"هكذا تربح مصر من المصالحة بين فتح وحماس"، هكذا استهلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرًا لها، قالت فيه إن "كلًا من الحركتين الفلسطينيتين اعترفا للقاهرة بإنجاز اتفاقية المصالحة في قطاع غزة"، مضيفة أن "مركز النظام المصري كوسيط بين الجانبين تعزز". ذكرت الصحيفة أن الرابحة الكبرى منذ هذا الاتفاق هي مصر، والتي لم تساهم بشكل كبير في إنجازه لكنها حصلت على الكثير في المقابل. وأضافت أن أحد الأسباب التي دفعت حماس إلى الاتفاق مع فتح هو تدهور علاقاتها مع القاهرة، مضيفة أنه في شهر مارس الماضي وقعت جولة عنيفة من الاشتباكات بين إسرائيل وقطاع غزة، واستخدمت حماس تكتيكًا جديدًا يتلخص في إعطاء الضوء الأخضر لحركة الجهاد الإسلامي كي يطلق النيران صوب تل أبيب، وكان الهدف من الأمر هو الضغط على القاهرة والتي رعت اتفاق التهدئة منذ عملية الرصاص المصهور، كما كان الهدف من وراء ذلك هو أن تظهر حماس للقاهرة أنها الوحيدة المسيطرة على القطاع. وقالت "عمليًا ما حدث على العكس من تقديرات حماس، هو أن الجانب المصري بدأ يتحدث بشكل مباشر مع الجهاد الإسلامي وليس مع الحركة الحاكمة في قطاع غزة، هذه الخطوة أجريت دون إزاحة الضغط الذي تمارسه القاهرة على القطاع في الشهور الأخيرة، عبر تدمير أنفاق التهريب، وعليه فقد غيرت حماس التكتيك وأعربت عن استعدادها للمصالحة مع فتح، من منطلق أن المصريين سيخففون الضغط وقد يسمحوا لحماس بالعمل في مصر". وأشارت إلى أن "هذه الرسائل تم نقلها للجانب المصري الذي رفضها، إلا أن النظام الحاكم بالقاهرة وافق بعد المصالحة على منح بادرة حسن نية لحماس، وتمثل ذلك في وصول موسى أبو مرزوق قيادي الحركة بالبارز عبر معبر رفح لغزة، ليشارك في توقيع اتفاقية المصالحة مع رام الله". ولفتت إلى أنهم "في حركة حماس فرحوا والمصريون ربحوا من هذا، خاصة أنه من ناحية القاهرة لم تساهم بشيء تقريبًا في المصالحة، ومن ناحية أخرى نجحت مصر في دفع حماس إلى عدم الخروج عن قواعد اللعبة والتعامل مع القاهرة بحذر شديد". وذكرت أنه "حتى الآن من غير الواضح هل ستقوم حكومة وحدة بين رام اللهوغزة، إلا أنه بفضل اتفاقية المصالحة، يظهر النظام المصري الحالي كمدافع عن الشعب الفلسطيني، على العكس من نظام مرسي السابق"، مضيفة أنه "في شهر إبريل السابق، قبل اتفاقية المصالحة، وصل أبو مازن للقاهرة وناقش الأمر مع مسئولي النظام المصري البارزين ومن بينهم وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي". وأوضحت أن أبو مازن، أكبر الشخصيات الفلسطينية البارزة، اعترف بأن نظام الإخوان المسلمين خطط لزرع القطيعة بين قطاع غزة والضفة الغربية، لافتة إلى أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والذي أسقط نظام الإخوان، يمكنه الآن التفاخر بأنه يعمل للتوحيد بين الجانبين الفلسطينيين.