قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، اليوم الأحد، إن بلاده تساند المساعي الأممية من أجل حكومة وحدة في ليبيا. وفي معرض رده في ندوة، على سؤال حول مصير الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا منذ مدة، والتخوف من مصير مشابه لمصير المسيحيين المصريين، أجاب: "الموقف التونسي من الأزمة الليبية غير الموقف المصري"، مضيفا: "مصر تساند حكومة معينة ونحن لنا موقف مختلف نسميه حيادا إيجابيا لا سلبيا". ولم يسم البكوش الحكومة التي تساندها مصر، غير أن القاهرة تعترف بحكومة طبرق (شرق)، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، الصادر بحقه حكم قضائي من المحكمة العليا الدستورية في طرابلس بحله، وهي الحكومة التي تعترف بها الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي. وأضاف البكوش، الذي كان يتحدث للإعلاميين، من بينهم مراسل الأناضول، على هامش ندوة داخلية لحركة "نداء تونس" بمدينة سوسة (شرق): "كما أننا نساند المساعي الأممية من أجل توحيد الشقين من أجل حكومة وحدة في ليبيا توحد الشعب الليبي والبلاد لأن هناك أطراف تسعى إلى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ونحن ضد هذا التقسيم"، دون أن يوضح تلك الأقسام. ولفت البكوش إلى أن تونس لن تقف مع شق دون آخر، قائلا: "سنتعامل مع الجميع ونستقبل الجميع وسيكون لنا تمثيلا قنصليا في حكومة الشرق وفي حكومة الغرب ولكن يجب على هذه الحكومات أن تبذل مجهودا من أجل القضاء على العناصر الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة استقرار ليبيا وأيضا استقرار تونس وتحاول تحطيم المكاسب التونسية ولذلك يجب أن تتضافر جهود جميع الأطراف". وأضاف: "يجب أن تكون في ليبيا دولة واحدة مسؤولة حينها يمكننا القضاء على الإرهاب". وتعاني ليبيا فوضى أمنية على خلفية اقتتال كتائب إسلامية وأخرى مناوئة لها في بنغازي (شرق)، وطرابلس (غرب)، في محاولة لحسم صراع على السلطة، ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، تقود الأممالمتحدة حوارا بين الفرقاء الليبيين لحل الأزمة غير أنها لم تصل إلى شيئ حتى اليوم. وحول قضية الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا نذير القطاري وسفيان الشورابي، قال البكوش إن "هذا الملف هو من جملة العديد من الملفات وهو مرتبط وفق قوله بملف ليبيا ككل التي توجد بها حكومة في الشرق وحكومة في الغرب إلى جانب مليشيات ارهابية مرتكزة في الوسط". ولفت البكوش، إلى أن "هناك حاليا العديد من المساعي والاتصالات مع جميع الأطراف للوصول إلى نتيجة في هذا الملف"، متحفظا على مزيد من المعلومات قائلا: "نحن لا نستطيع الإدلاء بالتفاصيل في هذا الموضوع". وكان الصحفيان التونسيان اختطفا في شهر سبتمبر الماضي، في ليبيا، حين كانا يجريان تقارير تلفزيونية لصالح القناة التي يعملان بها ''فيرست تي في" التونسية الخاصة.
وقالت مصادر مقربة من تنظيم "داعش" في مدينة برقة الليبية (شرق)، منذ فترة، إن التنظيم أعدم الصحفيين التونسيين، غير أن السلطات التونسية لم تؤكد حتى الساعة نبأ مقتل الصحفيين، وتقول إن من خطفهما ومكان تواجدهما مجهول. وشنت مقاتلات تابعة للجيش المصري ضربات جوية فجر الإثنين الماضي ضد أهداف قالت إنها للتنظيم "داعش" بليبيا ردا على مقتل 21 مصريا ذبحا الليلة التي سبقتها على يد مسلحي التنظيم في ليبيا، حسب تسجيل مصور، في حين أكدت رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثق عن البرلمان المنعقد في طبرق (شرق) أن تلك "الضربات جاءت بتنسيق مسبق معه".