"ضياع القمر الصناعي المصري لثاني مرة نتيجة طبيعية لاستمرار مسلسل تهميش الخبرات العلمية بالداخل والخارج، 305 مليون جنيه مصري تضيع نتيجة عدم وجود تصور لبناء أو للاستفادة من الخبرات المصرية وغياب وكالة فضاء مصرية،القمر المعد للبقاء 11عامًا لم يكمل سنة واحدة". استفتح "عصام حجي" مستشار الرئيس السابق للشئون العلمية منشوره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بهذه العبارات مُعلّقًا على فقدان القمر الصناعي المصري الثاني "إيجبت سات 2"، الذي مر عام واحد على إطلاقه والذي كان من المفترض أن يقضي رحلة في الفضاء تبدأ في 16 أبريل 2014 وتنتهي بعد 11 عامًا – أي في 2025 - . ما بين تصريحات وتصريحات مضادة كان الجدل، هل فُقد الاتصال بالقمر وخرج عن مساره أم أنها مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة؟ ،يجيب موقع ساسة بوست على تلك التساؤلات كالتالى :- 1- ما هو إيجيبت سات 2، وما هي أهميته، ومتى تم إطلاقه، وما هي تكلفته؟ القمر الصناعي المصري الثاني أو “إيجيبت سات 2″، هو ثاني قمر صناعي مصري للاستشعار عن بُعد، تم إطلاقه من قاعدة “بايكونور” الروسية في كازاخستان في 16 أبريل من العام الماضي. قدرته التصويرية تُغطي مساحة مصر بريًا وبحريًا، وهو مزود بأجهزة تصوير بنطاقات تعمل بالأشعة تحت الحمراء, ستعمل على التقاط صور بالغة الدقة ومتعددة الأطياف على علو (1 متر) في نظام الصور البانكروماتي الحساس للألوان, و(4 أمتار) في نظام الصور المتعدد الأطياف. ويقوم بإرسال البيانات التي يحصل عليها إلى محطتين، تتعدد استخدامات القمر في مجالات متنوعة سواء كانت عسكرية، لتخطيط المدن، الزراعة، أو الكشف عن الثروات المعدنية وتطبيقات جيولوجية أخرى. وبعد إطلاقه تم رفع قانون لإنشاء وكالة فضاء مصرية متخصصة أعدته الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء التابعة لوزارة البحث العلمي آنذاك. المُدة الزمنية المُعدة لبقائه في الفضاء كانت 11 عامًا، كان قد أكمل لتوه العام الأول قبل تردد الأنباء عن فقدانه في الفضاء. لم يُفصح الجانب المصري عن القيمة المالية للقمر الصناعي المصري الثاني “إيجيبت سات 2″، لكن تقريرًا روسيًا يُشير إلى أن تكلفته تصل لقرابة ال40 مليون دولار، أي ما يعادل 300 مليون جنيه مصري. وكانت الهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء قد خططت لإطلاق قمر صناعي آخر بحلول 2017، من المفترض أن يكون مخصصًا لدراسة المناطق الصحراوية في مصر. 2- هل هذه هي المرة الأولى التي يضيع فيها قمر صناعي مصري في الفضاء؟ لا، فهذه هي المرة الثانية التي يضيع فيها قمر صناعي مصري، الأول هو “إيجيبت سات 1″ والذي تم إطلاقه في 2007 وكان من المفترض أن تكون مدة رحلته في الفضاء 5 سنوات أي عام 2012 وهو ما لم يحدث حين فُقد الاتصال به في 2010. وكان قد تم إطلاقه من نفس القاعدة التي أُطلق منها “إيجيبت سات 2″. ويزن “إيجيبت سات 1″ حوالي 100 كجم، ومزود بجهازيْ استشعار، واحد يعمل بالأشعة تحت الحمراء والآخر يعمل باستشعار متعدد الأطياف. وتستطيع الكاميرا الخاصة به تصوير حتى دقة 8 أمتار. وقٌدرت