر 10 وظائف للشباب في" الصناعات البلاستيكية الدقيقة بالجيزة    الداخلية تضبط شخصا يوزع أموالا على الناخبين بطهطا    الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ياسر أبو شباب على يد مسلحين فى غزة    ثقافة الغربية تناقش كتابات نجيب محفوظ احتفالا بذكرى ميلاده    رئيس الوزراء يصدر 10 قرارات جديدة اليوم    أبو الغيط: جائزة التميز الحكومي رافعة أساسية للتطوير وتحسين جودة حياة المواطن العربي    الطقس غدا.. تغيرات مفاجئة وتحذير من شبورة كثيفة وأمطار ونشاط رياح وأتربة    لجان لفحص شكوى أهالي قرية بالشرقية من وجود تماسيح    في غياب الدوليين.. الأهلي يبدأ استعداداته لمواجهة إنبي بكأس العاصمة    «الأوقاف»: تعديل القيمة الايجارية لأملاك الوقف    ضبط شخص بحوزته عددا من بطاقات الرقم القومي للناخبين في قنا    خسائر بالملايين| الحماية المدنية تسيطر على حريق بمعرض أجهزة كهربائية بالوراق    موعد صلاة الظهر..... مواقيت الصلاه اليوم الخميس 4ديسمبر 2025 فى المنيا    الحقيقة الكاملة حول واقعة وفاة لاعب الزهور| واتحاد السباحة يعلن تحمل المسئولية    الصحة: مباحثات مصرية عراقية لتعزيز التعاون في مبادرة الألف يوم الذهبية وتطوير الرعاية الأولية    استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس.. والجنيه يسجل 45440 جنيهًا    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ندوة ساخنة بالجمعية الشرعية .. دعوى يهودية دولة "إسرائيل" حلقة جديدة في غطرسة الصهاينة
نشر في المصريون يوم 22 - 10 - 2010

أكد العلماء والمفكرون المشاركون في ندوة مجلة التبيان بالجمعية الشرعية علي خطورة الاعتراف بالدولة اليهودية لأن ذلك بداية لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين ، كما أن إسرائيل دولة دينية عنصرية منذ قيامها وإبادة اليهود للفلسطينيين عقيدة راسخة بنص كتابهم
كما أكدوا علي أن إعلان رئيس وزراء هذه الدولة المقيتة مؤخراً يهودية دولة إسرائيل وفرض هذا على كل من يعيش داخل وخارج هذه المنطقة يمثل صفحة أخرى من صفحات العنصرية الصهيونية تضاف إلى سابق جرائمها فى حق العرب والمسلمين وحلقة جديدة فى مسلسل فرض القوة والهيمنة والغطرسة الإسرائيلية .
حول هذه العنصرية وموقف الإسلام منها وواجب الأمة تجاهها دارت ندوة التبيان والتى جاءت تحت عنوان "يهودية الدولة عنصرية الصهيونية" حضرها لفيف من رجال الفكر والإعلام وحاضر فيها الأستاذ الدكتور محمد المختار محمد المهدى عضو مجمع البحوث الإسلامية والرئيس العام للجمعية الشرعية والأستاذ الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي الكبير وعضو مجمع البحوث الإسلامية. والمؤرخ الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور عبد الحليم عويس رئيس تحرير مجلة التبيان ، وأدار الندوة الدكتور محمد مختار جمعة الوكيل العلمي للجمعية الشرعية.
وفى بداية اللقاء كانت الكلمة لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد المختار المهدى والذى أشار إلى أن التوقيت الذى تم فيه إعلان رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" بضرورة إعتراف العالم بيهودية إسرائيل جعل بعض الخبثاء والمتشائمين داخل المنطقة وخارجها يربطون بين تصريحات نتنياهو بيهودية الدولة والتى تستهدف طرد الفلسطينين والعرب من مسلمين ومسيحيين من الأراضى المقدسة هذا وجهة وبين تصريحات بعض الأشخاص فى مصر مؤخراً بأن المسلمين فى مصر ضيوف على إخوانهم المسيحيين وأن من شأن الضيف الرحيل يوماً ما، كما أُخرج المسلمين من قبل من بلاد الأندلس وأسبانيا
وينفى الدكتور المهدي هذا الربط غير المبرر مؤكداً أن التاريخ يشهد على زيف هذه الأقاويل ويشير فضيلته فى هذا الصدد إلى زوال الاستعمار الفرنسى بعد أن مكث مئات السنين لم يستطع فيها أن يقضى على هوية الإسلام، وكذلك لم تفلح محاولات فرض السيطرة من جانب الفكر النازى فى ألمانيا ولا الفكر الفاشى فى إيطاليا وغيره من الأفكار الباطلة مشيراً إلى قول الله تعالى فى هذا: {بَل نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُم الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (الأنبياء: 18)، وقوله تعالى: {وَلَو قَاتَلَكُم الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوْا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَد خَلَت مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} (الفتح: 22، 23).
