أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن "أسفها" لترشح الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة، بحسب بيان صادر عن السفارة الأمريكية في العاصمة بوجمبورا. وأوضح البيان الذي حمل توقيع الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، أنّ "العمل الجاد على بناء المؤسسات والممارسات الديمقراطية في بوروندي ينبغي، مع ذلك، أن يستمرّ"، محذّرا السلطات في بوجمبورا من "أيّ تجاوزات من شأنها أن تؤثّر على حسن سير الانتخابات الرئاسية والتشريعية". ودعت واشنطن جميع الأطراف إلى العمل المشترك بما يجعل "من الانتخابات عملية شاملة وشفافة وذات مصداقية وحرّة، وتجري في بيئة صحّية دون تهديد أو ترهيب أو عنف"، وفقا للمصدر نفسه. كما أبدت التزامها ب "فرض عقوبات في حال تطلّب الوضع ذلك"، و"استمرارها في مراقبة الأوضاع السياسية عن كثب في بوروندي". ومن جانبها، قالت بلجيكا، في بيان صحفي صدر عن سفارتها في بوروندي، وحمل توقيع نائب رئيس الوزراء البلجيكي، ووزير الشؤون الخارجية، ديدييه رايندرز، أنّها "علمت باختيار نكورونزيزا"، مشيرة إلى أنّها "لطالما دعت إلى احترام الدستور، وأنه في حال حدوث إشكالات على مستوى التأويل، فإنّ اتفاق أروشا الذي يعدّ أساس السلام والديمقراطية في بوروندي، يمكن أن يتخذ كدليل توجيهي". ويعتبر اتفاق أروشا في بوروندي معيارا "فوق دستوري" يحرص على ضمان المصالحة الوطنية، وينصّ على أنّه "لا أحد بإمكانه أن يمارس الحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين". وأضافت الوثيقة نفسها أنّ "بلجيكا متمسّكة بعملية انتخابية مفتوحة وشاملة يتم من خلالها احترام حقوق المعارضة والنصوص (القانونية) الأساسية (خارطة الطريق، مدوّنة قواعد السلوك، القانون الانتخابي والدستور)"، مضيفة أنّه "سيتم اتخاذ جميع هذه المعايير بعين الاعتبار في أي قرار يتعلق بدعم بروكسل للانتخابات البوروندية". واختار حزب "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية"، الحاكم في بوروندي، أمس السبت، خلال مؤتمر استثنائي عقد في بوجمبورا، الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا، ليكون مرشّحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر يونيو/ حزيران المقبل، وفقا لبيان رسمي للحزب. واحتجاجا على الإعلان الرسمي لترشح الرئيس البوروندي لولاية رئاسية ثالثة، أعلنت قوى معارضة ومنظمات المجتمع المدني في بوروندي أنّها ستنزل إلى الشوارع، ل "قطع الطريق" على نكورونزيزا، وهو ما حصل، حيث أفاقت العاصمة البوروندية، اليوم الأحد، على مظاهرات حاشدة شملت العديد من الأحياء، بحسب شهود عيان للأناضول. ويأتي ترشّح نكورونزيزا لولاية ثالثة، في خضم سياق سياسي بالغ التوتر، ينذر بتصعيد محتمل، خصوصا في ظلّ الاحتجاجات المناهضة لولاية ثالثة للرئيس الحالي، والتهديد بانفجار الوضع من قبل المجتمع المدني، حيث أكّد بيير كلافر مبونيمبا، وهو إحدى الوجوه البارزة والناشطة ضمن المجتمع المدني البوروندي، في تصريح للأناضول بوقت سابق، إنّه "بمجرّد أن يعلن نفسه (الرئيس) مرشّحا، فسننزل إلى الشوارع، وستكون بداية حرب عامة في بوروندي". ويفصل بوروندي، شهران عن تنظيم انتخاباتها الرئاسية المقررة في 26 يونيو/ حزيران المقبل، وهي فترة انتظار ستبدو طويلة على الرئيس نكورونزيزا الذي يحكم البلاد منذ 10 سنوات، والذي يتهدده غضب شعبي بعد أن توعد أطياف كبيرة من المجتمع المدني بالنزول إلى الشارع.