تحول حي المطرية بمدينة شرق القاهرة إلى بؤرة اهتمام وترقب من قبل الشارع المصري سواء على مستوى السلطة أو الأعلام أو حتى الجماهير خلال الذكرى الرابعة للثورة ، وتعيد تظاهرات المطرية وإصرار المعارضين على الخروج منها في مسيرات حاشدة ما جرى في مدينة السويس خلال الثورة المصرية وتحديه للأمن حينها. "المطرية" لم تكن مجرد منطقة تعددت فيها التظاهرات المعارضة بل هي مدينة لها تاريخ ديني وعلمي كبير فبجانب التراث الإسلامي التي يتمثل في مسلة المطرية ومسجد النور المحمدي، كان من أبناء المدينة عدد غير قليل من الكتاب والباحثين والعلماء والأساتذة التنويريين كان من بينهم رفاعي سرور وهو وكاتب إسلامي (1947 - 21 فبراير 2012) ويعتبر من الرعيل الأول لحركات السلفية الجهادية وتتلمذ على يده الكثير، من أبرز تلاميذه حسام أبو البخاري ومحمد جلال القصاص، وكانت أبرز كتبه التي ألفها "عندما تعرى الذئاب الغنم" و"حماية الدين من التخريف" و"علامات الساعة". وبجانب العمل الديني والدعوى كانت المطرية عاصمة مصر منذ ثلاثة آلاف عام، في الحراك الوطني، حيث كما كانت قلعة لهزيمة الاحتلال الإنجليزي فكان على السيد خليل، ابن المنطقة هو حامل راية التصدي للجحافل الإنجليزية. وبالطبع أثر التاريخ الديني والوطني للمدينة على توجهات قاطنيها، فكانت المدينة التي يقطنها أكثر من نصف مليون مواطن قلعة للتورع وحمل الأفكار الدينية بل وكانت معقلا للجماعات الإسلامية والتنظيمات السرية التي تظهر من حين لآخر. ومدينة المطرية التي تمتد شرقا سكة حديد مترو الأنفاق من محطة حلمية الزيتون إلى محطة عزبة النخل، فكانت طوال شريط 13 ألف كيلومتر مربع شاهد عيان على تواصل تظاهرات المعارضة ضد النظام الحالي التي تخرج من عدة مساجد على رأسها النور المحمدي والرحمن. وعلى مدار أكثر من عام ونصف تتواصل التظاهرات المعارضة بالمطرية لتشتد مؤخرا خلال إحياء الذكرى الرابعة للثورة، حيث تواصلت المسيرات فى المطرية برغم عدد الضحايا التي سقطت نتيجة التعامل الأمني، فلم يمنع سقوط قرابة 20 قتيلًا بالمنطقة من خروج التظاهرات بل وزادت مع انضمام قوى ثورية لها. وانعكست سخونة الأوضاع فى المطرية على الخطاب الإعلامي، وطالب الإعلامي عمرو أديب الحكومة باقتحام المطرية ومناطق الهرم وفيصل وعدم تركها للإخوان قائلا: "مش عايزها تتحول لرابعة تاني"، محذرًا من أن استمرار الوضع سيجعل محرما على الشرطة دخول العديد من المناطق التابعة للثوار. بينما قالت مذيعة برنامج "صباح أون" على قناة "أون تي في" عن زيادة التظاهرات: "أنا زعلانة.. المشهد ده الواحد حزين كان متخيل أن الناس وعيها أعلى، وبتحب بلدها إحنا ليه بنعمل كده في بلدنا". فيما تقدم د. سمير صبري، المحامي، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد أعضاء حركة 6 إبريل المحظورة بعد أن أعلنت مشاركتها في تظاهرات المطرية خلال الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. وقال محمد مصطفى، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل، إن الحركة شاركت في تظاهرات بالمطرية، مؤكدًا أن الحركة لم تكن الوحيدة التي شاركت، ولكن هناك العديد من الحركات الثورية وشباب الأحزاب شاركوا أيضًا، وأن الحركة ستشارك في أي تجمع لثوار يرفعون شعارات يناير. وأشار إلى أن هناك مشاورات تجرى حاليًا داخل العديد من الكيانات السياسية الثورية من بينها جبهة طريق الثورة، لاتخاذ نفس الموقف.