شهدت عملية تفريغ البيانات المسجلة داخل الصندوق الأسود للعبارة السلام 98 ، التي غرقت قبل أكثر من شهر وعلى متنها أكثر من 1400 ركاب لقي ألف منهم حتفهم ، مفاجأة من العيار الثقيل ، حيث تبين أن قبطان العبارة حاول لما يقرب من 45 دقيقة الاتصال بمالك العبارة ممدوح إسماعيل بعد اشتعال حريق داخلها ، وأنه تمكن في النهاية من إجراء مكالمة مع مالكة العبارة ، وهو ما نفاه إسماعيل في أكثر من مقابلة تليفزيونية وصحفية عقب الحادث . ورغم أن تفاصيل المكالمة ما بين مالك العبارة والقبطان لم يتم الكشف عنها بعد ، إلا أن ظهور عدم صحة تصريحات إسماعيل بشأن عدم تلقيه أي مكالمة من قبطان العبارة يلقي بظلام كثيفة من الشك هو ما دار في تلك المكالمة ، ومدى صحة التقارير الصحفية التي أكدت أن مالك الشركة أمر القبطان بمواصلة الرحلة إلى ميناء سفاجا وعدم العودة إلى ميناء ضبا السعودي وكذلك عدم إطلاق إشارة استغاثة حتى لا تتحمل الشركة تكاليف عمليات الإغاثة المحتملة . من ناحية أخرى ، أعلنت الحركة المصرية من أجل التغير " كفاية " أنها بصدد تنظيم مظاهرة حاشدة في ميدان طلعت حرب مساء الاثنين بعد القادم لإحياء ذكري الأربعين لشهداء عبارة الموت السلام 98. وناشدت الحركة ، في بيان تلقت "المصريون" نسخة منه ، أهالي الضحايا وجموع المواطنين المشاركة بقوة في هذه التظاهرة للضغط على النظام لمعاقبة المتورطين في هذه الجريمة التي استشهد فيها أكثر من ألف مصري دفعوا حياتهم ثمنا لاستشراء الفساد والمحسوبية. وأفادت مصادر مقربة من كفاية بأن التظاهرة ستنظم بالتعاون مع حركتي "سجين" و "شايفنكم" ومركز النديم وسيتخللها إيقاد للشموع والدعاء للشهداء بالرحمة والدعوة لفتح تحقيق نزيه جاد قادر على استجلاء حقيقة الكارثة ومعاقبة القتلة الذين يخطون بدعم من مسئولين كبار بالدولة. ومن جانبه ، أكد الدكتور عبد الحيم قنديل المتحدث الرسمي باسم حركة كفاية أن الهدف الأول للتظاهرة هو ممارسة أقصي ضغوط على النظام للتوقف عند حماية المتورطين في هذه الجريمة وإجباره على رفع الحصانة عن ممدوح إسماعيل صاحب شركة السلام التي اكتفي النظام بتقديم طلب إذن للإدلاء بأقواله أمام النيابة . وانتقد قنديل بشدة قيام النظام بوضع عراقيل تحول دون الإسراع بصرف التعويضات للمتضررين وذوي شهداء ، مطالبا قوي المجتمع المدني والقوي الشعبية بالتحرك لإجبار النظام وسدنته على وقف حمايته للفاسدين لمنع تكرار مثل هذه الكارثة.