تعهدت المديرة الإقليمية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، ريبيكا ماشتيديسو، اليوم الثلاثاء، بمنح الأولوية القصوى لمواجهة تفشي فيروس "إيبولا" في منطقة غرب القارة السمراء. وأودى وباء الحمى النزفية (إيبولا) بحياة أكثر من 8600 شخص، غالبيتهم العظمى في دول غربي أفريقيا، منذ رصد موجة انتشاره الحالية في غينيا في مارس/ آذار الماضي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (إحدى مؤسسات الأممالمتحدة)، التي قالت الأسبوع الماضي إن هذا الوباء ينحسر. وفي أول كلمة لها أمام المجلس التنفيذي للمنظمة بمقرها في مدينة جنيف السويسرية، أضافت ماشتيديسو أنها ستعمل مع الزملاء في منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لمساعدة البلدان المتضررة من إيبولا وصولا إلى منع ظهور حالات إصابة جديدة. ودعت إلى "ضرورة بدء برامج لبناء نظام صحي مرن قادر على تحمل صدمات مماثلة في المستقبل إذ كان لظهور إيبولا تأثير مدمر على الصحة والأسر وسبل العيش والأمن في البلدان الأكثر تضررا، وكان بمثابة تذكير مأساوي بأهمية الاستثمار في نوعية جيدة من الخدمات الصحية العادلة تصل إلى جميع المواطنين في تلك البلدان". وعن مشكلات الصحة في القارة الأفريقية، قالت ماشتيديسو إنها "متعددة وتتطلب جهودا لممساعدة البلدان المتضررة في ما تبذله من جهود لتحقيق تقدم أسرع في الحد من وفيات الأمهات والأطفال ومعالجة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز) والسل والملاريا". وتم اختيار ماشتيديسو مديرة إقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا استنادا إلى خبرتها الممتدة إلى أكثر من 35 عاما على الصعد الوطنية في بلادها بتسوانا، والإقليمية في جنوب وشرقي أفريقيا، والدولية مع منظمتي الصحة العالمية والأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأممالمتحدة المشترك مع وزارة الصحة في بوتسوانا. وجاء حديث ماشتيديسو خلال اجتماعات الدورة ال136 للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بين يومي 26 يناير/ كانون الثاني الجاري والثالث من فبراير/ شباط المقبل، والتي تبحث عدة ملفات، منها كيفية التصدي للمخاطر الصحية المباغتة، مثل ما حدث مع فيروس "إيبولا"، والأمراض السارية غير المعدية، مثل السمنة المفرطة وتوابعها من أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع نسبة السكر في الجسم والأورام السرطانية، والأمراض الناجمة عن التغيرات المناخية السلبية، وكيفية إصلاح منظمة الصحة العالمية وضمان تمويل مشروعاتها. ويضم المجلس التنفيذي للمنظمة 34 عضوا من وزراء الصحة من مختلف دول العالم، ويُراعي في من يتم انتخابهم لعضوية المجلس المتواصلة لمدة ثلاث سنوات أن يكونوا على قدر كبير من الكفاءة المهنية في ملفات الصحة على مختلف أبعادها. وقرارت المجلس ملزمة للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وهم 194 عضوا، ويمكن طرحها للتصويت في أعمال الجمعية العامة للمنظمة في مايو/ آيار من كل عام.