من الذي صنع الإرهاب؟!.. ومن وراء ظاهرة العنف المسلح ضد الدولة؟!.. من وراء ظهور "داعش"؟.. ومن الذي يدفع شبابًا من دول أوروبية للالتحاق ب"الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا؟! الكل يتهرب!!.. ويلف ويدور.. ولا يريد أن يتحدث عن "المسكوت عنه" في هذا الموضوع على وجه التحديد!! بعد حادث "شارل ايبدو".. نفر قليل من الباحثين، هو الذي تكلم بجرأة وتجرد.. فيما أعاد "المتواطئون" إلى الاصطفاف مجددًا ضد الأزهر والتحرش به.. بل ذهب أحدهم إلى اتهام ابن تيمية الذي مات منذ قرون بأنه "المتهم رقم واحد" في تأسيس "داعش"! ليست "هرطلة".. ولكنها المؤامرة والتواطؤ والخدمة في قصور الطواغيت والديكتاتوريات الفاسدة. منفذو "شارل ايبدو" فرنسيون.. ومع ذلك اتهم الأزهر!!.. الأخير ليس "فرنسيًا" بل إن الفرنسيين داسوه بالخيول وبالوا عليه وتغوطوا في صحنه، عندما دخلوا مصر مع نابليون بونابرت.. يعني باريس عاصمة التنوير من المفترض بأنها مدانة بالاعتذار للأزهر.. ومع ذلك طالب المتحرشون وبعضهم ذات هوى طائفي شيعي الأزهر بأن يبيع نفسه لباريس المفجوعة في أبنائها!! أزمة "شارل ايبدو".. ليست منفصلة عن ظاهرة المتطوعين الغربيين في صفوف "داعش".. نحن كعرب ومسلمين شرقيين لسنا طرفًا فيها، لأنها تعكس أزمة غربية داخلية، وأزمة الديمقراطية الغربية، وفشلها في مد مظلتها على كامل تكويناتها الدينية والعرقية، لم تستطع تخفيف مرارات التهميش والسحق والإحساس المتنامي بالظلم والتحيز ضد قضايا المسلمين العادلة، ودس أنف الغرب عسكريًا وأمنيًا ومخابراتيًا في شؤون المسلمين الداخلية. "داعش".. وكل طباعتها ونسخها وصورها الأخرى، لم يكن الأزهر طرفًا في نشأنها.. وكما قلت سابقًا: فإن الفرنسيين الذين اغتالوا صحفيي "ايبدو" لم يدرسوا بالأزهر.. وبن لادن رجل أعمال واقتصادي سعودي، والظواهري، طبيب جراح.. والبغدادي حاصل على الدكتوراه من جامعة بغداد وليس من جامعة الأزهر!! الإرهاب والتطرف.. وهو ظاهرة سياسية وليست دينية.. وينبغي أن نركز على الحضور السياسي فيها، ولقد أعجبني تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عندما وصف داعش بأنها "تنظيم سياسي" وليس "تنظيمًا دينيًا". الإرهاب وداعش وما شابه، هو رد فعل للقمع السياسي وللديكتاتوريات.. والتعذيب والاعتقالات والتصفية الجسدية والمعنوية للمعارضين وانتهاك حرمة البيوت والنساء وغياب الحريات وحقوق الإنسان ومصادرة الإرادة الحرة للناس وكراهية الديمقراطية.. كل هذا شكل بيئة يختمر فيها العنف والتطرف.. وينضج ويكتمل نموه كوحش.. يقف الآن العالم أمامه عاجزًا مهزومًا.. ومع ذلك لا يريد حلفاء الطواغيت والحكومات الفاسدة الاعتراف بالحقيقة.. بأنهم جميعًا شركاء في صناعة داعش والإرهاب الوحشي عابر الحدود والقادر على هزيمة الجيوش المنظمة والاستيلاء على البلاد والعباد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.