قطع خبراء ومهندسون مصريون خطوات نحو إقامة صناعات فضائية وطنية.. وبينما أول قمر صناعي للاستشعار أنتجته "أوكرانيا" لمصر يحلق منذ أبريل العام الماضي علي ارتفاع 700 كليومتر في مدار بالفضاء، تجري علي الأرض في "الهيئة العامة للاستشعار عن بعد" أعمال تصميم قمر مماثل أكثر تطورا ويتم تصنيع مكوناته اعتمادا علي امكانات الصناعات المصرية التكنولوجية والدقيقة لينطلق في مداره الفضائي عام 2012 بتكاليف إجمالية 23 مليون دولار. القمر الصناعي الثاني للاستشعار المصري بنسبة 60%، هو ضمن عدة أقمار تدخل مصر بواسطتها مجالا مهما في البحث العلمي والتقدم التكنولوجي، وتندرج ضمن الدول صاحبة برامج الفضاء تصميما وتصنيعا وإطلاقا لا مجرد مشتر للأقمار الصناعية.. يؤكد ذلك الدكتور محمد بهي الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصري في "هيئة الاستشعار عن بعد"، وقال ل "لعالم اليوم" إن القمر الثاني "مصر سات - 2" يمثل مرحلة توطين تكنولوجيا الفضاء، وهو مجال يعتبر رافعة لصناعات مصرية مختلفة فضلا عن البحث العلمي، وأشار إلي أن الاقتصاد العالمي حاليا يعتمد جانب كبير منه علي الصناعات عالية الدقة. وقال د. عرجون إن "مصر سات -1" تبلغ دقة الكاميرات عليه 7،8 متر وهي المسافة بين نقطتين أو طول الجسم الذي يمكن تصويره وتمييزه علي الأرض، بينما تبلغ في القمر الثاني 4،3 متر وتجري دراسات لتطويرها أكثر لتكون قدرة القمر مناسبة للتقدم التكنولوجي وقت إطلاقه في مداره.. وأضاف أن مرحلة تحليل مهمة القمر (مصر سات - 2) وتحديد مواصفاته انتهت، وستستكمل مرحلة التصميم المبدئي قبل نهاية العام الحالي.. ليتبع ذلك مراحل التصميم الحرج وتنفيذ النموذج الهندسي ثم تنفيذ النموذج الفضائي للقمر. وأوضح مدير برنامج الفضاء المصري، أن 60 مهندسا مصريا أمضوا في أوكرانيا 3 سنوات خلال تصنيع القمر الأول وتم تدريبهم علي التقنيات اللازمة في هذا المجال، وبخبرات هؤلاء يتم تصميم وإنتاج القمر الثاني.. وأشار إلي أنه من بين ما أنجزوه تصنيع جهاز اختبار لنظام الطاقة والقدرة للقمر، وكذلك لوحة تحويل الاشارة من القمر إلي صورة.. بمكونات مصرية. وقال عرجون إن وزن القمر حوالي 165 كيلو ويبلغ عمره الافتراضي 5 سنوات، وتتحدد استخدامات أقمار الاستشعار في مجالات كثيرة تتضمن تصوير ومراقبة حركة الكثبان الرملية لتأثيرها علي الأراضي الزراعية، وحصر مساحات هذه الأراضي، اختيار المواقع العمرانية، وتحديد مخرات السيول لتجنب اعتراضها بالمنشآت، رصد التلوث علي الأراضي وفي البحار، مراقبة تآكل الشواطئ.. ومن أبرز المشروعات التي ساهم فيها مصر سات - 1 المشروع الذي قدمه العالم فاروق الباز لإنشاء طريق بري يوازي نهر النيل وعلي مسافة 40 كيلو غربا ويرتبط به 12 طريقا جانبيا مما يؤدي إلي توسعة الوادي. وأكد الدكتور عرجون أن برنامج الفضاء المصري يمثل مشروعا قوميا للتنمية، وعلي طريق تصنيع مكونات الأقمار يتطور العديد من الصناعات المصرية خاصة الكمبيوتر والبرمجيات والاتصالات والمكونات الدقيقة والتصوير بالكاميرات الرقمية.