«أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئًا في كل ما قلته».. كلمات كتبها الدكتور عصام حجي، مستشار الرئيس السابق عدلي منصور للشؤون العلمية، الجمعة، في معرض تعليقه على الأنباء التي ترددت حول فقدان الاتصال بالقمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2». وجاء ذكر تلك الأنباء في صحيفة «إزفيستيا» الروسية، التي كتبت أن مصر فقدت الاتصال بالقمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2»، الذي تم إطلاقه 16 إبريل من العام الماضي من قاعدة بايكونور بكازاخستان. وذكرت صحيفة «إزفيستيا» أن الخبراء الروس من مؤسسة «إنيرجيا» لإطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ يحاولون الاتصال بالقمر، لكنه يرفض الاستجابة بالدوران. قصة انطلاق القمر يشار إلى أنه وقت إطلاق القمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2»، قال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن ذلك يأتي في إطار اهتمام المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بمجالات البحث العلمي الحديثة وتطبيقها على أرض الواقع. وأضاف المتحدث باسم الحكومة، في مؤتمر صحفي عقده قبل إطلاق القمر الصناعي المصري بمقر مجلس الوزراء، أن القمر يدعم الوجود المصري في الفضاء، ويزيد من فرص الاستثمار ووجود العلماء والباحثين المصريين في هذا المجال، وخدمة مجالات التنمية والزراعة والتخطيط والرصد المبكر للسيول، ويمكن استخدامه لدعم مشروعات التنمية في المنطقة العربية. كما أوضح الدكتور مدحت مختار، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، آنذاك، أن التأخر في الإعلان عن الصور الخاصة بالقمر منذ 3 سنوات بسبب ما تمر به مصر، وسيجري الإعلان عن الصور الخاصة بالقمر الصناعي حيث أصبح ذلك متاحا في الوقت الحالي. وبحسب مركز الفضاء الروسي، فإن «إيجيبت سات 2» وزنه 1050 كيلوجراما، ويدور في فلك مساره من 500 إلى 800 كيلومتر، فيما يبلغ عمره الافتراضي 11 عامًا. «رجل المريخ» وحقيقة اختفاء القمر المنشور في الصحيفة الروسية أثار حالة من الجدل، دفعت «حجي»، المعروف بلقب «رجل المريخ»، إلى التعليق قائلًا: «ضياع القمر الصناعي المصري لثاني مرة نتيجة طبيعية لاستمرار مسلسل تهميش الخبرات العلمية بالداخل والخارج»، معتبرًا أن «305 ملايين جنيه مصري تضيع نتيجة عدم وجود تصور لبناء أو للاستفادة من الخبرات المصرية، وغياب وكالة فضاء مصرية». وواصل «حجي» سرد تعليقه: «القمر المعد للبقاء 11 عامًا لم يُكمل سنة واحدة»، مضيفًا: «شعوري بالحسرة وأنا أقرأ هذا الخبر المحزن، الذي انتشر في مجال أبحاث الفضاء، لا يوصف». واختتم: «واضح أنه مكتوب علينا أن نزرع في أرض الغرب ونرجع بلدنا في صناديق، شبابنا المقهور يموت وهو بيعدي البحر ويقف العالم عليهم دقيقة صمت ومايقفش أي مسؤول ثانية أمام ضميره ويسأل نفسه إلى متى سيستمر تهميش الشباب وتهجير العقول؟.. نحن نستورد النجاح ولكننا لا نصنعه». وأعلنت الهيئة القومية للاستشعار عن بعد أن القمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2» لم يتم فقد الاتصال به، وأنه مستقر في مداره وتحت أيدي العلماء المصريين. وقال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إن ما نشرته صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن فقدان الاتصال بالقمر معلومات مغلوطة، ولا أساس لها من الصحة. وأوضح الدكتور حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية، أن القمر الصناعي «إيجيبت سات 2» يسير فى مساره الطبيعى ولا يوجد مشاكل تواجهه، مؤكدًا أن ما نشرته صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن فقدان الاتصال بالقمر معلومات مغلوطة. وأضاف «الشافعي»، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن مصر أصبحت تتحكم فى القمر بالكامل منذ بداية عام 2015، وانتقلت إدارته وتشغيله للجانب المصري. قمر مصري يثير القلق في إسرائيل كان الإعلامي يسري فودة كشف تفاصيل إطلاق القمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2»، في 23 إبريل من العام الماضي، معتبرًا أنه «عصفور مصري في عنان السماء وقلق في تل أبيب وفي أديس أبابا، هذا في حد ذاته مصدر من أجل قليلٍ من الفخر». وافتتح «فودة» حلقة برنامجه «آخر كلام» على قناة «ontv»، آنذاك، بقوله: «للذين هناك يستكثرون على مصر أن يكون لها مخلبٌ تهش به عن نفسها في غابةٍ من الوحوش الكاسرة، وللذين هنا يستكثرون على أنفسهم أن يكون لهم حلمٌ يمكن أن يتحقق في ظلمةٍ من الكوابيس». وتابع: «إطلاق القمر الصناعي (إيجيبت سات 2) خطوةٌ أخرى على طريق برنامج فضائي مصري متكامل، خطوةٌ أخرى على طريق استقلال الإرادة وآفاق التنمية من وسط أوروبا إلى ما بعد سد النهضة، ومن شمال أفريقيا إلى ما بعد تل أبيب، يدور حول الأرض مرةً كل ساعة ونصف الساعة، ويلتقط صورًا بجودةٍ غير مسبوقة لمصر». وقتها، استضاف «فودة» اللواء دكتور علي صادق، رئيس مجلس بحوث الفضاء، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية سابقًا، أحد الآباء المؤسسين للبرنامج الفضائي المصري، والدكتور محمد بهي الدين عرجون، أستاذ ديناميكا المركبات الفضائية والطيران في كلية الهندسة في جامعة القاهرة، مدير برنامج الفضاء المصري سابقًا. كما حضر الحلقة اللواء دكتور مهندس عطية شاهين، الأستاذ في الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء. وعرض «فودة» صورًا على الهواء مباشرة لمدار القمر الصناعي المصري، مضيفًا: «مع احترامنا لكل إنجاز في أى فرع، إذا كان تسجيل هدفٍ في مباراةٍ لكرة القدم يستحق ذلك الكم كله من الأغنيات الوطنية المبهجة الراقصة بعد مباراة لمنتخب مصر القومي، فما بالك بإطلاق قمر صناعي يفتح لك آفاق التنمية ويخدم أغراض الأمن القومي؟». وأشار إلى أن القمر الصناعي «يزن أكثر من ألف كيلوجرام، وتتنوع قدراته بما يخدم متخذ القرار في مصر، وكان أخوه الأكبر، من حيث السن، الأصغر من حيث القدرات، (إيجيبت سات 1) قد ذاع صيته كثيراً بعد أن انقطعت سبل الاتصال به عام 2010 بعد إطلاقه بنحو 3 سنوات». وتساءل: «لماذا إذاً لا تحتفل مصر كثيراً بهذا الوليد الواعد، بينما يعلم الخبراء والمهتمون والمتربصون كل شىء عنه تقريباً حتى من قبل الإطلاق؟». يمكنك متابعة مسار القمر الصناعي المصري بالضغط هنا.
