يا شعب مصر ثوار وأحزاب وتيارات اسلامية أو ليبرالية، مسلمون ومسيحيون تعالوا الى كلمة سواء، نتفق على ما اتفقنا عليه قبل وأثناء الثورة ولا نختلف على ما اختلفنا فيه لأن من يتربص بنا يتربص بنا جميعا وليس فصيل بعينه، لن يترك أحدا منا لأن كلنا فى نظره أصبحنا العدو وهم مستعدون لحرق البلد بمن فيه ولن تطرف لهم أعين اذا ما حدث ذلك لا قدر الله، هزيمتهم ودحرهم فى 25 يناير ليس بالشىء الهين ولم ولن ينسوه أبدا على امتداد سنوات طويلة، لذلك تعالو الى ما كنا عليه يوم العزة والفخر لكل مصرى فى الداخل والخارج، لا نبتعد عن أخلاق ميدان التحرير التى تجلت فى كل المصريين، نتحد جميعا فى النهاية على الهدف الأسمى مهما اختلفنا فى الفروع البسيطة، ليكن هدفنا جميعا واحد وهو مصر، ليكن شعار مصر أولا فعلا لا قولا، لا بد أن ننهض بمصر أولا حتى نقف على قدمينا كى نعرف الاتجاه الصحيح الذى لابد أن تسير فيه مصر على الأقل فى الستة شهور القادمة حتى يتم انتخاب مجالس نيابية ووضع دستور جديد للبلاد، لأن المسألة ببساطة لا يوجد الأن ما نختلف عليه، لا يوجد شىء نقتسمه كى نختلف، لا توجد غنائم بعضها أفضل من البعض الأخر حتى نختلف عليها، دعونا لا ننساق وراء دعاة الفرقة والتقسيم، لأن مبارك وأعوانه فى الداخل والخارج لم يتركوا لنا شىء نقتسمه أو نختلف عليه، لم يتركوا لنا سوى الأمراض، والعشوائيات، والبلطجية، واقتصاد كاد أن ينهار لولا عناية الله التى عجلت بالثورة، وتعليم متخلف، وصحة منهارة، ومياه ملوثة، وتربة مليئة بالمبيدات المسرطنة، ومستوردون جشعون لا هم لهم سوى المكسب السريع وفى النهاية لصوص سرقوا كل مقدرات البلد وسلموها الأغبياء طواعية الى أعداءهم وظنوا أنهم سيحافظون لهم عليها ولم يدركوا أبدا أن هذه الأموال ضاعت عليهم قبل أن تضيع على البلد وأن هذا فخ نصب اليهم والينا منذ زمن، وجهاز ادارى ضربه الفساد من القمة للقاع، وجهاز أمن دولة فاشى لا دين له ولا وطن، ورجال أعمال أغلبهم نصابون وجشعون ومصاصى دماء، لم يتركوا شئ فى مصر الا ونهبوه حتى الماء والهواء استكتروهم علينا ولوثوهم لنا، قليل هم الشرفاء من رجال الأعمال الذين عملوا باخلاص حبا فى هذا البلد وبعضهم عانى أشد المعاناه وبعضهم نهبت شركاتهم وممتلكاتهم وسجنوا وأوزو كثيرا وبرغم ذلك فضلوا البقاء ولم يتركوا هذا البلد، وأخيرا لما صوتنا ارتفع فى 25 يناير أراد أن يقتلنا جميعا، لم يكتف بالرصاص المطاطى أو الماء المغلى أو العصى الكهربائية او القنابل المسيلة للدموع والمصنعة فى بلاد اصدقاؤهم أمريكا واسرائيل، أراد أن يجهز علينا جميعا فى 28 يناير بالرصاص الحى والقناصة والدهس بالسيارات، هل بعد كل ذلك يحق لنا ان نختلف أنا لا أعتقد أن من حقنا أن نختلف ونتشرزم وبالتالى نمكن أعداء الثورة وهم كثر فى الداخل والخارج أن يجهزوا علينا بتسرعنا وأنانيتنا. المشهد الأن أصبح عبثى متظاهرون فى ميادين مختلفة بعضهم يخون بعض، لا أحد يستطيع أن يخون أحد كل الذين خرجوا فى المظاهرات هم وطنيون من الدرجة الأولى كل واحد فيهم يريد الخير لهذا البلد ويحبه لا أحد يشكك فى ذلك، المشكلة أن كل واحد يعبر بطريقة مختلفة عن هذا الحب، المسألة محتاجة بعض الصير وهى أشهر قليلة ونستطيع تحديد مصيرنا بل ليس مصيرنا وحدنا ولكنى سأعطى لنفسى مساحة أكبر من الخيال والزهو بهذا الوطن وأقول بل مصير العالم كله نحن المصريون من سيحدده فى الفترة القادمة اذا ما عرفنا قدر هذا البلد الذى نعيش فيه وتذكروا البورصة التى اهتزت فى كل جنبات العالم والبترول الذى قفز سعره أثناء الثورة وما ذال يرتفع. كثيرون منا يعرفون قدر هذا الوطن ولكن قلة هم المتآمرون على هذا الوطن ولا يريدون له الخير ولذلك لابد لنا جميعا أن نتكاتف لنضرب بيد من حديد على يد هذه القلة المتآمرة، تعالوا الى كلمة سواء، تنزهوا عن المطالب الشخصية، حكم مصر من الآن فصاعدا أصبح مغرما وليس مغنما، الشعب لن يسمح لأحد أن يستغله أو ينهبه بعد اليوم، لذا سأذكركم بقول الشيخ الشعراوى الجليل فى آوخر أيامه حينما قال من طلب الولاية وكلت اليه ومن أتته الولاية أعانه الله عليها. البعض أصبح يتهم البعض، والبعض أصبح يتطاول على الآخر حتى الجيش وقادته الذين وقفوا بجانب الثورة وشاركوا فيها لم يسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة من التطاول وهذا شىء خطير ومرفوض من كل الشعب وينذر بعواقب سيئة لن يتحملها أحد، لابد أن نتعلم لغة الاختلاف فى الرأى قبل أن نتعلم الاتفاق، لنكن متحضرون لأننا كذلك بالفطرة ولكن ظروف القهر والظلم والطغيان أهالت على شعبنا بعض التراب، ولما أزيل هذا التراب ظهر المعدن الحقيقى للشعب المصرى، فلنحافظ علي هذا المعدن ولا ندع أحد أن يسرقه منا، ونحن قادرون باذن الله على تطهير هذا البلد من الفساد ومن كل المظاهر السلبية اذا ما خلصت النوايا. المشهد العبثى الذى شاهدناه ليلة 23 يوليو يدل على أن هناك مؤامرة كبرى للوقيعة بين الجيش والشعب، وهذا أدى الى تسلل مجموعات من الشباب من ميدان التحرير متوجهين الى وزارة الدفاع لأن ميدان التحرير أصبح الآن ليس قاصرا فقط على الثوار الوطنيين، ولكن كثير من فلول النظام وعملاؤه ومحاولات المندسين لتخريب الثورة، وتحرك البعض من ميدان التحرير فى يوم 23 يوليو وكأنه رساله الى الجيش والشعب ليقول لهم كما أفسدتم علينا حياتنا وأفراحنا سنفسد عليكم يومكم فى 23 يوليو عيد ثورة 1952 وعلى الجيش أن يعى كل ذلك ويضرب بيد من حديد على العملاء والمتآمرين، وأن يعلن للشعب من هؤلاء ولحساب من يعملون سواء فى الداخل أو الخارج. حفظ الله مصرنا الغالية وطنا وشعبا وجيشا. [email protected]