فى يوم الاثنين13ذى القعدة سنة 1422ه ، الموافق 28يناير 2002م انتقل إلى رحمة الله تعالى المفكر الإسلامي الكبير أنور الجندي، بعد رحلة طويلة قضاها فى الدفاع عن الإسلام، والوقوف هو وجنوده المخلصين فى وجه جحافل المشككين والمتربصين بتاريخنا العطر المجيد، رحل بعد أن عمل بالصحافة قرابة 75عاماً ، ولم يشعر به أحد، وعتم على خبر رحيله الإعلام، ولم تذكره صحيفة أو مجلة أو قناة تليفزيونية ، وعذر هؤلاء أنهم يهادنون نوادي "الروتاري"، و"الليونيز"، وهؤلاء هم خلفاء الماسونية العالمية التى تصب فى المنبع الرئيسى لنهر الصهيونية، وكان كاتبنا من ألد الأعداء لهذه الجمعيات المشبوهة وعلى علم بنشاطها الأساسي والحقيقي، ويعلم أعضائها ، ومْن يرعاهم من قمة الجهاز السلطوي فى الوطن العربي، هؤلاء أصابتهم الفرحة لاختفاء الأعلام المخلصين، أمثال: أنور الجندي، ومن قبله الشيخ الغزالي، والشعراوى، ومحمد جلال كشك، ومحمود محمد شاكر، ومحمد محمد حسين، وغيرهم ممن خدموا الفكر الإسلامي فى مواجهة حملات التشكيك والتغريب والتبشير وكافة صنوف الإرهاب الفكري ضد الإسلام. ولد سنة 1917 بمدينة ديروط بمحافظة أسيوط بصعيد مصر، وحفظ القرآن الكريم فى صغره، والتحق بمدرسة التجارة العليا، وعمل فى باكورة ببنك مصر، ولكن سرعان ما استقال وتفرغ للكتابة فى الصحافة اليومية، وللبحث العلمى، وما ترك الرسالة مطبوعية صحفية فى الشرق والغرب إلا وادلى بدلوه فيها وقد نال العديد من الجوائز وكان عضواً بالعديد من المؤسسات منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
أثرى حياتنا الثقافية والمكتبة العربية بالمئات من الكتب الفريدة فى بابها وقد صنف ما يربو على مائتي كتاب، وأكثر من ثلاثمائة رسالة في مختلف قضايا المعرفة والثقافة الإسلامية في الأدب العربي والفكر الإسلامي وقضايا التغريب والأصالة والدفاع عن هوية الأمة وشخصيتها التاريخية وحضارتها ودينها.
وقد وهب الرجل حياته للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية فى صراعها مع الغرب الثقافي والفكري.. الذى يهيمن على حضارتنا العريقة التى أسدت الكثير للبشرية، ولم تكن يوماً عدوانية، وإنما حضارة سلم تنير ولا تظلم، وإن اعتراها بعض فترات الوهن فليس عيب فيها وإنما عيب فى أهلها الذين هانوا على أنفسهم فهانت أنفسهم.
فكره: وقد دحض الأفكار التى قالت بأن عصر النهضة العربية الحديثة قد بدأ مع مجيء الحملة الفرنسية التى نشرت العلم وكانت أساساً للتنوير العربى الحديث، وأبان زيف هذا الإدعاء واثبت أن اليقظة قد بدأت قبل مجيء الحملة وأنه كان يوجد مفكرين مستنيرين دلوا على وجود هذه اليقظة بل أن الغرب قد بدأ ينزعج لها ويتابعها عن قرب عن جواسيسه الرحّالة والقناصل والتجار ، ومن هؤلاء العلماء النوابغ الذين أيقظوا الشرق من أمثال: البغدادي صاحب خزانة الأدب 1683م، حيث رد على الأمة تذوق اللغة والأدب، والجبرتي الكبير والد المؤرخ عبدالرحمن 1774م، حيث تولى تجديد علوم الهندسة والكيمياء، ومحمد بن عبدالوهاب 1792م حيث نادى بالعودة بالإسلام إلى المنابع وتحرير عقيدة التوحيد، ومرتضى الزبيدي 1791م، حيث قام ببعث التراث اللغوي والديني.
