أوكرانيا: تهديدات روسيا تعوق قدوم المستثمرين ل«كييف»

أكد رئيس الوزراء الأوكراني "أرسيني ياتسينوك" أنهم يواجهون صعوبات في تحفيز المستثمرين على القدوم إلى بلد يواجه خطر الهجوم (في إشارة إلى أوكرانيا) من دولة نووية (في إشارة إلى روسيا).
وأوضح رئيس الحكومة الأوكرانية في الكلمة التي ألقاها أثناء مشاركته، اليوم الثلاثاء في مؤتمر دولي لدعم بلاده، أن التوتر الذي تشهده مناطق الشرق، والعدوان الروسي على بلاده، "كلها أمور لها تداعيات سلبية على اقتصادنا"، معربًا عن أملهم في أن تقدم لهم المؤسسات المالية الدولية مساعدات مالية تصل إلى 3 مليارات دولار خلال العام الحالي، وذلك لدعم اقتصاد البلاد، بحسب قوله.
وذكر أنهم ينتظرون أن تتدفق الاستثمارات على أوكرانيا عقب قبول القانون المتعلق بخصخصة الشركات الحكومية، مؤكدًا أن الشركات الروسية لن يكون لها مكان في تلك الاستثمارات.

ومن جانبه شدد مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع "جوهانس هان"، على ضرورة الانتقال الفوري إلى نظام الحكومة الإلكترونية في البلاد "حتى يتيسر للسلطات تحقيق الشفافية والتصدي للفساد"، مؤكدًا على ضرورة إلغاء كافة القوانين واللوائح التي تقف عائقًا أمام الاستثمار.

ولفت "هان" في كلمته بالمؤتمر، إلى أن الخبراء الأوروبيين على أتم الاستعداد للمساعدة في إعداد قوانين جديدة في أوكرانيا في مجالي الزراعة والطاقة، مضيفًا: "من المهم بمكان أن ندرك جيدًا كيف السبيل إلى تطوير مجال العمل في أوكرانيا، لذلك أنا هنا".

وتابع المسؤول الأوروبي قائلًا: "في حال استمرار أوكرانيا في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، فنحن مستعدون لتقديم كافة أشكال الدعم اللازم لها، ولقد سبق وأن قدمنا العام الماضي دعمًا ماليًا وصل إلى 6 مليارات يورو"، مشددًا على ضرورة استعداد الاقتصاد الأوكراني هذا العام ليقوم بالتصدير لأوروبا.

أما رئيس المفوضية الأوروبية "جان-كلود يونكر" فقال في كلمته: "الاتحاد الأوروبي ينتظر من أوكرانيا إجراء إصلاحات شاملة في كافة القطاعات والمجالات والإدارات المحلية، وقانون الانتخابات، حتى نقدم لها الدعم المالي والسياسي اللازم"، مضيفًا: "سوف تستمرون في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، ونحن من جانب آخر سنستمر في تقديم المساعدات اللازمة سياسيًا وماليًا".

وفي سياق متصل قال وزير التنمية الاقتصادية والتجارة الأوكراني "أيفاراس أبرومافيتشوس" أنهم يعتزمون عقد مؤتمر استثماري كبير ب"كييف" في الخريف، مشيرًا أنهم يعملون حاليًا من أجل إنشاء نظام ضريبي جديد في البلاد، سيقدمونه للبرلمان للتصويت عليه في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، على أن يدخل حيز التنفيذ مطلع العام المقبل.

وبدأ، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الأوكرانية كييف، المؤتمر الدولي لدعم أوكرانيا، عقب القمة الأوروبية - الأوكرانية التي عقدت فيها أمس الاثنين.

ويشارك في المؤتمر 270 مسؤولًا ومندوبًا من 56 دولة داعمة لأوكرانيا، بينهم "لايمدوتا ستراويوما" رئيسة وزراء لاتفيا، و"فالديس دومبروفسكيس" نائب رئيس المفوضية الأوروبية، و"بوريس كوبريفينكار" نائب رئيس وزراء سلوفينيا، إضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى من دول أخرى.

ويبحث المؤتمر الذي حضره رجال أعمال وممثلون عن المجتمع الدولي أيضًا، الخطوات والإصلاحات اللازمة للاقتصاد الأوكراني، إضافة إلى وسائل مكافحة الفساد في جميع القطاعات، فضلًا عن مناقشة خطط حول إعادة التنمية في المناطق المتضررة من الاشتباكات شرقي البلاد، ومعالجة مشاكل النازحين عن مناطقهم البلاد جراء الحرب.