جاء بالموسوعة الإسلامية العامة ما يلي: قال صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وأنا استنفرتم فأنفروا" متفق عليه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعلق الدكتور محمد رفعت سعيد صاحب المادة بقوله: ويبقي معنى الهجرة في هجر ما نهى الله عنه وبقيت تاريخاً للأمة" ص 1424 من الموسوعة الإسلامية العامة نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية(1429ه - 2008م) مصر. والقضية ليس في الاحتفال بالهجرة وهو مطلوب ويبقي (هجر ما نهى الله عنه) وهو الأمر الذي نسيناه أو كدنا وهو أمر محزن مخجل معاً. لا أحد يرغب في هجر ما نهى الله عنه إلا من رحم ربي وهو عنئذ من (…) ويسأل عن (سر التقدم) في المخالفة والحرص على إتيان ما نهى الله عنه بل والإصرار على إتيانه تأتيه الإجابة البالغة الانحطاط والسوء بأن هذا هو (التقدم الحضاري) !! تباً لهذا التقدم الحضاري وتبا لمن يسوق له وتبا لمن يعظمه. إن الوظيفة التي خلفنا الله لها هي عبادته سبحانه وتعالى والعبادة هنا بالمعنى الكلي للعبادة. فلا فصل بين القيم المتكاملة مطلقاً. أنت تذهب لتشري أو لتبيع طبقاً للمنهج، أنت تتكلم أو تكتب أو تنصح طبقا للمنهج "ليس هناك ما يسمى هذه نقرة وتلك نقرة أخرى" إنها قمة الانحلال والخلل. لابد لنا من هجر ما نهى الله عنه وإلا فإنها الكارثة لا مجاملة ولا أنصاف حلول مع المنهج. أما المنهج الإلهي أو انتظار الساعة، وعلينا أن نختار. "هجر ما نهى الله عنه" إنها قضية عقيدة. مطلوب أن يقف كل منا عند حدوده. نعم، سنحاسب على اللفظ لابد من التأدب في الحديث. إن الفوضى التي تعم كلامنا والاستهتار بالقيم والانحراف السلوكي كلها كوارث عظيمة تهبط بنا إلى الدرك الأسفل من النار. الاستهتار الذي نراه يسرح ويمرح ولا نرده، بل يشارك كثير من الناس بعضهم بعضا في إشاعة الفوضى وعدم الالتزام بأبسط القواعد والتعدي على القوانين بالقول والفعل هذه ليست حرية على الإطلاق ولا تمت للحرية بصلة، إنها الفوضى والانحطاط ومخالفة القوانين وقبل هذا وذاك مخالفة الله سبحانه وتعالى ومخالفة سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إننا في محنة عقلية خطيرة كادت تعصف بالبقية الباقية من أخلافنا. سب الدين سب الأم بأقبح الألفاظ والأشنع تداولها في قطاع كبير من الناس والتنذر على الفضائل. إطلاق النكات السافلة دون شعور بالخجل. ارتفاع الأصوات بشكل قبيح يدل على عظم حجم الانحطاط العقلي. شيوع الفاحشة على صفحات الفيس بوك والدعوة إليها مزينة بالصور وجميع ما يدعوا إلى الرذيلة من إغراءات. الأمة في خطر. ضياع الأخلاق يهدد أمن الأمة. انتبهوا أيها الناس قد تكون الساعة قريبة. انتبهوا أيها الناس إن عذاب الله شديد. لابد لنا أن نهجر ما نهى الله ورسوله عنه. قد تنتهي أعمارنا ونحن على معصية فلا يغرنا بالله الغرور. الاحتفال بالعام الهجري هو أن (نهجر ما نهى الله عنه) وأن يكون العام (1436ه( عام العودة إلى الله في كل تصرفاتنا وأن تكون سلوكياتنا نابعة من عقيدتنا وأن نكف عن إتيان الأفعال السيئة المشينة وأن تعود إلينا أخلاقيات لا إله إلا الله وأن يكون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة كما قال رب العزة سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد. علينا أن نعود الآن إلى عقيدتنا قبل أن يدهمنا الموت فالمغادرة إلى الآخرة لا وقت لها فقد تكون الآن (قبل أن أضع القلم) والحمد لله على كل حال ولا حول ولا قوة إلا بالله