أفاد ضابط بالشرطة العراقية، اليوم الجمعة، بوقوع اشتباكات مسلحة بين مليشيا شيعية من جهة وسكان محليون والشرطة في بلدة (بلد) جنوب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، من جهة أخرى. وتقع (بلد) على بعد 80 كلم إلى الجنوب من تكريت وتقطنها أغلبية شيعية ويتسم مركزها بأمن نسبي حيث لم يقدم تنظيم "داعش" على اقتحامه بخلاف البلدات الاخرى القريبة من تكريت وظل ملاذاً لاستقبال النازحين من المناطق المجاورة منذ الصيف الماضي. وقال الضابط في الشرطة العراقية وهو برتبة مقدم، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن عناصر من مليشيا الخراساني (مليشيا شيعية مسلحة) أقدموا على قتل شخص من سكان بلد لرفضه اعطاء سيارته لهم عنوة. وأضاف في تصريحه لوكالة "الأناضول"، أنه تم نقل جثمان القتيل إلى مستشفى بلد العام لتلحق به عائلته الى المستشفى وتتحرى في الواقعة. وأشار إلى أن شقيق المقتول فتح النار على عناصر من "الخراساني" وقتل القيادي فيها المدعو "ابو علي" واحد مساعديه، ليندلع بعدها اشتباك مسلح بين الشرطة وعناصر من مليشيا الخراساني لدى محاولة عناصر من الأولى اعتقال عدد من عناصر الميليشيا على خلفية قتل صاحب السيارة. وأوضح أن شرطيا واحدا قتل خلال الاشتباك إضافة إلى جرح عنصرين آخرين من الشرطة، قبل أن تتدخل تعزيزات من الشرطة وتتمكن من اعتقال 8 من عناصر "الخراساني". ولفت إلى عناصر من الميليشيا قطعوا الطريق الى العاصمة بغداد أمام الخارجين من بلد بعد الحادثة، فيما تجري وساطات لتدارك الموقف الذي وصفه الضابط ب"المتوتر". وهذه ليست المرة الاولى التي تتهم فيها الخراساني باستهداف مدنيين حيث وقع خلاف مشابه مؤخراً بين عناصر المليشيا وسكان بلدة الدجيل (120 كلم جنوب تكريت). من جانبه افاد خالد الدراجي الضابط برتبة نقيب بالجيش العراقي، إن عدداً من العبوات الناسفة انفجرت بالتتابع استهدفت دورية للشرطة الاتحادية في منطقة الديوم غرب مدينة تكريت(175 كلم شمال بغداد). واضاف الدراجي لمراسل "الاناضول"، ان 7 عناصر من الشرطة قتلوا فيما جرح اثنان اخران خلال تفجير العبوات الناسفة، فيما لم يذكر من قام بزرع تلك العبوات إلا أنه عادة ما يتهم المسؤولون العراقيون "داعش" بتنفيذ مثل هذه العمليات. ولم يتسنّ لمراسل "الاناضول" التأكد مما ذكر المصدران من مصدر مستقل. وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي (قوات شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة) على مدينة تكريت، الثلاثاء الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها مع تنظيم "داعش" خلال الشهر الماضي، وأظهرت صور وتسجيلات مصورة، اطلع عليها مراسل "الأناضول"، قيام عناصر مجهولين بحرق ونهب منازل وممتلكات بعضاً من سكان المدينة.