ويضيف المهدي: تصريحات نتنياهو ليست جديدة فمنذ اللحظة الأولى لقيام دولة إسرائيل وهذه العصبية والعنصرية الصهيونية قائمة، فتظهر جلية واضحة حتى فى اختيار اسم إسرائيل إشارة إلى أنها عصبية لشخص معين ويستندون لما ورد فى التوراة وإن كانت محرفة.
فالنص التورانى يقول: "قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً لنسلك أُعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
وأضاف : منذ قيام دولة إسرائيل وحتى هذه اللحظة وهناك عقيدة ثابتة عند الإسرائيليين "أرضك الموعودة يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" تكتب فى كل مكان فى إسرائيل داخل الكنيست وفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، حتى الهيكل المزعوم الذى يبيتون ليلاً ونهاراً يحفرون تحت المسجد الأقصى ليكتشفوا معبد سليمان وغيره من الأفكار والمعتقدات الشاذة والتى تبوء بالفشل، إلا إنهم يتعصبون ليجمعوا شتات اليهود.
وهنا يشدد المهدي على أن رغم ما يملكه اليهود من أسلحة وأموال إلا أنهم يستخدمون الدين ليجمعوا اليهود المشتتين فى العالم حول النبوءة التوراتية، وقد اعترف كثير من المنصفين منهم ك "إسرائيل شاحاك" هذا المفكر الإسرائيلى الذى قال بأن الدولة الإسرائيلية هى دولة عنصرية وأطلق عليها اليهودية النازية عندما رأي ما يفعله اليهود بالفلسطينين عقيدة راسخة عند اليهود بنص كتابهم فهناك نص يقول: "أقتل الصالح من غير الإسرائيلى وحرام على اليهودى أن ينجس أحد من باقى الأسم من الهلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها"، وهذا النص عبر عنه القرآن الكريم فى قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِن النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (آل عمران: 21).
من جهته وخلال كلمته أكد الدكتور محمد عمارة أن دولة إسرائيل منذ البداية كانت مشروع دينى سياسى تحالف فيه الاستعمار لمنع المشروع الإسلامى وبين المسيحية الصهيونية التى لديها أساطير تقول أن شرط عودة المسيح أن يحشر اليهود فى فلسطين وأن تقام الدولة اليهودية ويهدم الأقصى ويقوم الهيكل على أنقاض الأقصى.
وجديد القضية كما يرى الدكتور عمارة فى عملية التهجير التى تقوم به إسرائيل حالياً والنابعة من فكر دين تتعبد به إسرائيل، حيث كان اليهود يعتقدون فى مرحلة سابقة أن هناك أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ولكنهم اكتشفوا أن هناك شعب هو الشعب الفلسطينى، والإحصائيات تشير إلى أن إعداد الفلسطنيين داخل الأراضى الفلسطينية وخارجها قاربوا أن يكون مثل عدد اليهود فى العالم كله، فحين يبلغ عدد الهود فى العالم كله 13 مليون، يوجد فى فلسطين وخارجها 11 مليون فلسطينى ومن ثمَ اكتشف اليهود أن هناك شوكة فى حلقهم لابد من التخلص منها، فصدرت تصريحاتهم الأخيرة ليقولوا أن الأراضى الفلسطينية أرض يهودية وأن عرب فلسطين الموجودين داخل إسرائيل والبالغ عددهم مليون لابد من تهجيرهم إلى الوطن الكبير الذي يتحدث عنه نتنياهو وهو الوطن الفلسطينى الجديد فى الضفة الشرقية بالأرن.
من ناحية أخرى يشير الدكتور عمارة إلي أن هناك قنبلة ديموجرافية فلسطينية يخشاها اليهود وهى المرأة الفلسطينية التى تلد أطفالا كثيرة والإحصائيات تؤكد أنه بعد عدة سنوات سيكون الفلسطينيين أغلبية فى الأرض، وبالتالى فإن الاعتراف بالدولة اليهودية بداية لتنفيذ هذا التهجير لسكان الأرض من العرب والمسلمين.
من ناحية أخرى يرى الدكتور عمارة أن عملية التهجير "الترنسفير" التى تنتهجها إسرائيل اليوم بإعلانها ليهودية الدولة قد تكون فى ظاهرها عملية جديدة ولكن هى فى الحقيقة موجودة فى كتابهم المقدس وفى تعاليمهم الدينية فهى من صميم عقيدتهم.