وبرغم هذه الأدلة الدامغة فإن بعض المفكرين عندنا تتجاهل وجود هذه النهضة، وتزعم أن عصر ما قبل الحملة الفرنسية عصر ظلام دامس، عصر انتشار الجهالات والاستبداد، ولم يكلف احدهم خاطره بالنظر فى المخطوطات الغزيرة الجليلة الفائدة التى تزخر بها مكتبات العالم، حيث أن الأرشيف العثماني لم يمتد إليه إياد البحث إلا فى حدود ضيقة ، لأنهم يستسهلون فيأخذون عن أسيادهم الغرب بلا تدقيق وروية، ومن هؤلاء مْن داجن وصار يتخبط واقتحم مجال التاريخ ولم تتوفر فيه نزاهة المؤرخ ، فكذب وافترى ويأتي على رأس هؤلاء لويس عوض مؤلف كتاب "تاريخ الفكر المصرى الحديث"، الذى رفع من شأن الخونة والجواسيس، وخوّن كل بطل جسور، فلا تعجب منه وهو يتهم سليمان الحلبي بأنه جاسوس جبان رعديد، بينما أعلى من شأن الخائن المعلم يعقوب حنا، حيث وصفه بأنه "رائد الاستقلال المصرى الحديث"، وأخيراً صدرت بعض الأطروحات التى تناولت هذا العصر بحيادية منهم: عبدالله العزباوى، وعبدالرحيم عبدالرحمن، ونيللى حنا وغيرهم ...
وقد فند أنور الجندى الآراء والأفكار التى سادت فترة ورفعت من شأن أناس اشتهر أمرهم بأنهم أساس نهضتنا الحديثة منهم، طه حسين حيث كتب عنه الكثير من فصول كتبه وخصه بأكثر من كتاب منها، "طه حسين .. حياته وفكره فى ميزان الإسلام"، وفند كذلك أراء على عبدالرازق وكتابه "الإسلام وأصول الحكم"، وهو بمثابة "حاشية على عبدالرازق على متن مرجليوث"، وهو السر الذى كشف عنه الدكتور ضياء الدين الريس فى دراسته الشهيرة "الإسلام والخلافة فى العصر الحديث"، ونادي على عبدالرازق بروحانية الإسلام، وأنه لا يوجد فى تعاليم الإسلام ما يدل على القول "بدولة الإسلام "، مع أنه قد درس هذا فى الأزهر، ووصل إلى أعلى الدرجات وكان من هيئة كبار العلماء، ويعتبر أنور الجندى أن الخطر الحقيقي من تأليف كتاب على عبدالرازق هو "هدم مفهوم الإسلام بوصفه ديناً ودولة ونظام مجتمع ومنهج حكم جامع"، ويعرض أيضاً ردود العلماء حول هذا الكتاب منهم محمد الخضر حسين فى كتابه "نقض كتاب الإسلام واصول الحكم"، كما يبرز قول الزعيم سعد زغلول الذى ورد فى كتاب سكرتيره محمد الجزيرى (آثار الزعيم سعد زغلول)، وقد رجع على عبدالرازق عن أفكاره هذه كما يقول الدكتور محمد رجب البيومى، ومع ذلك يعاد طبع الكتاب من قِبل الدوائر العلمانية دون الإشارة إلى قصة رجوعه هذه، أو إلى رأى سعد زغلول فى الكتاب.