تكلفة تشغيله سنويًا ب35 مليون دولار، غير تكلفة إنشائه التي تقدر ب21 مليون دولار. في أكتوبر 2010 صرّح "رئيس هيئة الاستشعار عن بعد” بأنه تم فقد السيطرة على القمر الصناعي واختفاؤه من أجهزة المراقبة وأن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث أمر مماثل، وأن الحادث تكرر مرتين لكن تم استرجاع الاتصال وهو ما لم يحدث في 2010، وتداولت أحاديث مختلفة عن أنه ربما تكون إسرائيل هي السبب في هذا الحادث، لوجود تصريحات وقت إطلاقه في 2007 أنه قمر للتجسس. وحتى اليوم ظل القمر مفقودًا. 3- كيف تعامل المسئولون المصريون مع هذه الأزمة وما هي أهم تصريحاتهم؟ التزم الجانب المصري الصمت بعد إعلان "إزفستيا" – وهي تعد من أكثر الصحف الروسية اهتمامًا بالأمور التقنية – نقلًا عن مسئول من “إنرجيا” – وهي الهيئة المسئولة عن تصنيع القمر – “أن القمر المصري يرفض الاستجابة للتعليمات والدوران في مداره، بعد أقل من عام على إطلاقه، حيث فُقد التحكم فيه يوم 14 أبريل 2015″، وقال رئيس تحرير “إزفستيا” أنه لا يستبعد وجود تأثير خارجي على القمر الصناعي المصري، حيث أنه يتمتع بإمكانيات تجسس. وطبقًا لموسوعة المعرفة نقلًا عن “إزفستيا” والتي نقلت بدورها عن “إنرجيا”: “أن المسئولين المصريين هم من طلبوا مساعدة “إنرجيا” في إعادة إحياء القمر الصناعي”. في الوقت نفسه الذي خرج من الجانب المصري تصريح رسمي واحد للدكتور حسين الشافعي “مستشار وكالة الفضاء الروسية” حيث نفى ضياع القمر الصناعي المصري وقال: “أن القمر يعمل بشكل طبيعي 100%، وأن خروج القمر عن مساره وعودته مره أخرى هي أمور يجربها الفنيون والخبراء لاختبار القمر ومدى استجابته والسيطرة عليه”. ودلل على ذلك بوجود مواقع عديدة منها “wwW.n2yo.com” يمكنها تتبع القمر الصناعي المصري ورؤيته في مساره. 4- هل إمكانية رصد القمر الصناعي المصري على المواقع التي تقوم برصد كافة الأقمار الصناعية في العالم دلالة على عدم ضياعه؟ طبقًا لتقنيين فالإجابة لا، فرصد القمر على أي من هذه المواقع لا يعني بالضرورة وجوده في مساره وعدم انحرافه عنه، ولا ينفي أيضًا عدم استجابته للأوامر من مراكز التحكم المصرية التي من المفترض أنها تتحكم به لإرسال صور أو بيانات أخرى. فالقمر الآن وفقًا لموقع “إزفستيا” لا يستجيب للأوامر المصرية من مركز التحكم هناك، وهو الآن خارج مساره حتى وإن تم رصده عبر المواقع. 5- لماذا تكرر خطأ إيجيبت سات1؟ عندما بدأت التجهيزات لإيجيبت سات 1 ولعملية إطلاقه كان قد تم إرسال بعثة من المهندسين المصريين عددهم 20 مهندسًا لتلقي تدريبات في أوكرانيا للتحكم بالقمر الصناعي، بدراسة معادلة المدار شمسي التوازن، وبعد عودتهم إلى القاهرة ومعهم الخبراء الأوكرانيون للتحكم والعمل على القمر الصناعي المصري، قررت السلطات المصرية آنذاك – 2007 – التخلي عن الخبراء الأجانب والاكتفاء بالمصريين، وبعدها بفترة قصيرة فُقِد القمر الصناعي. وقد أرجع "فاروق الباز" عالم الفضاء المصري فقدان إيجيبت سات 1 إلى: "أن المهندسين المصريين لم يكونوا قد تلقوا التدريب الكامل للقيام بالمتابعة والمراقبة خلال وجوده في الفضاء".