لم يسعفن الوقت لحضور ندوة "ضوابط الابداع" التي عقدها صالون احسان عبد القدوس بنقابة الصحفيين وأدارها الزميل والصديق العزيز د. ضياء رشوان . كنت قد تلقيت دعوة لحضورها غير أن موعد انعقادها كان متزامنا مع وقت انشغالي واسرة التحرير والفنيين في اعداد اصدار جديد من صحيفة المصريون . كنت أود فعلا المشاركة خاصة وأنه كان من بين أبرز وأهم الرموز المشاركة استاذنا الكبير والقاضي الجليل المستشارطارق البشري متعه الله تعالى بالصحة وطول العمر ،فضلا عن أني كنت أود سماع المخرج خالد يوسف .. سيما واني كتبت هنا في هذه الزاوية عن " رامبوات" السينما المصرية ، كيف انهم يستأسدون على المشايخ الغلابة ، فيما يتعلق ب"الابداع" أو "حرية الرأي" فيما يبلعون السنتهم ويصابون بالخرس والصمم والطرش ، فيما يتعلق بالفساد المستشري في مفاصل الدولة وبين أضابير مؤسسات بيدها خزائن كل شئ في مصر! . لم يمنعن عدم حضوري من متابعة ما دار في الندوة .. فهناك بالتأكيد كلام بالغ الأهمية سوف يقال (البشري ورشوان) وآخر "تافه" ومضحك أيضا ومع تفاهته فهو في تقديري مهم لكشف هؤلاء المتواطئين مع الفساد المؤسسي الرسمي ، ممن يتصدون صناعة الرأي العام .. ويعملون في ذات الوقت خداما في بلاط سدنة الفساد .. وذلك من خلال افتعال معارك وجبهات وهمية يشغلون انفسهم من خلالها من خلال "بطولات" رخيصة و"انتصارت" تافهة على "الغلابة" والمساكين ممن لاظهير لهم ولاناصر .. فقط يجري استغلال طيبتهم وحسن نيتهم في نفخ وتسمين وصناعة"نجوم ورقية" من مروجي "الافيون الثقافي" و"مخدرات فنية" لتغييب الرأي العام أو اشغاله بعيدا عن جبهات النضال الحقيقي وتغمية عيونه عن اللصوص الحقيقيين. وكما توقعت تماما لم ير المخرج الركن المهيب خالد يوسف أية "سلطة فاسدة" إلا "السلطة الدينية" .. ليجعلها هدفا للتجريح والنقد .. طبعا فهي "هدف سهل" لن يكلف رامبو "المبدع" أكثرمن "المنظرة" أمام الكاميرات .. واستعراض عضلاته باعتباره "مستنيرا" ضد الظلامية ! السلطة الدينية .. فريسة سهلة .. لاتملك ملشيات قادرة على تأديب من ينتقدها مثل ما تعرض له الزميل د.عبد الحليم قنديل .. ولا تملك أجهزة أمنية بيدها كتابة التقارير التي بامكانها حرمان أتخن "رامبو" من دخلول جنات العمل السينمائي والتلفزيوني التي تجرى من تحتها الشيكات بكل أنواع أوراق البنكنوت . إذا اردت أن تكون واحدا من رامبوات "الاستنارة" .. بلا تكلفة أو سداد فواتير باهظة .. فما عليك إلا أن تهاجم "السلطة الدينية" .. رغم أن الاسلام الحضاري والسياسي لم يعرف طوال تاريخه شيئا اسمه "السلطة الدينية" ولكنها كانت اصطلاحا من اختراع أي "مهياص" يريد عمل فرقعة اعلامية حول نفسه .. وإذا اردت أن تكون "حداثيا" ايضا بدون أن تغضب "الأسياد" فلا تتحدث عن "فساد" الاسياد "الظلاميين ولكن اختار هدفا سهلا لاحول له ولا قوة واشتمه آناء الليل وأطراف النهار واتهمه بالفساد .. معركة سهلة لن تخسر فيها لامالك ولاشيكاتك ولاارصدتك ولا المنصات المخملية التى تدعى إليها لتقول "بقين" .. من قبيل فض المجالس ..ولاخزائن الاسياد المفتوحة بلا حساب لكل من شغل الرأي العام بعيدا عنهم . ولنتأمل ما قاله المخرج الركن المهيب خالد يوسف في الندوة.. تقول الصحيفة التي غطت اعمال الندوة : وصف خالد يوسف نظرة العالم العربي للمرأة بأنها متخلفة ورجعية داعيا إلى تنقية الموروث وغربلته من الفساد"! ارأيتم ..؟! ليس في العالم العربي رجعية وتخلف سياسي!! ... وانما رجعية في التعامل مع المرأة .. ! لماذا لم يدين رامبو .. اضطهاد النظام المصري .. لجهان الحلفاوي مرشحة التيار الاسلامي بالاسكندرية في انتخابات .. عام 2000 ؟! الذي تعامل معها بظلامية ورجعية وبتخلف هو النظام وليس المجتمع ! .. ولكن رامبو له مصالح يخشى عليها من بطش النظام .. فاستدار إلى المجتمع ليشتمه ويحمله مسئولة "اضطهاد المرأة " !هذا على سبيل المثال لا الحصر . ثم تأملوا .. البلد كلها تدار بشفافية والحكومة المصرية مبرأة من أية شبهة فساد وأنه ليس ثمة فساد في مصر . إلا "فساد الموروث" !.. أرأيتم "رامبو" ومعاركه الضخمة الكبيرة ؟!.. اضحكوا ولاتحزنوا فليس في الأمر ما يجلب على الحزن ! [email protected]