قالت صحيفة الحياة اللندنية، إن وثيقة الخرطوم والتي نتجت عن اجتماعات وزراء المياه ووزراء خارجية دول حوض النيل الشرقي، مصر والسودان وأثيوبيا، في العاصمة السودانية، للبحث في أزمة «سد النهضة»، لم تُعلن بنودها حتى الآن انتظارًا لتوقيع رؤساء الدول الثلاث عليه، مؤكدة أن تلك الوثيقة تتعلق فقط بالسعة التخزينية للسد والآثار البيئية الناتجة عن إنشائه، إلى جانب الفترة الزمنية التي سيتم فيها ملء خزان السد، ولا تتطرق من قريب أو بعيد إلى مواصفات إنشاءه، إذ يرفض الأثيوبيون مناقشتها على الإطلاق. وأوضحت الصحيفة أنه خلال المفاوضات التي استمرت طيلة السنوات السابقة بدا انخفاض سقف المطالب المصرية تدريجيًا وبمرور الزمن، من رفض إقامة سد النهضة بمواصفاته الحالية إلى الإقرار بوجود السد كحقيقة، وهو ما نجح الأثيوبيون في تحقيقه بإدارة الأزمة من خلال استمرار الحضور إلى طاولة المفاوضات مع السعي الدائم للتسويف والمماطلة لكسب الوقت لفرض أمر واقع على الأرض، مع تحجيم رد الفعل المصري تجاه مشروع السد وحصره في مفاوضات لا طائل منها ولم تنتج التزامًا لأثيوبيا تجاه مصر يحافظ لها على حقوقها في مياه النيل، مع استمرار العمل الحثيث في عملية إنشائه، كما ساهم حدوث ثورتي 25 يناير و30 يونيو في مصر وما صاحبهما من مرور مصر بفترات انتقالية تغيرت فيها الحكومة المصرية غير مرة، ومن ضمنها قيادات وزارة الري، وبالتالي تغير المفاوض المصري مرات عدة، وهو ما استغله الأثيوبيين لإهدار المزيد من الوقت. وفجرت الحياة مفاجئة، مشيرة إلي أن تفعيل ذلك الاتفاق، في حال توقيع رؤساء الدول الثلاث عليه سريعًا، وهو أمر محل شك خصوصًا من جانب أثيوبيا، يتطلب مصادقة برلمانات الدول الثلاث، وهو الأمر الذي يمكن أن يستغرق قرابة العام، حيث لم يوجد برلمان في مصر حتى الآن، ويمثل ذلك استمرارًا لسياسة إهدار الوقت التي تنتهجها أثيوبيا مع استمرار عملية إنشاء السد، حيث إنه بمرور عام آخر ستكون عملية التفاوض استمرت لخمس سنوات من دون نتيجة تذكر، كما أن ذلك سيقربنا من العام 2017 الموعد الذي حددته أثيوبيا لإنهاء تنفيذ السد.