يخضع 23 كاميرونيا، يشتبه في تواطئهم مع جماعة "بوكو حرام" المتشددة، ل"مراقبة الشرطة في مدينة ياغوا"، أقصى شمال البلاد، وهي منطقة محاذية للحدود مع نيجيريا؛ معقل الجماعة المسلحة، حسب مسؤول محلي. وقال محافظ قسم مايو داناي، الذي يضم مدينة ياغوا، كوينتي ندوه، في تصريحات لوكالة الأناضول، إنّ شركاء "بوكو حرام" المفترضين "يواجهون تهما بإيواء واستضافة مهاجمين نيجيريين، توجهوا نحو المنطقة (ياغوا)، عقب ارتكابهم لانتهاكات في نيجيريا"، مؤكّدا أنّ أعمار المتّهمين ال 23 "تتراوح بين 55 إلى 75 عاما". ويبلغ طول الحدود الكاميرونية مع نيجيريا أكثر من ألف و500 كم، وتعدّ قرى منطقة أقصى الشمال قاعدة خلفية للمجموعة المسلّحة، وهو ما يجعل من عملية التسلّل عبر الحدود يسيرة، بالنظر إلى العلاقات الاجتماعية الموجودة سلفا بحكم الجوار، أو جراء الغياب الأمني في بعض المناطق الحدودية. وكانت الكاميرون أعلنت، في ديسمبر الماضي، تفكيك معسكر تدريب في منطقة مايو داناي، يضم أكثر من 80 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 15 عاما، كانوا يتلقون تدريبات تحت إمرة 10 ناشطين من "داعش". وتمكّنت "بوكو حرام"، خلال 2014، من تجنيد أكثر من 200 من الشباب الكاميروني من قرى ومدن مختلفة من منطقة أقصى الشمال الكاميروني، تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 23 عاما. وبعد التجنيد، يتمّ اقتياد هؤلاء الشباب إلى مخيمات للتدريب تابعة للمجموعة النيجيرية، لتحضيرهم من أجل استهداف أهداف في بلدهم، وفقا لمصادر أمنية كاميرونية تحدثت ل"الأناضول"، طالبة عدم الكشف عن هويتها. وتعيش منطقة أقصى الشمال الكاميروني، منذ عدّة أشهر، على وقع غارات وهجمات متواترة للمجموعة النيجيرية المسلّحة، وهو ما أجبر سكان القرى والمدن المتضررة على الفرار من منازلهم. وكان الجيش التشادي المتمركز في الكاميرون لمساندة جهود القوات الكاميرونية في الحرب ضد "بوكو حرام" اشتبك منذ أسبوع في منطقة غامبورو(الحدودية النيجيرية) مع الجماعة المسلحة، ولم يمنع ذلك الجماعة من الدخول إلى بلدة فوتوكول الكاميرونية بعد الاشتباكات والسيطرة عليها لمدة ساعات قبل أن تنسحب منها. ومنذ بداية عام 2015، كثفت الحركة المسلحة من هجماتها داخل الدول المجاورة لنيجيريا. وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.