أوشك اجتماع دول النيل الأزرق على الانعقاد لمناقشة مشكلة سد النهضة الذي استمرت مفاوضاته على مدار ثلاث سنوات، لم تلفت خلالها إثيوبيا للأضرار المتوقع حدوثها إثر إنشاء السد بمواصفاته الحالية على الشعب المصري؛ لتأثر نصيب الفرد من المياه أثناء فترة الملء، وزادت معه تصريحات المسئولين في مصر حول هذا الموضوع، والتي تؤكد كلها أن مصر ارتضت بالأمر الواقع وأن المفاوضات القادمة ستقتصر فقط على سنوات الملء وليست السعة التخزينية له. ومن جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري السابق ل "البديل" إن اقتصار المفاوضات حول زيادة سنوات ملء خزان سد النهضة خلال الاجتماع القادم لدول حوض النيل الأزرق مرفوض وغير مقبول، ولن يؤدى سوى إلى تأجيل المشكلة للرئيس القادم، وليس حلاًّ لمشكلة.. فالآثار السلبية المترتبة على استكمال إنشاء السد بمواصفاته التي تصر عليها دولة إثيوبيا وهي بناؤه بارتفاع يبلغ 145 مترًا، بسعة تخزينية 74 مليار متر مكعب من المياه خطيرة. وأضاف علام أن الحل الوحيد لتقليل الآثار السلبية لسد الألفية على مصر، وتحقيق التنمية لدولة إثيوبيا هو في إقناع الجانب الإثيوبي بالرجوع إلى مواصفات السد الأولى؛ ليصبح سدًّا أصغر بارتفاع 90 مترًا وسعة تخزينية 14.5 مليار متر مكعب، ويجب إدراك معلومة هامة جدًّا، وهي أن اللجنة الثلاثية تم تشكيلها فقط لاستكمال دراسات السد وليس للتفاوض، ولذلك يجب خلق قنوات ثانية للتفاوض السياسي المباشر بين الجانبين المصري والإثيوبي. ولفت الوزير السابق إلى أنه في حالة موافقة مصر على الاستمرار في بناء السد بمواصفاته المعلن عنها ستقوم جميع دول حوض النيل ببناء سدود؛ لأن مصر بدأت في التنازل عن جزء من حصتها المائية، ولذلك لا بد من وقفة جادة خلال الاجتماع القادم. فيما قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والأراضي بزراعة القاهرة إن تصريحات وزير الري الخاصة بسد النهضة والتي أكد من خلالها أنهم ذاهبون إلى المفاوضات مع إثيوبيا حول سنوات ملء الخزان الضخم وراء اقتناع القيادة السياسية المصرية بأن السد أصبح أمرًا واقعًا، وأن إثيوبيا نجحت في فرضه بسياسة الأمر الواقع؛ لأن وزيرنا المتخصص في المياه الجوفية والصرف الصحي لا يعي معنى وقيمة مياه نهر النيل. وتساءل نور الدين عم سنفعله في باقي السدود الأربعة التي بعدها تكون إثيوبيا قد صادرت كل مياه النيل الأزرق التي تمثل 64% من مياه مصر والتي بناؤها أمر ضروري لتقليل مخاطر الإطماء على جسم السد الرئيسي؟!