قالت وكالة "رويترز" في تقرير لها تحت عنوان "انتقاد الإعلام المصري للسيسي يثير تساؤلات عن دعم الحلفاء"، إن هناك احتكاكا متوقعا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رجال الأعمال. ويقدم رجال الأعمال الذين ساعدوا مبارك على التشبث بالسلطة كل هذا الوقت مثالا على المشاكل المعقدة التي يواجهها السيسي. ويريده البعض أن يعجل بالإصلاحات في حين يسعى آخرون إلى عودة الرأسمالية الفاسدة لعهد مبارك لأجل مكسب شخصي. وتلقي مصادر أمنية باللوم عن انتقادات هذا الأسبوع على رجال أعمال أقوياء لهم علاقات بوسائل الإعلام. وقال مصدر أمني ل"رويترز": "الخلافات القائمة بين السيسي ورجال الأعمال هي السبب". وأضاف أن رجال الأعمال يعارضون ما يرونه اعتمادا من السيسي على مؤسسات يمتلكها الجيش ومسئولي مخابرات سابقين لتنفيذ المشروعات. ويجب أن يتحسس السيسي خطواته. وتريد بعض شركات القطاع الخاص أن يخفف سيطرة الجيش على ما يقول محللون إنه نسبة كبيرة من الاقتصاد وهو تحرك قد يثير نفور قادة الجيش الأقوياء. وقال كمران بخاري من مؤسسة ستراتفور جلوبال للمعلومات "الالتزامات السياسية والاقتصادية للسيسي تتناقض مع تلك الخاصة بالجيش وأيضا المؤسسة الأمنية الداخلية.. والقطاعات القوية ربما تلح على حاجته للانخراط في الإصلاحات." وبدأت الصحف المصرية التي كانت في وقت ما تمطر السيسي بالمديح في الشكوى بشأن الرجل الذي يمتد طموحه من القضاء على التشدد الإسلامي إلى تحويل مصر إلى مركز قوة اقتصادي. وسيكون أسوأ سيناريو بالنسبة للسيسي حدوث تذمر في الجيش الذي يهيمن على مصر منذ عقود أو من جانب دول الخليج المعارضة لجماعة الإخوان التي ضخت مليارات الدولارات إلى البلاد منذ سقوط مرسي. ولا توجد إشارة على أن أيا من الجانبين انقلب على السيسي أو يعتزم ذلك. لكن التغطية الإعلامية أثارت رغم ذلك تكهنات يمكن أن تجعل مهمة السيسي أصعب. ولا شك أن السيسي يخضع لتدقيق أكبر مما كان في أي وقت مضى. وظهر يوم الثلاثاء حذرا وأقل ثقة من المعتاد أثناء توجيه كلمة مسجلة للأمة عبر التلفزيون. وقال السيسي "مهم قوي انكم تتأكدوا... إن انا مفيش حاجة عندي بخبيها عليكم. انا بقول كل اللي موجود من تحديات بمنتهى الوضوح." وأضاف أنه شعر أن المصريين أصبحوا غير مستريحين إزاء التقدم في المشروعات الاقتصادية على مدى الشهور القليلة المنصرمة. وقال المذيع التلفزيوني عمرو أديب الذي يقدم برنامجا يحظى بمشاهدة واسعة في الشرق الأوسط إن السيسي كان يحاول في كلمته طمأنة المصريين إلى أنه يتأكد من أن المشروعات المتعددة ستنجح. وأضاف أن من الواضح أن السيسي يشعر بقلق بشأن أحاديث الناس. ورغم أن السيسي حسن الاقتصاد بعد سنوات من الاضطراب منذ الإطاحة بمبارك فقد ركز حديثا على السياسة الخارجية. وأمر بضربات جوية في ليبيا بعدما نشر تنظيم الدولة الإسلامية تسجيل فيديو يبين ذبح 21 مصريا في ليبيا. وتساعد مصر السعودية أيضا في حملة جوية في اليمن ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران. وقد تعزز تلك التحركات مكانة السيسي الإقليمية لدى حلفاء أقوياء مثل السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لكن من المحتمل أن يواجه ضغطا متزايدا للوفاء بوعود قطعها الزعماء المصريون المتعاقبون. وتوجد علامات ملموسة قليلة على أن مليارات الدولارات من مساعدات الخليج وصلت إلى المصريين الذين ما زالوا يأملون في بنية تحتية أفضل ومدارس ووظائف. ومن المرجح أن يأتي الاختبار الكبير القادم للسيسي في شهور الصيف القائظ حين ستواجه الحكومة ضغطا لتخفيف انقطاع الكهرباء.