وكذلك فند أراء وجرجى زيدان حول تاريخ الإسلام وكتابه "تاريخ آداب اللغة العربية"، و"روايات تاريخ الإسلام" الذى استقى مادتها من الأساطير والآراء الشاذة التى روجها المستشرقون، وكان الأستاذ أنور فى بداية حياته معجباً بجرحى زيدان حتى كتب عنه كتاباً صدر عن مكتبة الأنجلو المصرية فى منتصف الخمسينات بمناسبة 40عاما على رحيله، ولكنه رجع (والرجوع للحق فضيلة) ليكشف عن فساد منهجه فى كتابة التاريخ الإسلامي فى معظم مؤلفاته - فيما بعد- وأخصها كتابه "مؤلفات فى الميزان".
وتناول أيضاً أعمال كلا من: سلامة موسى، ولويس عوض، ونجيب محفوظ ، ولطفى السيد، ومحمد حسن هيكل، ومحمد التابعي، وأمينة السعيد، وإحسان عبدالقدوس وغيرهم. وأبان عن دور القمم الشوامخ الحقيقيين الذين أغفلهم التاريخ.
اللغة العربية بين حماتها وخصومها: كانت اللغة العربية ومازالت الجدار الذى حاول الأعداء اختراقه بمعاولهم والإجهاز عليه، برعوا وتفننوا فى استخدام كافة الأساليب والأسلحة الموجهة واضعين كل الإمكانيات لتنفيذ مخطط الهدم، لأن اللغة العربية هي الوسيلة التى توحد الشعوب الإسلامية تحت رايتها، وقد وقف أنور الجندى ليرصد تلك التحديات منذ وقت مبكر من حياته الفكرية وخصها بفصول عديدة فى كتبه ومنها أعظم مؤلفاته على الإطلاق "اللغة العربية بين حماتها وخصومها" الذى ظهر فى أواخر الخمسينيات، وقد جرت المحاولات حول اللغة العربية وإثارة الشبهات حول مكانها ودورها الحقيقي فى مجال الفكر الإسلامي، وكانت المحاولة تعمل على مقارنة اللغة العربية باللغة اللاتينية وتقول إنه مادمت اللاتينية قد ماتت ودخلت المتحف فلماذا لا تموت اللغة العربية وتتفرع عنها لغات إقليمية ويرد الجندى على هذه الأغاليط قائلاً : "والحق أن وجه المقارنة غير صحيح وغير صادق، فقد انتهت اللاتينية وتحولت لهجاتها وليس كذلك ما يحدث بالنسبة للغة العربية التى مازال القرآن يظاهرها، ويجعل ما كتبت منه منذ أربعة عشر قرناً مقروء إلى اليوم، بينما لم يحدث ذلك مطلقاً لأي لغة من اللغات الحية، التى تتغير كل ثلاثة قرون ، فامرؤ القيس السابق للإسلام نقرأه نحن الآن ونفهمه بعد أكثر من 1500سنة، بينما شكسبير لا يفهمه الإنجليز وقد مضى عليه أربعمائة عام تقريباً، وهذه الظاهرة فى اللغة العربية تجعلها لا تخضع لعلم اللغات الذى يحاول أن يحكم على كل اللغات بظواهر عامة مشتركة، ومن تميز اللغة العربية أيضاً أنها ليست لغة أمة كما يحدث للغات جميعاً، ولكنها إلى ذلك لغة فكر وثقافة وعقيدة لحوالي مليار مسلم ...ومن هنا تنكشف فوارق كثيرة بيم اللغة العربية (لغة القرآن) وبين اللغات القديمة كاللاتينية واللغات الأخرى".
وتناول أشكال المؤامرة التى رعاها الاستعمار بكافة أنواعه فى كل البلاد الإسلامية التى احتلها وفى مصر فرض الإنجليز القس "دنلوب" مستشاراً لوزارة المعارف الذى حارب اللغة العربية فى المدارس، وأيضاً دعوة المهندس الإنجليزي "ويلكوكس" للغة العامية، ودعوة مستر "ويلمور" أحد قضاة محكمة الاستئناف بالقاهرة لاستعمال العامية بدلاً من الفصحى ووضع لها قواعد، واقترح اتخاذها لغة للعلم والأدب ، ونجد "ولهلم سبيتا الألماني" أمين دار الكتب المصرية يجمع حروفاً إفرنجية للغة العامية المصرية لأجل إحيائها، ويؤلف كتاباً فى صرفها وكتاباً فى أمثالها وقصصاً عامة، ونشر ذلك باللغتين الألمانية والفرنسية داعياً إلى مشروع تعليم اللغة العامية بالحروف الأجنبية.
