قال د. محمد بهى الدين عرجون، أستاذ ديناميكا المركبات الفضائية والطيران بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن إعادة إحياء البرنامج الفضائى المصرى يحتاج قرارا «من أعلى سلطة فى الدولة». وأكد عرجون، فى حوار له مع «الشروق»، أن البرنامج الفضائى المصرى، يعد من أنجح البرامج فى العالم، موضحا أن روسيا خسرت عددا من الأقمار الصناعية فى بداية مشروعها الفضائى، بينما نجح القمر المصرى إيجيبت سات1، بنسبة فاقت المتوقع منه. وطرح د. عرجون، فكرة إنشاء قمر صناعى للجامعات، وقال إن لدينا إمكانات بشرية تؤهلنا لهذا، كما أنه، حسبما قال، لديه معرفة بجهات صناعية مستعدة للتعاون. ود. عرجون مدير برنامج الفضاء المصرى السابق، ويطلق عليه «أبوالفضاء المصرى»، وكان أول من استجاب ل«الشروق» فى دعوتها التى أطلقتها عقب فقدان الاتصال بالقمر الصناعى المصرى إيجيبت سات1، من أجل الوقوف ضد المعالجات غير العلمية. كان لنا معه هذا الحوار: ● ماذا حدث للقمر الصناعى إيجيبت سات1؟ وهل ما حدث خطير لدرجة أننا يمكن أن نتخلى عن المشروع الفضائى؟ انقطع الاتصال بالقمر، وهذه ليست أول مرة، فقد انقطع الاتصال مرتين من قبل، وتدارك المهندسون المصريون الأمر بالتعاون مع الجانب الأوكرانى، لأنهم المصنعون للقمر، ومحطة الاتصال به عندهم. أعقب ذلك السفر إلى دولة السويد لرصد القمر من محطة هناك، حيث تتقارب المدارات هناك لقرب السويد من القطب الشمالى، بما يمكن مشاهدة القمر 16مرة فى اليوم، بدلا من 4 مرات فى مصر. ● هل انقطع الاتصال بقمرنا فقط؟ أم أن دولا أخرى سبقتنا وفقدت الاتصال بأقمارها؟ يجب أن نفهم أولا معنى العمر الافتراضى لأى قمر صناعى، مع ضرورة التفرقة بين القمر نايل سات للاتصالات وإيجيبت سات1 للرصد العلمى. بالنسبة لقمر الاتصالات فهو استثمار اقتصادى، لذلك عمره الافتراضى 15 عاما وتكلفته تزيد على 150 مليون دولار، لأنه يعيش فترات أطول، ويتحدد عمره الافتراضى بكمية الوقود، وهناك مناورة علمية تتم من خلال محطة الحمام بمدينة 6 أكتوبر كل أسبوعين، لإعادته إلى النقطة الثابتة على مداره من خلال محركه النفاث، وبعد 15 عاما يتحرك القمر وينتهى عمره الافتراضى، ولا يمكن لمصر الاستفادة منه مرة أخرى. أما بالنسبة للعمر الافتراضى لقمر البحث العلمى فالوضع مختلف، حيث لا يوجد وقود به أو حاجة إلى تحريكه إلى نقطة معينة، ويتحدد عمره الافتراضى بعمر مكوناته، مثل البطارية، وأجهزة الاتصال، والهوائيات، والأجزاء المعرضة للتآكل مع الاستخدام، والخلايا الشمسية. وهذا يراعى عند تصميمه أنه قمر تجريبى، لذلك اختار المصممون أجزاء لها عمر افتراضى قريب للعمر الافتراضى الكلى للقمر بقصد عدم إهدار موارد المشروع الفضائى المصرى. ومن المعروف أن العمر الافتراضى للقمر المصرى خمس سنوات، منهم 3 سنوات يعمل خلالها بكفاءة عالية، وسنتان بكفاءة أقل، بينما عمره الآن 3 سنوات و3 أشهر. ● لماذا فقدنا الاتصال بالقمر إيجيبت سات1؟ هناك 3 احتمالات على ما أتصور، أولها أن يكون هناك عطل فى دائرة الاتصال بالقمر مع محطة التحكم الأرضية، لأن إيجيبت سات1 به جهازان احتياطيان للاتصال، بحيث لو تعطل أحدهما يعمل الآخر أوتوماتيكيا، ويبدو أن عطلا أصاب أحدهما فى المرتين التى فقدنا الاتصال به، وربما بعد عمل الجهاز الثانى بفترة قصيرة أصيب هو الآخر بالعطل. والاحتمال الثانى أن تكون الهوائيات التى تقع خارج القمر ومهمتها اتصال القمر بالأرض قد تعرضت لغبار وحطام أو عواصف فضائية أدت إلى توقفها عن العمل. أما الاحتمال الثالث فوارد حدوث تراكم لأعطال فى أجزاء غير رئيسية للقمر، وبالتالى لا يستطيع القمر أن يرسل تقارير أو يتلقى أى تعليمات من المحطات الأرضية. ● هل تعتبر أن فقد الاتصال بالقمر إيجيبت سات1 خسارة لمصر؟ كان يمكن أن نقول هذا لو أننا فقدنا الاتصال بالقمر بعد انطلاقه بثلاثة أشهر، أو حتى بعد سنة، ومع ذلك فعلماء مصر قاموا باتخاذ تدابير تمنع ضياعه مثل التأمين الدولى على القمر فى حالة إصابته بأى مكروه، ويجب ألا ننسى أن إيجيبت سات1 كان قمرا تجريبيا لبرنامج أكبر يهدف إلى نقل وتوطين تكنولوجيا صناعة الأقمار الصناعية فى مصر، ولهذا جاء اختيارنا لدولة أوكرانيا لأنها دولة فضائية كبرى ولأنها قدمت أفضل وأرخص العروض لنقل الخبرات إلى المهندسين المصريين، ولذلك كان من الطبيعى أن يكون العمر الافتراضى له 5 سنوات فقط، مع العلم أن البرنامج لو استمر بنفس الآلية لكانت مصر مستعدة الآن لإطلاق القمر الصناعى إيجيبت سات2. ● هل تعتقد أن إيجيبت سات1 نجح فى تأدية مهمته؟ نعم نجح وبتقدير جيد جدا، فقبل إطلاقه كان لدينا توقعات بأن تكون نسبة كفاءة عمله الكاملة 75% من طاقة التشغيل، لكنه استطاع أن يحقق أكثر من ذلك، فقد حقق نسبة تشغيل تصل إلى 78% فى التجربة الأولى، ولو قارنا تجربتنا بتجارب دول أخرى مثل روسيا فى بداية مشروعها الفضائى فقد فقدت أقمارا عديدة، ومع ذلك استمروا فى إطلاق المزيد، ولكن مشكلتنا أن لدينا حبا خفيا لجلد الذات لأى نجاح يتحقق فى مصر، وسبب ذلك عدم ثقة المصرى بنفسه وقدراته، القمر نجح وحقق إنجازا عالميا، واستطاع أن يفيد مصر فى مجالات متعددة بحصر زراعات الأرز ومعرفة تضرر مصر من السيول فى العريش وأسوان وغيرها من المجالات. ● فى حوار سابق لك عام 2008 كان لديك قدر من الإحباط لتوقف البرنامج الفضائى وعدم اهتمام الدولة به، ألم تكن هذه هى البداية؟ الإحباط كان لعدم دعم المشروع، ولم يكن لأن القمر فشل فى مهمته فى الفضاء بدليل نتائجه الباهرة وقدرة المصريين على التحكم به وتشغيله دون الحاجة إلى الأوكرانيين، فقد كان من المفروض إطلاق قمر صناعى ثانٍ، ولكن هذا لم يحدث. وأريد توضيح الأمور، فمصر دولة لم تفعل شيئا فى مجال التكنولوجيا منذ عشرات السنين، وعندما تدخل فى تجربة جادة وناجحة لنقل التكنولوجيا فى البرنامج الفضائى ويحدث تعثر طبيعى، يحاول البعض أن يقلب هذا الإنجاز وتصل به درجة الخوف أن يفكر فى إيقاف المشروع، وهذا يدل على وجود خلل بسبب غياب المفهوم الأساسى للعلم الذى يحتمل المخاطرة، أؤكد أن الموضوع بسيط لأن أجهزة القمر إيجيبت سات1 توقفت بعد انتهاء عمرها الافتراضى، ولكن الموضوع الأهم فى رأيى كيف نستكمل المشروع؟ ● حدثنا بشىء من التفصيل عن البرنامج الفضائى المصرى؟ البرنامج الفضائى كان قرارا من الدولة بناء على مبادرات من أبنائها لدخول عصر التصنيع الفضائى لحاجات استراتيجية وأمنية وصناعية وبحثية، من أجل تحسين مستوى المواطن المصرى، وكان من ضمن أهدافنا تصنيع قمر «دسرت» سات، وتصنيع مستشعرات داخل مصر، لاكتشاف ثروتها المعدنية واستغلالها، فعلى سبيل المثال صحراء مصر الغربية مليئة بغبار الذهب ويمكن اكتشافه عبر التحليل الطيفى للغبار الموجود فى مواقع المناجم، ولو تم استخراجه سيعادل دخل مصر من موارد السياحة وقناة السويس، وخير دليل على هذا تجربة ناسا فى اكتشاف وجود الماء على سطح القمر بعد اعتمادها على مسبارين الأول اصطدام بهوة قمرية والآخر راقب وحلل الغبار القمرى المتطاير وأرسله صوره إلى الأرض. ● هل يعنى أن فقدان الاتصال بالقمر يجب أن يحدث هزة لتنبيه المسئوليين إلى أهمية تكنولوجيا الفضاء من جديد؟ بالضبط، يجب أن يشعر المسئولون بالذنب تجاه البرنامج الفضائى المصرى لأنهم لم يدعموه بالشكل الكافى، فمثلا كان المفروض أن تكون الوكالة الفضائية المصرية قد تأسست، وبدأت أعمالها فى هذه الأيام وفقا للبرنامج الفضائى المصرى. ● لماذا لم تقوموا أولا بعمل القانون الفضائى أو عمل الكادر الخاص للعاملين فى البرنامج قبل إطلاق القمر؟ لم نرد عمل كيان إدارى إلا بعد التأكد من النجاح، لأن كثيرا من البرامج ذات الأهداف الجيدة فى تصورى كانت تبدأ بالمبانى والأفراد ولكنها كانت تنتهى إلى لا شىء. ● وماذا بالنسبة لوكالة الفضاء أين كان موضعها فى الخطة الاستراتيجية للمشروع الفضائى.. وما هدفه؟ وكالة الفضاء كانت هدفا تاليا لنجاح القمر الأول بهدف دفع هذا النشاط، وجعله مقننا ومؤسسيا، ويكون أحد مهامها طلب التمويل المطلوب لاستمرار المشروع الفضائى، وتنسق بين أجهزة الفضاء المختلفة وأن تدافع عنه فى مجلس الوزراء. ● وما هو موعد إطلاق القمر الصناعى إيجيبت سات 2 وفقا لاستراتيجية برنامج الفضاء؟ هناك فارق خمس سنوات بين القمر الصناعى إيجيبت سات 1 وإيجيبت سات 2، وكان من المفترض أن يبدأ العمل فيه فى عام 2006 حتى 2011 على أن يطلق فى 2012، وكان سيستكمل عقب رجوع المهندسين المدربين من أوكرانيا منذ 4 سنوات ولكن هذا لم يحدث. ● ما هو الغرض من إنشاء إيجيبت سات 2؟ توطين تكنولوجيا الفضاء فى مصر، وذلك بتصنيع القمر إيجيبت سات 2 بتصنيع مصرى بنسبة 60%، واحذر من العودة إلى المربع صفر فى تكنولوجيا الفضاء. ● ماذا تقصد؟ هناك دعوات ترددت بعد انقطاع الاتصال بالقمر إلى شراء قمر جديد وتصنيعه، بالتعاقد مع دولة فضائية أخرى، وبالتالى ما سيحدث سيكون كأنه شراء قمر جاهز، وهذا لا يعد توطينا للتكنولوجيا أو مشاركة للمصريين فى عملية تصنيع القمر الصناعى، وفى هذا خروج عن الأهداف الرئيسية لبرنامج الفضاء، والأفضل أن نصل إلى نسبة تصنيع مصرية لا تقل عن 50% للقمر، لأن الدولة أنفقت على المشروع الفضائى ما يفوق ال200 مليون جنيه من محطات وتجهيزات وتدريب وبعثات، وإذا احتسبنا تكلفة الأرض فنحن نتكلم عن مليار جنيه، ويجب ألا نختزل فقدان نموذج فضائى واحد من الأقمار فى ضياع المشروع بأكمله. ● ماذا تقصد ب«نموذج فضائى واحد»؟ هل يعنى ذلك أن مصر تملك نماذج أخرى للقمر؟ القمر الذى فقدنا الاتصال به هو النموذج الفضائى للقمر إيجيبت سات1 أو بمعنى آخر هو القمر النموذج النهائى، وهناك أربعة نماذج أخرى تم تصنيعها خلال مرحل بناء القمر، بينهم النموذج الهندسى، وهو نموذج مطابق تماما للقمر ولكنه غير مختبر فضائيا، وكل تلك النماذج نقلت لمصر فى إطار عملية نقل التكنولوجيا، حتى إن أحد الاقتراحات التى أراها بعيدة عن التحقيق رأت بأن نطلق النموذج الذى على الأرض للقمر بعد تأهيله فضائيا كبديل للقمر الذى فقدنا الاتصال به لصعوبة تحقيقها علميا. ● المشروع الفضائى المصرى توقف منذ أربع سنوات هل ممكن إعادة إحيائه من جديد؟ نعم بل من الضرورى أن نستكمله، ونحتاج الآن إلى قرار من أعلى سلطة فى الدولة لتصنيع القمر إيجيبت سات 2، لأن هذا التوقف لا يعنى اليأس، بل هو محفز لضرورة أن نستكمل فريق تصميم وتصنيع القمر واستعادة ما يمكن استعادته من المهندسين الذين تركوا العمل فى البرنامج، وتدريب أعداد كافية من المهندسين الجدد بالاستفادة من ال70 مهندسا الموجودين حاليا، خاصة أن عدد المهندسين المطلوبين للعمل فى إيجيبت سات 2 يتراوح ما بين 180 و240 مهندسا، مع إعطائهم المرتب المناسب، واستمرار استقطاب التعاون مع دول أجنبية لاستكمال ما يكون ناقصا من خبرة فى بعض الأجزاء البسيطة، هذا بتكوين شراكة مع الجامعات المصرية فى مجالات بحثية تتعلق بتصنيع الأقمار لبناء الخبرة المصرية على المد الطويل. ● وإذا تدخلت الجهة السيادية لتنفيذ هذا القرار الحاسم ما الفترة اللازمة لتصنيع قمر مصرى؟ أربع سنوات، ومن المناسب فى رأيى التفكير الآن فى تصنيع قمر جديد بديل للقمر إيجيبت سات1 بمواصفات قريبة أو أفضل قليلا من القمر الذى فقد وهذا الأمر فى متناول قدرات الجانب المصرى حاليا فيمكن تحقيقه بتكلفة أقل وبقدر محدود من التعاون الدولى، وذلك يضمن أيضا عدم إهدار الوثائق والخبرات والعلوم، التى يحصل عليها الجانب المصرى من خلال تجربة إيجيبت سات 1، النقطة المهمة أن مصر فى حالة تصنيعها للقمر سات 2، يمكنها بعد ذلك أن تصنع وتطلق الأقمار الصناعية وقتما تحتاج، لكن هذا الهدف أصبح مهددا بالخطر رغم وجود الخبرة. ● هل تقصد الخمسة آلاف وثيقة التى لدى مصر لتصنيع القمر؟ التكنولوجيا ليست فقط فى الوثائق وإنما فى أجهزة الاختبار والمعامل والنماذج قمرية والمحطات الموجودة والمهندسين والعلماء والنقص فى بعض الجوانب يمكن أن يستكمل كما قلت سابقا. ● عندما كنت مسئولا عن المشروع هل وضعت محددات لعدم تسرب المهندسين وأهمية استفادة مصر من خبراتهم؟ المهندسون المدربون وأصحاب الخبرة العالية لم يتركوا مهامهم من أجل قلة الرواتب، لأن عملهم فى البرنامج الفضائى كان بناء على رغبة حقيقية فى توطين تكنولوجيا الفضاء فى مصر، وكانوا يؤمنون أنهم مثل العروسة التى تصون نفسها لعريسها، وهى مصر فى هذه الحالة، خاصة أن رواتبهم أصبحت مع مرور الوقت معقولة، لكن فى فترة توقف المشروع لم يجد المهندسون لا المشروع ولا الحلم الذى أرادوا تحقيقه لمصر فى خيالهم، لقد قيل لهم أنتم الوطنيون، ومصر تعتمد عليكم لبناء مصر وكانت هذه حقيقة لأن مشروع الفضاء يعتبر أمنا قوميا، لم تتح لأجيالنا أو أمثالنا فرصة العمل فيه. ● كيف تركت المشروع الفضائى المصرى؟ لا تعليق ● نعلم أنك قمت بجهود كبيرة لاستمرار المشروع وأنك ضحيت بوقتك فى سبيل هذا.. احك لنا عن بداية المشروع؟ ولدت فكرة المشروع الفضائى المصرى فى أبريل 1995، وبعد ذلك أخذت تعهدا على نفسى بالمشاركة فى تصنيع القمر الصناعى المصرى، وعقدنا ندوة فى ديسمبر 1995 بعنوان مصر والفضاء الخارجى واجتمع فيها كل من له اهتمام بقضية الفضاء فى مصر، وبعد ذلك تحول الموضوع إلى اهتمام رسمى ومر عليه أربع وزراء للبحث العلمى بداية من فينيس كامل مرورا بمفيد شهاب وعمرو سلامة، وأخيرا هانى هلال. ● هل تركت منصبك كرئيس للمشروع الفضائى بعد وصولك سن الستين؟ لا. بعد سن الستين استمررت سنة، وبعدها كنت حريصا على استمرار التعاون مع هيئة الاستشعار من بعد، ومع الجامعات، فى نشر تكنولوجيا الفضاء حتى لا تضيع سكة تصنيع القمر. ● كم عدد طلاب قسم الفضاء فى كلية هندسة جامعة القاهرة؟ يوجد 80 طالبا فى قسم الفضاء، ويمكن أن نبدأ من هنا بكلية الهندسة جامعة القاهرة مع أساتذة وطلاب لديهم رغبة حقيقة فى استكمال مشروع توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية فى الجامعات، بالاعتماد على إيجيبت سات 1، لإطلاقها فى الفضاء تحت اسم «قمر الجامعات». ● هل يمكن أن تحدثنا بمزيد من التفصيل عن فكرة قمر الجامعات وإمكانية حدوث ذلك؟ أطمح فى أن نشرك الجامعات فى تكنولوجيا الفضاء لتوسيع القاعدة العلمية من أجل اكتساب مزيد من الخبرات، فمثلا لدينا وثائق تصنيع القمر تصل إلى 5 آلاف و300 وثيقة يمكن أن نستغلها فى عمل مشاريع للجامعة يدرسها الطلاب فى البكالوريوس والدراسات العليا، وتكوين فريق علمى يتخصص فى نظام معين من أنظمة القمر، وبالاتفاق مع الصناعة وبقليل من الخبرة الأجنبية يمكن إطلاق قمر الجامعات. ● ماذا تقصد بأنظمة القمر؟ أنظمة القمر ستة وهى تتكون من نظام الطاقة الذى يستمد الطاقة من الشمس لتشغيل الأجهزة ونظام التحكم فى القمر، والاتصالات والتصوير والكاميرا والهيكل، وكل نظام مستقل ويخضع لمجموعة من العلوم. ● وكيف تتم مرحلة التصنيع فى رأيك مع اعتراف الجميع بوجود تحديات عدم ربط البحث بالصناعة؟ لقد تقدمت لوزارة البحث العلمى لتصنيع بعض أنظمة القمر، وكل ما نحتاجه أن يتبنى مجموعة من العلماء هذا المشروع ويحرصون على إجراء مناقشة علمية ودراسات جادة لاستمراره، وإذا أثبت العلماء جدية فى هذا الأمر، فهناك جهات صناعية عديدة أعلمها لديها الاستعداد للتعاون فى هذا الأمر. ● هل عرضت هذه الفكرة على المسئولين هنا فى الجامعة أو فى وزارة البحث العلمى؟ لم أعرضه بعد، و«الشروق» أول جريدة أطرح من خلالها هذه الفكرة، ويجب أن أؤكد أن مصر إذا لم تستغل الخبرة الحالية فى تصنيع قمر صناعى ثانٍ فإن هذه التكنولوجيا ستضيع إلى الأبد. ● ما وجه المقارنة بين البرنامج الفضائى المصرى والدول الأخرى؟ البرنامج الفضائى المصرى أفضل برنامج فى الدولة النامية تميزا من حيث حجمه، وقدرته على نقل وتوطين التكنولوجيا، وتدريب موارده البشرية، لأن معظم الدول النامية ابتعثت عددا قليلا من المهندسين فى فترة لم تتجاوز ال18 شهرا، وكثير من الدول لم تسمح لهم سوى بنقل قشور التكنولوجيا بعكس مصر، التى رأى علماؤها ضرورة أن تدخل مصر عصر الفضاء ببرنامج جاد ومتقن، وإلا لما اضطر كل العاملين فى المشروع أن يفنوا عمرهم فيه، ويحرصوا أن ينقلوا آخر وثيقة مترجمة من الروسية إلى الإنجليزية حول تكنولوجيا تصنيع القمر إلى مصر، وبالطبع هذا مجهود كبير ومكلف. ● ولماذا لا نحاول أن نتصل بدول عربية وإسلامية حققت نجاحا فى هذه الصناعة؟ نحن فى أزمة وطنية، ونحتاج أولا أن نقنع المسئولين المصريين بالاهتمام بالمشروع الفضائى، وبعد ذلك يمكن أن تأتى مرحلة التعاون مع دولة فضائية أخرى.