ويضرب الدكتور عمارة أمثلة لهذا من نصوص العهد القديم الذى كتبه اليهود بأيديهم والتى كتبوا فيها كيف دخلوا فلسطين يقول النص: "إن سمعت عن إحدى مؤنك التى يعطيك الرب إلاهك لتسكن فيها، فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها، بحد السيف تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتحرق بالنار المدنية وكل أمتعتها كاملة للرب إلاهك فتكون تلاً إلى الأبد لا تبنى بعدك لكى يرجع الرب عن حمو غضبه ويعطيك رحمته".
وهذا النص التوراتى كما يقول الدكتور عمارة يشير بما لا يدع مجالاً للشك كيف تكونت العقيدة اليهودية وكيف ينفذون هذا الكلام على أرض الواقع فلم يكن صدفة مثلاً أن يهدم الصهاينة فى عام 1948/ 538 قرية عربية بكل ما فيها من مقابر ومساجد وأضرحة، ونشاهد من وقت لآخر كيف يدخلون القرى الفلسطينية ويهدمون البيوت فكل ما يفعله الإسرائيليين هناك هو تنفيذ لمعتقدات وتعاليم دينية هم مؤمنون بها.
وفى هذا الإطار نفى الدكتور عمارة التهمة التى يلصقها البعض بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم للصهاينة ويؤكد ذلك بالإحصائيات فيشير إلى أنه فى عام 1917 كان عدد اليهود 55 ألف فى فلسطين أى 8% من السكان كانوا يملكون 2% من الأراضى الفلسطينية وفى سنة 1948 وعند قيام دولة إسرائيل كان عدد اليهود فى فلسطين 646 ألف أى 31% من السكان كان يملكون 6.7% من مساحة الأراضى وبعد حرب 67 أصبحت فلسطين كاملة تحت يد إسرائيل.
ويتفق الدكتور عمارة مع الدكتور المهدي فى أن إعلان إسرائيل دولة يهودية ليس بجديد مؤكد أنه لافرق بين العنصرية الصهيونية وبين الديانة اليهودية ومشيراً فى الوقت ذاته إلى أن "هرتزل" الذى كون الصهيونية الحديثة ألف كتاب "الدولة اليهودية" وكان ذلك فى عام 1895 ثم نشره فى 1896 وأعده للمؤتمر الصهيونى العالمى فى عام 1897، وكان هذا المشروع الصهيونى يستند فى كل محاوره إلى التوراة اليهودية.
صك دولى
ويضيف الدكتور عمارة فيشير إلى أن وعد بلفور والذى جاء بعد مؤتمر هرتزل كان بمثابة أول صك دولى لإقامة الوطنى القومى لليهود وقد جاء فى نص هذا الوعد "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين".
كما تحدث وعد بلفور عن وضع غير اليهود فى ظل الدولة اليهودية فيقول: "هؤلاء ستظل لهم حقوق مدنية ودينية وليست حقوق سياسية" وبالتالى كان وعد بلفور أول وثيقة دولية رسمية تعترف بإسرائيل كدولة يهودية توالت بعدها لاعترافات من الدول الأخرى فاعترفت فرنسا وأمريكا.
مشروع غربى بروتستانتى
من ناحية أخرى يشير الدكتور عمارة إلى أن مشروع إقامة الدولة اليهودية هو مشروع قائم قبل وعد بلفور وهرتزل وحتى قبل هدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل تمهيداً لعودة المسيح كى يحكم العالم ألف سنة سعيدة.
فقبل هذا التوقيت كان هناك مشروع غربى بروتستانتى وهو المسيحية الصهيونية تلك الصهيونية التى صهينت المسيحية أو المسيحية التى أندمجت فى الصهيونية.
فبعد أن كان الإنجيل هو الكتاب المقدس عند المسيحيين جعلوا العهد القديم والعهد الجديد كتاب مقدس واحد وكتب مارتن لوثر فى كتابه "المسيح ولد يهودياً" واعتبر أن المسيح موجود فى إسرائيل وأن اليهود هم أصحاب العهد الأول وهم الأخوة الأعزاء، وبالتالى فإن هذا الموقف من البروتستانت هو المشروع الصهيونى لإقامة الدولة اليهودية العنصرية حتى قبل وجود هرتزل وقبل تحمس اليهود لمشروع إقامة الدولة.
الاستعمار والمسيحية الصهيونية
واستغل الاستعمار فكر المسيحية الصهيونية فى تميع الأراضى المسحية وتوظيف اليهود فى معاداة الأمة العربية والإسلامية، وبعد أن كان الغرب كما يوضح الدكتور عمارة يتهم اليهود ويحتقرهم طوال تاريخه بدعوى أنهم ظلموا المسيح وقفوا بجانبهم واقتنعوا بأن اليهود هم شعب الله المختار وأن إسرائيل دولة فوق القانون، والسبب فى هذا كما يشير الدكتور عمارة، هو توظيف الاستعمار الغربى لقضية اليهود فى معادات الإسلام لتصبح إسرائيل بذلك حجراً من الأحجار التى يرمى بها الأمة الإسلامية.
