تتضارب التصريحات الرسمية حول مصير القمر الصناعي البحثي "إيجيبت سات-1"بعد الإعلان عن فقدان الاتصال به قبل 3 أشهر، ونقلت صحف في عددها الصادر اليوم الاثنين عن ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا "أن ما حدث وضع طبيعي وليس خطأ في شيء. وأن القمر الذي تم إطلاقه عام 2007 استنفد عمره الافتراضي والمحدد من 3 إلي 5 سنوات"، فيما قالت هيئة الاستشعار من بعد في بيان لها، مساء أمس الأول، إن القمر لايزال في مداره، وإنها ستطالب الجانب الأوكراني بمستحقات تزيد علي قيمة القمر إذا تأكد أن استعادة السيطرة عليه باتت غير ممكنة. وكشف مصدر مسؤول بالبرنامج الفضائي المصري عن أن فريق تشغيل القمر "إيجيبت سات-1" سافر إلي السويد قبل أسابيع بقيادة الدكتور مطر علي مطر رئيس الفريق، في محاولة لاستعادة السيطرة عليه من خلال إحدي محطات التحكم هناك، إلا أن المحاولة باءت بالفشل. وأكدت هيئة الاستشعار من بعد وعلوم الفضاء في البيان الذي وقعه رئيسها الدكتور أيمن الدسوقي أن التعاقد مع الجانب الأوكراني المصنع للقمر "إيجيبت سات 1"، الذي فُقدت السيطرة عليه، يتضمن حقوقا للجانب المصري تزيد علي الثمن الفعلي للقمر، ستحصل عليها الهيئة من الجانب الأوكراني، في حالة التأكد النهائي من عدم إمكانية استعادة الاتصال بالقمر. وأضافت الهيئة أن القمر لايزال في مداره، وتصدر نشرة يومية علي شبكة الإنترنت تؤكد أنه متواجد بالمدار وتوضح إحداثياته، كما يتم رصده بالوسائل البصرية من مراصد مختلفة بمواقع متعددة حتي تاريخه، مشيرة إلي أن واقعة فقدان الاتصال الأخيرة بالقمر مستمرة منذ 19 يوليو/تموز الماضي، ومازالت محاولات لاستعادة الاتصال به تجري من محطات التحكم بمصر وأوكرانيا ودول أخري. وأشارت الهيئة إلي أن العديد من الوقائع المماثلة حدثت لأقمار تابعة لدول ذات خبرة واسعة في مجال الفضاء مثل ما وقع للقمرين الأمريكيين "لاندسات-6"، و"لاندسات-7"، والقمر الفرنسي "سبوت -3"، مضيفة أنه تم من خلال التعاقد مع الجانب الأوكراني تدريب 100 مهندس وخبير مصري، ترك 20 منهم المشروع منذ بدئه عام 2001، لإتمام دراساتهم العليا بجامعات ومراكز علمية عالمية، أو لحصولهم علي فرص عمل أفضل بداخل أو خارج مصر. وبدوره ، أبدي خبير في الفضاء مخاوفه من عدم استعادة القمر الصناعي مرة أخري.. بعد هذه المدة الطويلة من الضياع في الفضاء. وذكرت صحيفة "الجمهورية " أن الخبير علل ذلك بانقطاع الاتصال بالقمر تماما سواء من حيث الإرسال أو الاتصال طوال الثلاث شهور الماضية مشيرا إلي انه لم يحدث استعادة قمر صناعي تاه في الفضاء بعد هذه المدة إلا اليابان. وقال ان هذا القمر فقدنا الاتصال به مرتين من قبل ولكن في كل مرة كانت هناك اشارات من القمر وان كانت عشوائية.. وخطأ أحيانا وفي المرة الأخيرة تم استعادته بعد 10 أيام - أما في هذه الحالة فإن المدة قد طالت أكثر من اللازم.. مع انقطاع الاتصال تماما مما يعني خروجه من مداره بنسبة كبيرة..وأوضح ان الاتصال بالقمر يتوقف إذا توقف الكمبيوتر بداخله.. وفي هذه الحالة يصعب استعادته.. واضاف انه من الأسباب أيضا نفاد طاقة تشغيل القمر كأنه يكون القمر في وضع غير مناسب والأجنحة التي تحوي البطاريات الشمسية غير موجهة للشمس وفي هذه الحالة يمكن ان يوجه القمر اتجاهه في أي لحظة نحو الشمس.. ويحصل القمر علي طاقة تشغيله من الشمس ويري ان البطارية في الوضع الحالي للقمر وصلت لمرحلة عدم القدرة علي الشحن أو التفريغ مما يعني ضياع القمر. واضاف الخبير ان هناك سبب آخر وهو حدوث عطل في الهوائي المسئول عن الارسال والاستقبال مشيرا إلي انه للأسف هناك خلل في القطع الرئيسية لأجزاء التحكم في القمر.. كالهوائي ويتم التشغيل بقطع الغيار"Spave" وهذا يعني ان عمره الافتراضي الذي كان مقررا له 5 سنوات انتهي بعد نصف المدة.. وفقدناه في الفضاء.. ومطلوب الآن تحديد الأسباب التي أضاعت علينا 35 مليون جنيه تم انفاقها علي هذا القمر.. وأين قيمة التأمين الذي تم دفعه لاحدي الشركات العالمية لاسترداده في حالة فقدانه.. وقيمته 3 ملايين دولار سنويا. وكان قد تم إطلاق القمر المصري من علي متن الصاروخ الروسي "دنيبر-1" في 17 أبريل/نيسان عام 2007 من قاعدة "باكينور" لإطلاق الصواريخ بكازاخستان، بعد تأجيل موعد إطلاقه مرتين، وتكلف القمر 21 مليون دولار وتم تصنيع أجزاء منه في مصر. والقمر يدور حول الأرض مرة كل ساعة ونصف الساعة، ويلتقط صورا وخرائط بدقة 8.7 متر، ويكلف تشغيله مصر سنويا 35 مليون دولار.