اعتبر الكاتب الصحفى مأمون فندى المقال الذى نشر فى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول الأوضاع فى مصر الأمر الخطر الذى لابد أن يستوقفنا جميعاً ولا سيما المسئولين الذين يتعاملون مع الانتقادات الخارجية بغرور مشدداً على ضرورة عدم تجاهله تحت دعوى أن الجريدة متحيزة ضد مصر أو أن "نيويورك تايمز" هي صحيفة اليهود. ولفت إلى أن المقال الذى نشر بالجريدة الأمريكية لا يعبر عن رأى كاتب فيها إنما بالطريقة التي عرض بها ومكانه في الصحيفة، يعبرعن توجه الصحيفة الأولى في أميركا التي يقرأها ويخطب ودها كل من له علاقة بالسياسة الخارجية الأميركية، بداية من الرئيس أوباما، إلى وزير خارجيته جون كيري، إلى أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب أو الكونغرس، وذلك بحسب كلامه. وعن ما شنته الجريدة من هجوم على رأس النظام فى البلاد وقولها أن الوضع في مصر فيما يخص الحريات أسوأ من عهد حسني مبارك، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء إلى الرئاسة من خلال ما أسمته "انقلاب" عسكري، واعتبار تصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية أمر غير عادل، اعتبر فندى أن مطالب الجريدة بربط المعونة الأميركية لمصر بتصحيح المسار أمراً خطيراً لاسيما إعتبار مصر بعيدة عن فكرة المسار الديمقراطي بهذه التصورات السابقة . و أكد أن أهم ما يجب أن يتم الفترة القادمة هو ما سيفعله صانع القرار في القاهرة من نقاش جاد حول كيفية وصول صحيفة بحجم ال"نيويورك تايمز" إلى هذه القناعات الخطيرة والضارة لصورة مصر عالميا. مشيراً إلى أننا في مصر لدينا تحديات أهم من تلك التي ذكرتها الجريدة مثل الاقتصاد والوضع المعيشي للمصريين واستقرار بلد بحجم مصر، الإ أنه أكد فى الوقت ذاته أن صورة مصر عالميا تظل هاجسا مهمًا لدولة ترغب أن يكون لها دور إقليمي، بل وعالمي؛ لذا يجب أن يدار نقاش جاد في القاهرة عن تلك الفجوة القائمة بين ما يريده المصريون في الداخل وصورة مصر في الخارج. وأوضح عبر مقاله ب"أوساط" تحت عنوان :"مصر وال"نيويورك تايمز" أن مصر كالسيارة الفاخرة، ولكن الذين يعملون في مهنة تسويقها إما لا يعرفون تجهيزات السيارة أو يحاولون بيعها في أسواق لا تستهلك سيارات فارهة. هناك مشكلة حقيقية في تسويق ما حدث في مصر بعد 30 يونيو 2013 وتابع:"كنت في واشنطن في الأسبوع الفائت، وقال لي صديق إن هناك ندوة عن الإعلام المصري في واشنطن، فهل ستذهب؟ قلت: أنا في واشنطن لأمر آخر، ولكن لماذا هذه الندوة الآن؟ ومن يمولها؟ وما الهدف منها؟ قال: من مصر. وبعدها مباشرة نشرت ال«نيويورك تايمز» مقالا قاسيا بخصوص الإعلام المصري؛ أي إن نتيجة المؤتمر أو الندوة جاءت بعكس القصد .. تسويق مصر بالطريقة البلدي السائدة توصل إلى عكس النتائج المرجوة، فهل من إعادة نظر؟" واختتم كلامه قائلاً:"أمام القاهرة الكثير كي تتعلمه لتسويق صورة مصر في الخارج، فمعظم من في المشهد الآن، عندما يذهبون إلى نيويورك أو لندن، لا يتحدثون للخارج، بل يتحدثون للقاهرة، يريدون إحراز نقاط في الداخل وليس الخارج للحفاظ على وظائفهم ... ما قالته ال«نيويورك تايمز» خطير، ومن يحاول أن يجعله يمر هكذا مرور الكرام مجرم في حق مصر وشعبها .. على القيادة المصرية أن تأخذ الموضوع بجدية، وتبحث الأمر، فهذه أول طلقة في حملة خطيرة تبعاتها أخطر بكثير مما يتصور البعض. رأي ال«نيويورك تايمز» ليس مجرد رأي صحيفة، بل إشارة لصورة خطيرة تتشكل، لا أعتقد أننا قادرون على دفع فاتورة ثمنها"