وفى هذا الصدد يؤكد الدكتور عمارة إلى أن اليهود طوال تاريخهم لم يعيشوا باحترام إلا فى الحضارة الإسلامية ففى الأندلس كاد اليهود أن يندمجوا فى الحضارة الإسلامية فلاسفتهم كانوا تلامذة فلاسفة المسلمين، والأجرومية اليهودية تأثرت بالأجرومية العربية، حتى عمود الشعر العبرى تأثر بعمود الشعر العربى، واضطهد اليهود فى الأندلس كما اضطهد المسلمون وعندما جاء الاحتلال الصليبى فى سنة 1099، واحتلوا القدس كان اليهود جزء من الحضارة الإسلامية.
ظل اليهود مطاردين الغرب يمتهنهم عبر تاريخه الطويل ولم ينقلب هذا لأمر ويتغير ويصيح اليهود مع الضرب إلا عندما وظفهم الغرب فى معركته الرئيسية ضد الإسلام والمسلمين.
ويشير الدكتور عمارة فى هذا الصدد إلى نص "لنتنياهو" وهو مازال سفيراً فى الأمم المتحدة عام 1985، يتحدث فيه عن دور المسيحية الصهيونية الغربية فى إقامة دولة إسرائيل فيقول: "إن كتابات المسيحيين الصهيونيين من الإنجليز والأمريكان أثرت بصورة مباشرة على تفكير قادة تاريخيين".
ويتحدث "نتنياهو" عن العلاقة الدينية بين المسيحية الصهيونية وبين الصهيونية اليهودية فيقول: "إن حكم اللقاء العظيم وهو عودة المسيح أضاء شعلة خيال هؤلاء الرجال لقد كان هناك شوقاً قديماً فى تقاليدنا اليهودية للعودة إلى أرض إسرائيل وهذا الحلم الذى يراودنا منذ 2000 سنة تفجر من خلال المسيحيين" وهو يشير هنا إلى المسيحية الصهيونية الذين لعبوا دوراً رئيسياً فى إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية.
رغم ما تعرض له اليهود عبر تاريخهم الطويل من معاناة واضطهاد ظل اليهود كما يؤكد الدكتور عبد الحليم عويس متمسكين بثلاثة أشياء وهى: الدين اليهودى واللغة لعبرية والجيتو والشعور بالاستعلاء، وبهذه الأشياء صمد اليهود وحققوا أهدافهم بعد كل هذه السنين، وقبل إقامة دولة إسرائيل بثلاثون عام كان الصهاينة قد فتحوا الجامعة العربية وأنشأوا مكتبة عبرية وقرروا اللغة العبرية فى جميع مراحل التعليم باعتبارها أساس من مقومات الدولة.
ومن ناحية أخرى تمسك اليهود بالجيتو الذى يعتبر الملجأ اليومى الذى يختبأ فيه اليهودى، فاليهودى يتعلم اللغة الإيطالية والفرنسية ولكن يعود فى البيت يجد معلم يعلمه اللغة العبرية ويعلمه الدين ويقر فى نفسه أنه سيحكم العالم.
وفى عام 1967 كما يشير الدكتور عبد الحليم عويس وضع الإسرائيليين نسخة من التوراة على كل دبابة وطائرة وعندما حقق الإسرائيليون النصر على العرب سألوا "موشى ديان" لقد نصرتم التوراة" قال: لا التوراة هى التى نصرتنا" واعتبرت إسرائيل هذا الانتصار هو انتصار لليهودية على الإسلام.
ويرى الدكتور عبد الحليم عويس أنه لا سبيل أمام الأمة الإسلامية إلا بالتمسك بثوابتها فى اللغة والدين، وإعادة تصحيح الأخطاء السابقة التى تركت فراغ كبير داخل الأمة مطالباً أن يكون كل بيت مسلم هو جيتو إسلامى يعلم الأبناء تعاليم دينهم ويعرفهم عدوهم الحقيقى، فالأمة الإسلامية تمتلك العقل والوحى، ودين ثوابته راكزة وحضارة استطاع بها المسلمون حكم العالم لعشرات القرون.
وحذر الدكتور عبد الحليم عويس من تقاعس الأمة وتراجعها عن دورها وأن هذا كان سبب فى تأخرها واستعلاء غيرها عليها وقال لقد نمنا نحن فى النور واستيقظوا هم فى الظلام وحث على ضرورة أن تفيق الأمة من ثباتها ومن غفلتها حتى تستطيع أن تضير واقعها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.