هاجم الدكتور حازم حسني - استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - الرئيس عبد الفتاح السيسي واصفاً لغته السياسية بأنها "مثيرة للرثاء" . وقال حسني في تدوينة بعنوان " هذه اللغة يجب أن تتغير ... فاستمرارها صار مثيراً للرثاء" : قال السيسى لممثلى الصحافة الأفريقية إن هدف مصر من الضربة الجوية كان محاربة الإرهاب، وإنه "ليست لنا مطامع فى شئ"!! ... هذه اللغة سبق أن لجأ إليها السيسى من قبل، وزاد على ما قاله وقتها للمصريين: "وبكره تشوفوا"! ... جاء "بكره"، والمصريين شافوا، والعالم كله شاف معاهم، أن الأمر لم يكن بكل هذا الزهد ولا بكل هذا التجرد!! ... حتى لو كان حديث السيسى عن أنه لا مطمع له فى شئ صحيحاً وصادقاً، فإن أحداً لن يصدق هذا وقد سبق أن قاله ولم يلزم به نفسه "بحسب وصفه"
وأضاف: رجاءً الامتناع عن الحديث الممل عن أن الشعب قد استدعاه، فهو حديث شعبوى، لا يُسأل عنه الرجل وحده، جعله وجعلنا ننزلق بغير حسابات دقيقة للحال المرتبكة التى نحن عليها الآن، والتى سنكون عليها إذا استمرت شعبويتنا تقود السفينة فى هذا البحر الهائج الذى تحيط بنا أمواجه من كل جانب "بحسب قوله" وأردف: هذه اللغة - أعنى لغة الرجل الودود، الزاهد فى كل شئ، الذى لا يسعى إلا للخير دون ان ينتظر من ورائه شيئاً - لم تعد تقنع أى صاحب عقل، ولا أى صاحب ذاكرة؛ وأعتقد أن السيسى يخطئ خطأً جسيماً إن هو ظن أن الأفارقة أصحاب ذاكرة سمكية كما يتوهم بعض الغافلين فى دوائر الحكم المصرية " بحسب تأكيده" وتابع : إدارة دولة بحجم مصر، فى لحظة تاريخية معقدة تواجه فيها الدولة تحديات داخلية وإقليمية ودولية كتلك التى نواجهها، لا يمكن أن تحتمل مثل هذه اللغة الغارقة فى الشعبوية المحلية ... ونمط الخطاب الذى صنع قوة السيسى لدى البسطاء فى مصر لن يصنع قوته وهو يخاطب العالم؛ ففى هذا العالم - وفى المنطقة من حولنا - إما متربص بنا، أو مستهزئ بأسلوب حياتنا، أو مشفق علينا .. مشيراً إلى أن : مصر تحتاج صياغة أخرى لخطاب قوى يعبر عن "رؤية استراتيجية" لرجال دولة يخاطبون هذا العالم ويشاركون فى صياغة خرائطه ... خطاب يردع المتربص، ويرسم للمستهزئ خطوطاً حمراء لا يجاوزها، ويعيد للمشفق علينا ثقته فى قدرتنا ... لا أتحدث هنا - بطبيعة الأحوال - عن مجرد كلمات "رنانة" تنفصل عن الواقع، وتراهن على تشوهات المشاعر لدى البسطاء المرهقين، وإنما عن كلمات "قوية" تعبر عن واقع مصرى جديد لا بد من مراجعة كل تفاصيله دون تأخير، قبل أن نكتشف - بعد فوات الأوان - أننا نبدد آخر ما تبقى لنا من عناصر القدرة فى تعرية أنفسنا لا فى حمايتها .. الوقت لا يعمل لصالحنا! ... اللهم هل بلغنا؟ اللهم فاشهد "بحسب وصفه"