وفى سوريا دعا المستشرق "ماسينون" - وهو معروف بصلته بالدوائر الاستعمارية وصديق العديد من كتاب العرب العلمانيين - للعامية، وفى المغرب دعا المستشرق "كولان" إلى العامية المغربية، ودعا إلى تعميم اللغة الفرنسية فى المغرب، وفى تركيا نجحت الصليبية العالمية والصهيونية والماسونية فى اتخاذ الحروف اللاتينية مكان الحروف العربية التى عمّرت قرون، وكانت لغة التراث القومي لتركيا ، وبذلك قطعوا الصلة بماضيها المشرق، وجاءت مرحلة تالية حمل لواء الدعوة إلى العامية كتاب من العرب مثل : لطفي السيد، وسلامة موسى، ولويس عوض، والخورى مارون غصن ، ثم كانت دعوة عبدالعزيز فهمى بعد إنشاء المجمع اللغوي فى مصر، حين قدم مشروعاً يرمى إلى اتخاذ اللاتينية لرسم الكتابة العربية.
دور الأدب الإسلامى: وعن اضمحلال الأدب العربى الحديث وتراجع دوره رصد أنور الجندى للسلبيات التى أدت إلى ذلك، فيتسأل : لماذا لا يكون الأدب العربى المعاصر عالمياً؟
فبعد أن ظل الأدب العربى ملهم لكل الآداب الأخرى التى تأثرت به وكان أدباً عالمياً فى فترة ازدهار الحضارة الإسلامية، واليوم وقد أصابه الوهن والضعف وتخلف عن التجاوب مع مجتمعه، والسر فى عجزه أن يكون عالمياً راجعا فى فكر الجندى إلى الأسباب الآتية:
*أولاً : أن الأدب العربى فى هذه المرحلة من تاريخ العرب والمسلمين قد انحرف عن طريقه الطبيعي بوصفه (وحدة) من وحدات الفكر الإسلامي بما دخل عليه من مفاهيم وقيم وافدة من ناحية المضمون، وبما اصطنع من أساليب غريبة من ناحية الأداء، ولذلك فإن الإنتاج الأدبي القائم الآن بين أيدينا لا يمثل حقيقة المشاعر النفسية والاجتماعية للمجتمع ، كما أن أسلوب أدائه غريب على الأدب العربى، لأنه يخضع للنظرية المادية التى وضعها "برونتيرو"، و"تين" و"سان بيف" استمراراً من نظرية التفسير المادي للتاريخ والفلسفة المادية التى تعتبر الإنسان حيواناً سواء من ناحية الطعام "الماركسية"، أو من ناحية الجنس "الفرويدية". * ثانياً: أن مترجمات الأدب العربى إلى الآداب الأوربية التى تمت فى العقود الأخيرة لا تمثل حقيقة الأدب العربى، ولا أشواق النفس العربية الحقيقية، لأن هناك تحيزاً فى الانتقاء والاختيار "بضاعتنا ردت إلينا"، فإن هوى المترجمين هو أن يثبتوا أن الأدب العربى قد خضع تماماً للمفاهيم والأساليب الغربية. * ثالثاً: أن المصطلحات التى تستعمل الآن فى الأدب العربى دخيلة وغريبة عنه، فهو يحاول أن يخضع لأطوار الأدب الغربي التى تنتقل بين الكلاسيكية والرومنتيكية ومن السريالية إلى الوجودية. *رابعاً: مفهومنا الأصيل للأدب العربى أنه وحدة من وحدات الفكر الإسلامي يقوم على قيم الإنسان العليا: التوحيد، والأخلاق، والعدل، والإخاء الإنساني، وهى القيم التى قام عليها مفهوم الأدب العربى بعد الإسلام، ثم انحرف عنها بعد دخول الوثنيات المجوسية والفارسية، فالأدب العربى الآن