بعنوان "الوسيط المصري.. مع القوة تأتي المسئولية"، قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أمس، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الرابح الوحيد من وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأضافت أن "القاهرة أخذت على عاتقها مهمة الوسيط، وبهذا فهي مسئولة أيضًا عن ضمان تعهدات حماس بوقف النار وأي رصاصة سيتم إطلاقها من الحركة الفلسطينية أو أي فصيل فلسطيني أخر ستكون مصر مسئولة عنه". وذكرت أن حركة "حماس" لديها اهتمام بتحسين منظومة العلاقات مع مصر، "ليس فقط لأن الأخيرة تسيطر على معبر رفح، شريان الحياة بالنسبة لغزة، وإنما لأن القاهرة هي الجبهة الداخلية الاقتصادية للقطاع، فمن خلالها يمكن للفلسطينيين الخروج للعالم وتصدير بضائعهم واستيراد مواد البناء والغذاء والحصول على الكهرباء دون أن يكون هناك اعتمادا طوال الوقت على تل أبيب". وتابعت "يمكننا الافتراض أنه إذا انتهت المفاوضات باتفاق كل الأطراف على مشروع لتنمية وإعمار غزة، سيدخل الجزء الأكبر من مواد تلك التنمية عبر مصر". وذكرت الصحيفة أن "مصر لديها مصلحة في الحفاظ على العلاقات مع حماس، طالما هي القوة المسيطرة على قطاع غزة، ولإبعاد قطر وتركيا وإيران من المنطقة، والإبقاء على الدور المصري". وأضافت أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي دعم وما زال يدعم المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" اقترح على الأخيرة حتى قبل الحرب نافذة من الفرص لتحسين العلاقات مع القاهرة إذا تغير سلوكها بمعنى أن تخضع الحركة الفلسطينية نفسها لرام الله وتنفصل عن الحركة الأم، "الإخوان المسلمين"، وهناك شك في أن هذا هو الاتجاه الذي ستسير فيه حماس، لكن إذا اتضح أن الأخيرة ستفضل في المستقبل الهوية الفلسطينية على هويتها الأيديولوجية الإخوانية، سيكون هذا إنجازًا هامًا لمصر. وختمت الصحيفة بقولها "المحور المصري الفلسطيني الإسرائيلي، حتى إذا كان المحور الأهم، فهو ليس الوحيد الذي سيحدد مصير المفاوضات، فمنظومة العلاقات بين فتح وحماس لم تستقر بعد، وهي مليئة بالعبوات الناسفة التي قد تنفجر ف أي وقت، وإمكانية تولي رئيس السلطة محمود عباس المسئولية في غزة وليس في معبر رفح فقط تتطلب موافقة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى". وبعنوان "السيسي هو الرابح الرئيسي من وقف النار"، نقل موقع "واللاه" الإخباري العبري عن مصادر إسرائيلية بارز قولها إنه "إذا احترمت حركة حماس التهدئة سيكون هذا إثبات للعالم بأن القاهرة نجحت فيما فشلت فيه الولاياتالمتحدةوقطر وتركيا والأمم المتحدة"، لافتة إلى أن "تل أبيب كانت تعلم منذ اليوم الأول أن القاهرة هي العنوان الوحيد للتهدئة وهو ما حدث بالفعل". ونقل الموقع عن دبلوماسي غربي قوله "واشنطن حاولت بكل قوتها إشراك قطر وتركيا، إلا أن زيارة وفد فلسطيني للقاهرة واجتماعهم بمسئولي الاستخبارات المصرية هو الذي أنهى المسألة"، لافتا إلى أن "كل الخطوات التي اتخذت مع مشاركة هامشية من القاهرة باءت بالفشل"، مضيفًا أن "هذا درسا هاما لكل من يشك في أهمية القاهرة على الصعيد الإقليمي".