يحاول البعض أن يفصل بينه وبين بلاغة القرآن والبيان العربى الممتد خلال العصور المجيدة والتي بعثت من جديد على أيدي: البارودي، وشوقي، والمنفلوطي، والزيات، والرافعي . فهو الآن ينحدر إلى لغة الصحافة أو ما يسمى باللغة الوسطى، وأيضاً الشعر ينجرف إلى قصيدة النثر والشعر الحر ، ويتدلى إلى مفاهيم مكشوفة وأداء عربي رديء. فالقصة تقوم على تصورات غربية مقتبسة من الآداب الغربية، ولا تمثل النفس العربية أيضاً، وهى تحاول أن تصور الانحراف والفساد والتحلل على أنها علاقات طبيعية فى المجتمع، حتى يعتقد الشباب شرعية وجود هذه الظاهرة والاندفاع نحوها ، وهو ما يجرى عليه أغلب كتاب القصة الذين يصدرون أساساً عن مفهوم علماني لا يقر بقيم الدين الحق، وأخطر ما هنالك هو تقبل النظرية المسمومة التى تقول أن الأدب العربى له استقلاله عن الفكر الإسلامي.
إن قدرة الأدب العربى على الدخول فى مجال العالمية لا تكون بالتبعية للمذاهب الغربية ، وإنما تكون بالتماس مفهوم الإسلام .
وقد أشاد أنور الجندى بمدرسة الأدب الإسلامي التى نشأت لتعدل المسار وتحافظ على هويتنا الأصيلة وترجم لأعلامه الذين أخذوا على عاتقهم معالجة أدران المجتمع بالطرق الصحيحة ، لا عن هوى واستخفاف بالموروث الثقافي لأمتنا ، كما فعل العلمانيون الذين تحاصرهم الدوائر الصهيونية الماسونية التلمودية ويهيمنون على كافة وسائل الإعلام فى بلادنا ، فأعلام الأدب الإسلامي ظهروا منذ زمن بعيد وكان يتم التعتيم باستماتة لا يصل تأثيرهم إلى المجتمع ، فعمل الجندى على دراسة آثار هؤلاء ومنهم: مصطفى صادق الرافعي، والسحار، وعلى أحمد باكثير، ونجيب الكيلاني، ومحمد التهامي، محمد إقبال، والدكتور هدارة، وغيرهم...
ويرجع الفضل لأنور الجندى أن عرّف الأجيال على تاريخهم المشرف الحقيقى الخالي من أسر النظريات الأيدلوجية الوافدة ، بعدما غرقنا خلال سنوات من التفسيرات الفاسدة التى جلبها قوم من بني جلدتنا من أناس هدفهم تشويه هذا التاريخ والحط من قيمته، فاصدر الدراسات القيمة التى بينت عظمة هذا التاريخ فى كل العصور وأجلى أنصع الصفحات عن أعلام هم جند مجهولون أقصوا من ذوى الآراء المتطرفة الذين هيمنوا على منافذ الإعلام والفكر يعلون ما يروق لهم ويتجاهلون ما لا يروق لهم، وكذلك أبان زيف المناهج الفاسدة التى حاول البعض تفسير التاريخ من خلالها كالمادية الجدلية وغيرها ، وجاءت دراساته تنصب على المنهج الإسلامي الخالص من كل الشوائب. وفاته : وفي مساء الاثنين 13 ذي القعدة سنة 1422 ه الموافق 28 يناير 2002م توفي إلى رحمة الله المفكر الكبير الأستاذ أنور الجندي عن عمر يناهز 85 عاماً قضى منها في حقل الفكر الإسلامي قرابة 70 عامًا يقاتل من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة ورد الشبهات الباطلة والأقاويل المضللة وحملات التغريب والغزو الفكري، رحمه الله رحمة واسعة.